مراحل الكتابة
أهمية الكتابة
عندما تكوّنت المُجتمعات البشريّة وازدادت، وجد الإنسان الأوّل نفسه غير قادرٍ على التفاهم مع الآخرين، والتعبير عمّا يدور بداخله، فلجأ إلى الكتابة للتعايش مع غيره من البشر، فمن خلالها قام بتدوين العلوم والتاريخ في تلك الحقبة؛ حفاظاً عليها من الضياع، وليرثها غيره فيما بعد، فلولا هذه العلوم إلى أن وصلنا لما نحن عليه الآن من تطورٍ وفهم، ولبدأت كلُّ حضارة بالبحث من نقطة الصفر.
مراحل الكتابة
مرحلة الكتابة التصويرية
تقوم هذه المرحلة على أساس رسم الصور المحيطة بالإنسان، والتعبير عن مشاعره وأفكاره من خلال الرسم، لكنّ هذه الطريقة لم تكن كافية في التعبير عن المشاعر الإنسانيّة، والجوانب المعنويّة.
مرحلة الكتابة التصويرية الرمزية
في هذه المرحلة تجاوزت الصورة أو العلامة الدلالة على الشيء الماديّ فقط، وأصبحت تدلُّ على الأسماء، والأفعال، والصفات المُرتبطة بالأشياء الماديّة التي تُمثّلها العلامة؛ فصورة القدم تطوّرت من الدلالة على القدم فقط إلى الدلالة على المشي أو الوقوف.
مرحلة الكتابة المقطعية
بقيت الكتابة التصويرية والرمزيّة عاجزة عن التّعبير عن لغة التخاطب، وكتابة الجُمل التّامة بما تحتويه من أسماء، وأفعال، وأدوات نحوية مُتنوّعة، من هنا ظهرت الحاجة إلى البحث عن طريقةٍ جديدةٍ للتعبير، فابتُكرت الطريقة الصوتيّة؛ وهي طريقة مُتمثّلة بالكتابة المقطعيّة بدايةً، ثمّ الكتابة الأبجديّة، وتقوم هذه الطريقة على استخدام القيم الصوتيّة للعلامات الصوريّة، والرمزيّة للدلالة على مقاطع صوتيّة تُستَخدم في كتابة كلمات لا يربطها شيءٌ بمعاني ورموز تلك العلامات.
مرحلة الكتابة الهجائية
إنّ استعمال الكتابة المقطعيّة يحتاج إلى الكثير من الرموز للتعبير عن المقاطع الصوتيّة التي تتكوّن منها اللغة، وأدّى ذلك إلى ظهور الكتابة الهجائيّة التي تُخصّص رمزاً واحداً للصوت الواحد، وبذلك يكون عدد الرموز المستخدمة في الكتابة مُتساوياً مع عدد الأصوات التي تتألّفُ منها اللغة، ونتج عن ذلك انخفاض عدد الرموز المستخدمة في الكتابة إلى أقلّ من ثلاثين رمزاً.
ظهور الأبجدية
- الأبجدية الأوغاريتية: ظهرت هذه الأبجدية في بلاد الأوغاريت على الساحل السوري عام 1400 ق.م، وهي تشتمل على ثلاثين حرفاً، واستُعملت بشكلٍ كبيرٍ في التجارة، والإدارة، والمُراسلات، والحياة المدنيّة.
- الأبجدية الفينيقية: ابتكر الفينيقيون الأبجدية الفينيقية وطوروها، فأصبح لكل حرف صوتٌ مُعين، وأصبحت هذه الحروف سهلة الكتابة؛ حيث كانت أساساً للكتابة في الشرق والغرب قديماً.
- أبجدية الانكا: ظهرت هذه الأبجدية في المكسيك، وعُرف أسلوب الكتابة الخاصّ بهم باسم (الكتابة بالخيوط)؛ حيث كانت كتابتهم عبارةً عن خيوط متعدّدة الألوان، تُعقد بطريقةٍ خاصّة، ثمّ تُعلّق بحبلٍ طويل.
- أبجدية الأزتك: ظهرت أبجديّة الأزتك في أمريكا الوسطى، وهي تُشبه الكتابة التصويريّة؛ فهي مجموعةٌ من الصور والرموز التي تُستخدم لتدوين الألقاب والأشياء الأساسية؛ فلم تُعبر عن أفكار، أو علوم هذه الشعوب، وأُطلق على هذه الأبجدية (البيكتوجرافيا).
- أبجدية تفيناغ: ظهرت في شمال أفريقيا، وابتُكرت هذه الأبجدية من شعوب تلك المنطقة؛ فلم يطوّروها أو يقتبسوها من لغات أخرى.