مقالة عن شهر محرم
شهر مُحرّم
محرم هو الشهر الأول من السنة القمرية أو التقويم الهجريّ، وهو شهر كانون ثاني أو يناير في التقويم الميلادي، وكان اسم مُحرم يُطلق في الجاهلية على شهر رَجَب، وهو أحد الأشهر الحُرُم الأربعة وهي: محرم، ورجب، وذو القعدة، وذو الحجة، وحرم الله تعالى بنفسه هذا الشهر وليس لأحد من عباده تحليله، قال الله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ) [التوبة:36]، وقد رجّح بعض العلماء أنّ مُحرّم أفضل الأشهر الحرم الأربعة، وفي هذا المقال سنتحدّث عن سبب تسميته، وأسمائه الأخرى، وفضل صيامه.
أسباب التسمية
اختلفت الآراء حول أسباب تسمية شهر محرّم بهذا الاسم ووردت كما يلي:
- سُميَّ مُحرم بهذا الاسم؛ لأن العرب كانت تُحرم فيه الحرب والقتال.
- اقتتل العرب فيما بينهم قتالاً كبيراً في هذا الشهر، فحرَّموا القتال على إثر ذلك، وقاموا بتسمية هذا الشهر بمحرّم.
أسماء شهر مُحرّم
كان العرب قديماً يطلقون أسماء عديدة على شهر محرّم ومنها: ناتق، والمؤتمر أي: الذي يُعقد فيه جلسة أو مؤتمر بُغية التشاور، والأخذ برأي الناس بخصوص حسم أمر الخوض في الحرب أو النأي عنها، وكان مُحرّم في بعض التقاويم القديمة يُسمّى بالموجب.
فضل الصيام في محرّم
إنّ أفضل الصيام خلال أيام السنة بعد صيام شهر رمضان المبارك، هو صيام النوافل في شهر مُحرّم، فالإكثار من الصوم في شهر الله المحرم من فضائل الأعمال، ويقال من صام عشرة أيام فقط من شهر محرم فهو مأجور بإذن الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ).
صيام عاشوراء
يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجّى الله تعالى فيه النبي موسى عليه السلام من الغرق، وهو اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري، ويسمى عند المسلمين بيوم عاشوراء، وبخصوص صيام هذا اليوم ورد أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا يَعْنِي عَاشُورَاءَ فَقَالُوا: "هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ" فَقَالَ: (أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ)، ويُذكر أنّه لم تثبت في السنة النبوية أو القرآن الكريم، عبادة خاصة في يوم عاشوراء إلا الصيام.