أسباب ظهور الثالول وعلاجه
الثآليل
تُعرّف الثآليل (بالإنجليزية: Warts) على أنّها نموّ زائد للجلد خشن الملمس يمكن أن يُصيب أي جزء من أجزاء الجسم، وتُعدّ هذه المشكلة الصحية شائعة الحدوث، وبالاستناد إلى الإحصائيات المُجراة وُجد أنّ الأطفال أكثر عُرضة للمعاناة من الثآليل مقارنة بالبالغين، فقد تبيّن أنّ ثلث الأطفال يُصابون بالثآليل خلال مرحلة ما من حياتهم، في حين أنّ نسبة البالغين الذين يُعانون من الثآليل لا تتجاوز 3-5%، ويمكن تفسير ذلك بأنّ الأجهزة المناعية لدى الأطفال لم يكتمل تطوّرها بعد، وإضافة إلى ذلك يُعتبر الأشخاص الذين يُعانون من ضعف في الجهاز المناعيّ عُرضة للثآليل أكثر من غيرهم، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك عدة أنواع للثآليل تختلف فيما بينهما بمظهرها، وذلك بالاعتماد على الجزء الذي تظهر فيه وسمك الجلد المتأثر، ومن الأمثلة على هذه الأنواع الثآليل الأخمصية (بالإنجليزية: Plantar Warts) التي تظهر على القدمين.[1]
أسباب ظهور الثآليل
تُعزى الإصابة بالثآليل إلى التعرّض للفيروس الذي يُعرف علمياً بفيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus)، واختصاراً HPV، ويجدر بالذكر أنّ هذا الفيروس يعيش في الأجزاء الرطبة ويصل إلى الإنسان عن طريق التشققات الموجودة في الجلد، أو عن طريق لمس الثآليل الموجود على أجسام المصابين بها بالمصافحة أو غير ذلك، أو عن طريق ملامسة الأشياء التي لمسها المصاب بجزء الجسم المتأثر بالثؤلول لديه، وممّا يجدر التنبيه إليه أنّ هذا الفيروس يمكن أن يُصيب البعض دون أن يتسبب بمعاناتهم من الثآليل، ومع الأسف لم يتكمن العلماء حتى هذه اللحظة من فهم السبب الدقيق وراء ذلك، ولكن يُعتقد أنّ لقوة الجهاز المناعيّ دوراً في ذلك.[2][3]
علاج الثآليل
في الحقيقة تختفي أغلب أنواع الثآليل في غضون بضعة أسابيع إلى عدة سنوات دون الحاجة لعلاج، كما أنّها تختفي بشكل أسرع لدى الأطفال مقارنة بالمصابين الأكبر سناً، إلّا أنّها يمكن أن تعود مرة أخرى ما دام الفيروس المسبّب لها موجوداً في جسم المصاب. وفي بعض الحالات قد يستمر الثألول لفترة طويلة ولا يختفي، وهنا لابدّ من اللجوء لأحد الخيارات العلاجية التالية:[1]
- حمض الساليسليك: (بالإنجليزية: Salicylic acid) يمكن الحصول على مادة حمض الساليسليك العلاجية بعدة أشكال صيدلانية؛ إذ تتوفر على هيئة كريم، أو جل موضعي، أو في لصقات طبية خاصة، أو على هيئة طلاء. وغالباً ما يتم استخدام هذا النوع من العلاج بشكل يومي ولمدة ثلاثة أشهر حتى يختفي الثألول، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء باستخدام هذا النوع من العلاجات الدوائية؛ نظراً لأنّه قد يتسبّب بتهيّج الجلد. وهنالك بعض النقاط العامة التي تنبغي مراعاتها عند استخدام حمض الساليسليك، ومنها ما يلي:
- العلاج بالتبريد: (بالإنجليزية: Cryotherapy) يعتمد العلاج بالتبريد على استخدام النتروجين السائل، الذي يتم رشه بشكل مباشر على الثألول لتدميره، وبعد الانتهاء من العلاج تظهر بثرة صغيرة مكان الثألول، ثم تُذرف هذه البثرة عن سطح الجلد في النهاية وتسقط، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع من العلاج متاح فقط في عيادة الطبيب، ويتطلب استخدام مخدر موضعي في العادة، والخضوع لعدة جلسات علاجية.
- كانديثرين: (بالإنجليزية: Cantharidin) فمن الممكن أن يلجأ الطبيب لوضع مادة بشكل مباشر على الثألول تحتوي على خلاصة مستخرجة من نوع من البعوض يُعرف بالخنافس المحرقة (بالإنجليزية: Blister beetles) بالإضافة لمواد أخرى، ومن ثم يغطي الطبيب الثألول بضمادة طبية. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الخيار العلاجي غير مؤلم؛ فإذا شعر المصاب بالألم بعد استخدامه أو لاحظ ظهور كيس صغير مملوء بالسوائل على الجلد ينبغي إبلاغ الطبيب بذلك على الفور.
- الإجراءات الجراحية: يُعدّ اللجوء لأحد الإجراءات الجراحية للتخلّص من الثألول أمراً غير شائع كما أنّها يمكن أن تتسبّب بظهور ندبة على الجلد مكان الثألول المُزال جراحياً، إلّا أنّ الطبيب قد يُضطر إليها في حال فشل الطرق العلاجية الأخرى في التخلص من الثألول. وفي هذه الحالة يمكن أن يعمد الطبيب لاستخدام شفرة جراحية خاصة لكشط الثألول عن سطح الجلد.
- علاجات أخرى: ومنها:
- وضع طبقة من الفازلين حول الثألول قبل المباشرة بتطبيق حمض الساليسليك على الثألول، وذلك لحماية الجلد السليم المحيط به من التهيج.
- إزالة طبقة الجلد الميت الموجودة فوق الثألول باستخدام أداة مناسبة، وهنا ينبغي التنبيه لضرورة عدم استخدام هذه الأداة أو ملامستها لجزء آخر من الجسم حتى لا تنتشر فيه الثواليل.
- غمس الثألول في الماء لمدة خمس دقائق قبل المباشرة بتطبيق حمض الساليسليك عليه.
- عدم وضع أي من العلاجات الدوائية المحتوية على حمض الساليسليك على الوجه، والتوقف عن استخدامها في حال تسبّبها بتقرّح الجلد.
- العلاجات المناعية؛ والتي تعمل على تعزيز قدرة الجهاز المناعي على محاربة ظهور الثآليل.
- ريتينويد (بالإنجليزية: Retinoid)؛ إذ يمكن أن تساعد هذه الأدوية على إعاقة نمو الثآليل.
- بليوميسين (بالإنجليزية: Bleomycin)؛ وهو دواء يُستخدم في العادة لعلاج بعض أنواع السرطان، ويمكن استخدامه أيضاً للتخلص من الثواليل عن طريق حقنه بشكل مباشر في الثألول للقضاء على الفيروس المسبب له.
مراجعة الطبيب
ذكرنا بأنّ الثواليل غالباً ما تزول من تلقاء ذاتها، ولكن ينبغي أن يراجع الشخص الطبيب في حال كان يعاني من مرض السكري أو أحد الأمراض والاضطرابات التي تؤثر في جهاز المناعة كعدوى فيروس نقص المناعة المكتسبة (بالإنجليزية: HIV)، وهنالك بعض الحالات الأخرى التي ينبغي التنبيه لضرورة مراجعة الطبيب في حال حدوثها، وفيما يلي ذكر لبعض منها:[4]
- ظهور الثآليل في منطقة حساسة من الجسم كالمناطق التناسلية، أو ظهورها على الوجه، أو داخل الفم.
- خروج قيح أو صديد من أحد الثآليل؛ إذ يدل ذلك على تعرّضها للعدوى.
- الشعور بالألم أو الانزعاج من الثألول.
- ملاحظة حدوث تغير في لون الثألول.
الوقاية من ظهور الثآليل
يتوفر عدد من النصائح التي يساعد اتباعها على الوقاية من ظهور الثواليل، أو منع زيادة انتشارها في الجسم في حال ظهور أحدها في موضع ما من الجسم، ومنها ما يلي:[4]
- عدم العبث بالثألول أو محاولة نخره.
- غسل اليدين بشكل متكرر، خاصة إذا كان الشخص قد تعامل مع أحد الأشخاص الذين يعانون من ظهور الثآليل على أجسادهم.
- تغطية الثألول بضمادة.
- تجفيف اليدين والقدمين بشكل جيد.
- عدم المشي حافي القدمين في غرف تغير الملابس والحمامات المشتركة.
المراجع
- ^ أ ب Christian Nordqvist (28 November 2017), "How to treat a wart"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved January 14, 2019. Edited.
- ↑ "An Overview of Plantar Warts", www.verywellhealth.com, Retrieved January 14, 2019. Edited.
- ↑ "What Causes Common Skin Warts?", www.webmd.com, Retrieved January 14, 2019. Edited.
- ^ أ ب "Warts", www.healthline.com, Retrieved January 14, 2019. Edited.