-

يزيد بن أبي سفيان

يزيد بن أبي سفيان
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

يزيد بن أبي سفيان

في ذروة تعرّض النبي عليه الصلاة والسلام للأذى والاضطهاد في مكة المكرمة على أيدي كفار قريش، وفي ظل ما لاقاه المسلمون من العنت والمشقة والحصار حتى كان أحدهم يؤخذ إلى رمضاء مكة شديدة الحرارة فتوضع الحجارة على صدره، أتت الملائكة إلى النبي عليه الصلاة والسلام تستأذنه أن يطبق الله على قريش الأخشبين.

الأخشبان هما جبلان من جبال مكة، ولقد كان رد النبي الكريم غاية في التسامح والخلق الكريم حينما اختار الصبر على ذلك كله لعلمه أنه سوف يأتي يوم يخرج من أصلاب هؤلاء الكافرين المحاربين للدعوة من يؤمن بالله تعالى ولا يشرك به شيئاً.

تحققت نبوءة النبي عليه الصلاة والسلام بعد ذلك وأقر الله عينيه برؤية أبناء الكفار مسلمين موحدين، ومن هؤلاء كان عكرمة بن أبي جهل وخالد بن الوليد، وكذلك يزيد بن أبي سفيان باعتبار والده كان من أشد الأعداء للدعوة الإسلامية على الرغم من إسلامه يوم الفتح، فما هي سيرة هذا الصحابي الجليل ؟

نشأة يزيد بن أبي سفيان

ولد يزيد بن أبي سفيان في مكة المكرمة، وأبوه أبو سفيان بن حرب بن أمية من أشهر زعماء قريش، وقد نشأ يزيد في كنف والده حيث اشتهر بالكرم والشجاعة.

حينما دخل المسلمون بجيشهم مكة المكرمة في العام الثامن للهجرة فاتحين لها ومحررينها من الشرك والطغيان، وقف النبي الكريم وخطب في جموع كفار قريش قائلاً: ما تظنون أني فاعل لكم؟ فقالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فأعلنها صريحة بخلق النبي العظيم المتسامح العفو: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وقد كان أبو سفيان وابناه يزيد ومعاوية ممن أسلم يوم الفتح.

يزيد يوم حنين

في غزوة حنين انتصر المسلمون على المشركين فحصدوا من وراء هذه المعركة غنائم كثيرة، فقام النبي الكريم بتوزيع هذه الغنائم، حيث أعطى يزيد مائة من الإبل وأربعين أوقية من الفضة، وقد قصد النبي من ذلك أن يتألف قلوب الكثير ممن أسلم حديثاً ويثبت قلوبهم على الإيمان.

يزيد في عهد الخلفاء الراشدين

كان يزيد بن أبي سفيان موضع ثقة عند الخليفتين الصديق والفاروق رضي الله عنهما، ففي عهدهما كان يزيد أحد أمراء الأجناد التي توجهت إلى الشام لمقاتلة الروم، وقد شهد معركة اليرموك التي انتصر فيها المسلمون، وفي عهد عمر رضي الله عنه تولى يزيد إمارة الشام التي خلفها من بعده أخوه معاوية. توفي يزيد رضي الله عنه في العام الثامن للهجرة بطاعون عمواس الشهير.