-

أسباب آلام الرأس

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

آلام الرأس

تُعدُ آلام الرأس أو ما يُعرف بالصّداع (بالإنجليزية: Headache) من أكثر الشكاوى الطبيّة شُيوعاً، ويُعرّف الصّداع على أنّه أي ألم ناشئ في أي جزء من الرأس، سواءً كان على جانبٍ واحد من الرأس أو على كلا جانبيه، أو أن يكون الألم في الجزء العلويّ من الرقبة. ومن الجدير بالذّكر أنّ آلام الرأس تنشأ من الأنسجة والتراكيب المُحيطة بالدّماغ، أو الحبل الشّوكيّ أو الجمجمة. وفي الحقيقة يمكن لآلام الرأس أن تؤثر في أي شخص بغض النظر عن العُمر، أو العرق، أو الجنس، حيثُ أفادت مُنظمة الصّحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) بأنّه في كلّ عام يعاني نصف عدد البالغين تقريباً من جميع أنحاء العالم من الصّداع.[1][2]

أسباب آلام الرأس

هُناك أسباب مُتعدّدة لآلام الرأس، منها ما هو بسيط، ومنها ما هو أكثر خُطورة، ورجوعاً إلى الجمعيّة الدّولية للصداع (بالإنجليزية: International Headache Society)، فإنّه يُمكن تصنيف أسباب الصّداع على النحو الآتي:[2]

الصّداع الأوليّ

يحدُثُ الصّداع الأوليّ (بالإنجليزية: Primary headache) بسبب وجود بعض المشاكل في التّراكيب الحسّاسة للألم في الرأس، أو بسبب فرط نشاطها، أو نتيجة بعض التغيّرات في النشاط الكيميائي في الدّماغ، والأعصاب، والأوعية الدموية المحيطة بالجمجمة. إضافةً إلى ذلك فإنّ بعض النّاس يحملون جينات مُعيّنة من شأنها أن تجعلهم أكثر عُرضة للإصابة بمثل هذا النّوع من الصّداع. ومن الجدير بالذّكر أن الصّداع الأوليّ هو مرض قائم بذاته وليس عرَضاً لمرض آخر. وفيما يأتي بيان لبعض أنواع الصّداع الأوليّ:[1][2][3]

  • الصّداع التوتريّ: (بالإنجليزية: Tension headache)، ويُعَدُّ هذا النوع أكثر أنواع الصداع الأوليّ شُيوعاً، وهو يصيب النّساء أكثر من الرّجال. وقد أشارت مُنظمة الصّحة العالميّة إلى أنّ شخصاً واحداً من بين كُلّ 20 شخصاً في العالم المُتقدّم يُعاني من صُداع التّوتر بشكل يوميّ. ومن الجدير بالذّكر أنّ هذا النّوع من الصّداع يُمكن أن يكون إمّا عَرضيّاً؛ أي أن يكون على شكل هجمات تستمرّ عدة ساعات على مدى يوم أو عدة أيام، وإمّا أن يكون مُزمناً؛ أي أن يحدث الصّداع مدّة 15 يوماً أو أكثر في كل شهر مدة ثلاثة أشهر متتالية على الأقل. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ الشخص المُصاب بالصّداع التّوتريّ يشعر بألم ثابت في كلا جانبيّ الرأس في الغالب، ويوصف عادةً بأنّه شريط ضيّق مُلتف حول الرأس، وقد يمتدّ أحياناً إلى الرّقبة، وفي الغالب يبدأ هذا الألم في مُنتصف النّهار ببطء ثُمّ يزداد بعدها بشكل تدريجيّ.
  • الصّداع النّصفيّ: (بالإنجليزية: Migraine) أو الشّقيقة، وهو ثاني أكثر أنواع الصّداع الأوليّ شُيوعاً بعد الصداع التوتريّ. ويُسبب الصداع النصفيّ عادةً ألماً نابضاً على جانب واحد من الرأس، وقد يستمرّ من بضع ساعات إلى يومين أو ثلاثة أيام، كما قد يكون مصحوباً بمجموعة من الأعراض؛ مثل عدم وضوح الرؤية، وخفّة الرأس، والغثيان، وبعض الاضطرابات الحسيّة الأخرى. ومن الجدير بالذّكر أنّ الصّداع النصفي يؤثر في الذكور والإناث بشكلٍ مُتساوٍ قبل البلوغ، إلّا أنّ النّساء يتأثرن به أكثر من الرجال بعد مرحلة البلوغ.
  • الصّداع العنقوديّ: (بالإنجليزية: Cluster headaches) وهو نوع أقل شيوعاً من الصداع، ويُصاب به الرّجال في أواخر العشرينيات أكثّر من النّساء أو الأطفال. وتدوم نوبات هذا النّوع من الصّداع ما بين 15 دقيقة إلى 3 ساعات، وقد تتكرّر ما بين مرة واحدة حتى ثماني مرات في اليوم الواحد مدّة تتراوح من أسابيع إلى شهور. كما يُمكن أن تغيب هذه النّوبات فترات تتراوح ما بين عدّة أشهر إلى سنوات. ومن الجدير بالذّكر أنّ ألم الصّداع العنقوديّ يكون شديداً وعلى جانب واحد من الرأس، وتصاحبه أعراض مُختلفة مثل انتفاخ واحمرار المنطقة المُصابة بالصّداع، وسيلان الأنف، وتدّلي الجفن.

الصداع الثانويّ

يُقصد بالصّداع الثانويّ (بالإنجليزية: Secondary headache) ذاك الذي يظهر كأحد الأعراض نتيجة الإصابة بمرضٍ يُمكن أن يحفز الأعصاب الحساسة للألم في الرأس. وفي الحقيقة هُناك مجموعة واسعة من الحالات والعوامل المختلفة التي يُمكن أن تُسبب الصّداع الثانويّ، وتتضمّن هذه الأسباب ما يأتي:[2][3]

  • الإفراط في شُرب الكحول.
  • الإصابة بأورام الدّماغ (بالإنجليزية: Brain tumors).
  • حُدوث نزيف في الدماغ أو ما حوله.
  • التسمم بأول أكسيد الكربون (بالإنجليزية: Carbon monoxide poisoning).
  • ارتجاج الدماغ (بالإنجليزية: Concussion).
  • الإصابة بالجفاف (بالإنجليزية: Dehydration).
  • ارتفاع ضغط العين، أو ما يُعرف بالجلوكوما (بالإنجليزية: Glaucoma).
  • بعض مشاكل الأسنان الأُخرى.
  • الإصابة بالإنفلونزا (بالإنجليزية: Influenza).
  • الإفراط في تناول الأدوية المسكنة للألم، ممّا يُسبب ما يُعرف بصُداع الارتداد (بالإنجليزية: Rebound headaches).
  • الإصابة بنوبات الهلع والخوف (بالإنجليزية: Panic Attack).
  • الإصابة بالسكتة الدّماغية (بالإنجليزية: Stroke).
  • التهاب الجيوب الأنفيّة (بالإنجليزية: Sinusitis).
  • تمدّد الأوعية الدمويّة الدماغيّة (بالإنجليزية: Brain aneurysm).
  • التهاب الدماغ (بالإنجليزية: Encephalitis).
  • التهاب السّحايا (بالإنجليزية: Meningitis).
  • ارتفاع ضغط الدّم (بالإنجليزية: Hypertension).
  • زيادة الضّغط على الرأس نتيجة ارتداء أغطية الرأس الضيّقة؛ مثل الخوذة أو النّظارات الواقية.
  • تناول الغلوتامات أحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate).
  • الإصابة بجرثومة القطط أو ما يُعرف بداء المقوّسات (بالإنجليزيّة: Toxoplasmosis).
  • التهاب أو تهيّج بعض الأعصاب التي تربط بين الدّماغ والوجه؛ مثل التهاب العصب الثالث (بالإنجليزية: Trigeminal neuralgia).

مراجعة الطبيب

تُعدُّ مُعظم حالات آلام الرأس حالاتٍ بسيطة، ويُمكن علاجها باستخدام مُسكنات الألم، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ بعض الحالات تُشير إلى وجود مشاكل طبيّة خطيرة وتتطلّب رعاية صحيّة فوريّة. لذا فإنّه يُنصح بمراجعة الطبيب على الفور في الحالات الآتية:[4]

  • أن تتطوّر آلام الرأس بشكل مُفاجئ، أو أن تزداد تدريجياً على مدار يوم واحد أو تستمر عدة أيام.
  • أن يُرافق آلام الرّأس أحد الأعراض الآتية:
  • أن يسبق آلام الرّأس التّعرض مؤخراً للإصابة بالتهاب الحلق أو عَدوى الجهاز التنفسي.
  • أن تبدأ آلام الرأس أو تتفاقم بعد السّقوط، أو التّعرض لإصابة في الرأس.
  • الإصابة بالحُمّى.
  • تيبس الرقبة.
  • ظهور طفح جلدي.
  • التّشوش الذهني.
  • فقدان الوعي.
  • نوبات تشنّج.
  • عدم وضوح الرؤية أو رؤية الهالات حول الأضواء.
  • الشّعور بالدّوخة.
  • الشّعور بالضّعف أو الشّلل في أحد الذراعين، أو الساقين، أو كلاهُما.
  • فقدان التوازن.
  • صعوبة التّحدث.

المراجع

  1. ^ أ ب Benjamin Wedro, MD, "Headache"، www.medicinenet.com, Retrieved 23-10-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث James McIntosh (13-11-2017), "What is causing this headache?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-10-2018. Edited.
  3. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (11-1-2018), "Headache"، www.mayoclinic.org, Retrieved 23-10-2018. Edited.
  4. ↑ Mayo Clinic Staff (21-1-2015), "Head pain: First aid"، www.mayoclinic.org, Retrieved 26-10-2018. Edited.