أسباب نقص إدرار الحليب عند المرضع
إنتاج حليب الأم
يُعدّ حليب الأم المصدر الطبيعي الرئيسي لتغذية الأطفال الرضع، ويُنتجه الجسم كاستجابة طبيعية للحمل ومصّ الطفل للحليب من ثدي أمه، وتجدر الإشارة إلى أنّ إنتاج الجسم للحليب يبدأ أثناء الحمل، وفي اليوم الأول والثاني بعد الولادة يمكن أن تلاحظ الأم وجود كميات قليلة من الحليب في ثدييها، إلّا أنّ هذه الكمية غالباً ما تبدأ بالزيادة بعد اليوم الثالث ويتطلب استمرارها قيام الأم بإرضاع طفلها بشكل مستمر. ويزوّد حليب الأم الرضيع بما يحتاجه من مواد غذائية، ويمدّه بالمناعة اللازمة لمكافحة العدوى والأمراض، ويضم حليب الأم ما يزيد عن مئتي نوع من المواد الغذائية؛ من البروتينات، والدهون، والكربوهيدرات، والفيتامينات، والمعادن، والإنزيمات، والهرمونات، ويجدر بالذكر أنّ التركيب الدقيق لمحتوى حليب الأم يختلف بين كل امرأة والأخرى، وقد يتفاوت لدى المرأة ذاتها في بين الرضعة والأخرى، أو من يوم لآخر، ووفقاً لما يتناسب مع حاجة الطفل الرضيع من الغذاء. وتجدر الإشارة إلى أنّ الحليب الذي يُنتج في المرحلة الأولى بعد الولادة يُعرف باللِبا (بالإنجليزية: Colostrum) ، ويتميز هذا الحليب بكثافته العالية، وتركيزه الغني بالبروتينات، ومحتواه العالي من الأجسام المناعية المضادة وكريات الدم البيضاء، إضافة إلى دوره في تقليل أو منع حدوث الصّفار لدى حديثي الولادة.[1]
أسباب نقص إدرار الحليب عند المرضع
تتمكّن أغلب الأمهات من إنتاج كميات كافية من الحليب، إلّا أنّ نسبة ضئيلة منهنّ تواجه مشاكل في إنتاج حاجة الطفل من الحليب، وفي أغلب الحالات يمكن علاج مشاكلهنّ ببعض الحلول البسيطة، وبشكل عام يمكن أن نبيّن أبرز أسباب نقص إدرار الحليب عند المرضع على النحو التالي:[2][3]
- عدم رضاعة الطفل بطريقة صحيحة: ففي بعض الحالات تكون المشكلة في كيفية مصّ الطفل للحليب من ثدي أمه، فإذا لم يكن باستطاعة الطفل أن يرضع بشكل صحيح من أمّه ستقل كمية الحليب التي يتمّ إنتاجها في الثدي، وفي هذه الحالة يمكن الاستعانة بذوي الاختصاص من الأطباء أو الممرضات لتعلّم الطريقة الصحيحة لإرضاع الطفل.
- عدم إرضاع الطفل بشكل منتظم: يحتاج حديثو الولادة إلى الرضاعة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات على مدار اليوم بأكمله، فإرضاع الطفل يحفّز الثدي لإنتاج المزيد من الحليب، والخطأ الذي تقع فيه الكثير من الأمهات هو المباعدة بين فترات الرضاعة الطبيعة، والسماح للطفل بالنوم لفترات طويلة بين الرضعات، أو تغذيته بالحليب الصناعي بشكل متكرر، أو إعطاؤه اللهاية للتقليل ممّا يطلبه رضعات.
- قِصر فترة الرضاعة: فحتى يحصل الطفل على حاجته من الحليب، ويتمّ تحفيز إنتاج المزيد منه، لا بدّ من أن يتغذى من كلا الثديين ولمدة لا تقل عن عشر دقائق من كل ثدي، فإذا قلت مدة الرضاعة عن خمس دقائق، لن يتمّ تفريغ الثدي من الحليب، ولن يتمّ إنتاج كميات إضافية كافية منه.
- عدم حصول الأم على قدر كافٍ من الراحة: تعاني الأمهات من التعب ونقص الطاقة بشكل كبير نتيجة للمصاعب التي تواجهها في الولادة والرضاعة والأمومة بشكل عام، وتكمن المشكلة الحقيقية هنا في أنّ التعب والإرهاق يمكن أن يؤثر في إنتاج حليب الأم، ولذلك لا بدّ من نصح الأم بضرورة حصولها على قدر كافٍ من الراحة، ويمكن ذلك بأن تحاول أخذ قيلولة عندما ينام طفلها، وأن تحاول إرضاع طفلها في وضعيّات مريحة، وتطلب المساعدة من الأهل والأصدقاء للقيام بمهامها المنزلية الأخرى.
- إهمال الأم لصحتها: ففي حال كانت الأم تعاني من مشكلة صحية كقصور الغدة الدرقية وفقر الدم يمكن أن يقل إنتاج حليب الثدي لديها، لذلك لا بدّ من المسارعة لتلقي العلاج المناسب، حتى يتمكّن الجسم من إنتاج حاجة الجسم من الحليب.
- الحمل مرة أخرى أثناء الرضاعة: فإذا حملت الأم مرة أخرى في فترة الرضاعة يمكن أن تتسبّب هرمونات الحمل بتقليل إنتاج الحليب لديها.
طرق زيادة إدرار الحليب عند المرضع
تُعدّ الأسابيع الأربعة إلى الستة الأولى أساسية لنجاح الرضاعة الطبيعية، وهنالك العديد من الطرق الطبيعية البسيطة التي يمكن للأم أن تتبعها لزيادة إدرارها للحليب، ومنها ما يلي:[4][5][6]
- زيادة عدد مرات الرضاعة: بحيث تصل إلى 8-12 مرة يومياً مع ضرورة التأكّد من أنّ طريقة رضاعة الطفل صحيحة، وأنّه لا يواجه مشاكل في مصّ حليب الأم. ومحاولة تجنّب إعطائه رضعات إضافية من الحليب الصناعي.
- تفريغ الحليب من الثدي باستخدام المضخة اليدوية: وذلك عند الشعور بوجود كميات إضافية من الحليب في الثدي، أو عند إعطاء الطفل رضعة من الحليب الصناعي، أو في حال عدم رغبة الطفل بالحصول على إحدى رضعاته الطبيعية اليومية.
- الحرص على إرضاع الطفل من كلا الثديين: فقد وُجد أنّ الرضاعة من كلا الثديين تحفّز إنتاج كميات أكبر من الحليب وبكمية دهون أعلى.
- اتباع نظام حياة صحي: فالتدخين، والتوتر، والضغوطات النفسية، والإرهاق، وتناول حبوب الحمل كلها عوامل يمكن أن تؤثر في إنتاج حليب الأم. كما يُنصح بالامتناع عن تناول المشروبات الكحولية؛ فالإفراط في تناول المشروبات الكحولية يمكن أن يقلل أيضاً من كمية الحليب التي يتم إنتاجها في الثدي.
- تناول أنواع معينة من الأطعمة: فهنالك أنواع معينة من الأطعمة والأعشاب التي يمكن أن تزيد من إدرار الحليب خلال عدة أيام، والتي يمكن إدخالها إلى النظام الغذائي أو الحصول عليها على شكل مكملات غذائية أيضاً، ومنها ما يلي:
- تجنّب تقديم اللهاية للرضيع قبل انقضاء 3-4 أسابيع من الولادة: وذلك لمنح الثديين وقتاً كافياً لإنتاج كميات مناسبة من الحليب.
- الانتباه للأدوية التي تتناولها الأم: فبعض أنواع الأدوية مثل: سودوإفدرين (بالإنجليزية: Pseudoephedrine) وحبوب منع الحمل، يمكن أن تقلل من إنتاج حليب الأم، لذلك يُنصح بتجنّب استخدامها حتى يبدأ الثدي بإنتاج كميات كافية من الحليب.
- الحِلبة (بالإنجليزية: Fenugreek).
- الثوم.
- الزنجبيل.
- الشومر (بالإنجليزية: Fennel).
- خميرة البيرة (بالإنجليزية: Brewer’s yeast).
- عشبة الشوك المقدّس (بالإنجليزية: Blessed thistle).
- السبيرولنا (بالإنجليزية: Spirulina) التي تُعرف أيضاً بالطحالب الزرقاء.
المراجع
- ↑ "Breast Milk Answers to the Common Questions"، www.verywellfamily.com، Retrieved 26-1-2019.
- ↑ "What Decreases Breast Milk Supply", www.verywellfamily.com, Retrieved 26-1-2019. Edited.
- ↑ "Causes of a Low Breast Milk Supply and What You Can Do About It", www.verywellfamily.com, Retrieved 26-1-2019.
- ↑ "5 Ways to Increase Breast Milk Production", www.healthline.com, Retrieved 26-1-2019. Edited.
- ↑ "How to Naturally Establish or Increase Breast Milk Supply", www.verywellfamily.com, Retrieved 26-1-2019. Edited.
- ↑ "Infant and toddler health", www.mayoclinic.org, Retrieved 26-1-2019.