خصائص النبي صلى الله عليه وسلم
محمد عليه الصلاة والسلام
هو محمدٌ بن عبد الله بن عبد المطّلب الهاشمي القرشي، كنيته أبو القاسم، ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وللنبي عدّة أسماءٍ، حيث روى جُبير بن المطعم عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إنَّ لي أسماءً؛ وأنا محمَّدٌ، وأنا أحمدُ، وأنا الماحي الَّذي يمحو اللهُ بيَ الكُفرَ، وأنا الحاشرُ الَّذي يُحشَرُ النَّاسُ على قدَمي، وأنا العاقبُ الَّذي ليس بعدَهُ أحدٌ)،[1] وُلد في مكة، يوم الاثنين، الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، حيث توفّي والده بعد ولادته بعدّة أشهرٍ؛ فعاش يتيماً في كفالة جده، ثمّ توفّي جده وهو طفلٌ صغيرٌ، فانتقل إلى كفالة عمّه أبي طالب، وبُعث محمد عندما بلغ الأربعين من عمره، وكان أول ما نزل عليه من القرآن الكريم قول الله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ).[2][3]
خصائص النبي صلّى الله عليه وسلّم
فضّل الله تعالى رسوله محمّدٌ -صلّى الله عليه وسلّم- على سائر الأنبياء والمرسلين، والخلق أجمعين، حيث قال تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّـهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ)،[4] فأكرمه الله بالكثير من الخصائص الدنيوية والآخروية، فمعرفة هذه الخصائص تقوي إيمان المسلم برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتزيد من حبّه في القلوب، ممّا يؤدي إلى زيادة تبجيله، والشوق لرؤيته.[5]
خصائص النبي في الدنيا
ثمّة العديد من الخصائص التي أكرم الله -تعالى- بها نبيه -عليه الصلاة والسلام- في الدنيا، ومنها:[5]
- ميثاق الأنبياء والمرسلين: حيث إنّ الله -تعالى- أخذ الميثاق على الأنبياء والمرسلين، من آدم عليه السلام، إلى عيسى عليه السلام، باتّباع محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، والإيمان به في حال بُعث في حياتهم، وكذلك أخذ كلّ نبيٍ من أنبياء الله -عليهم السلام- الميثاق على أممهم بأن يؤمنوا برسالة محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، ويتّبعوه في حال بُعث في حياتهم، حيث قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ).[6]
- سيادة النبي عليه الصلاة والسلام: فقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أمته عن عظم منزلته عند ربه عزّ وجلّ، حيث قال: (أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر)،[7] والمقصود بالسيادة الاتصاف بالأوصاف العليا، والأخلاق العظيمة، ورسول الله أفضل بني آدم في الدنيا والآخرة، فهو أفضلهم في الدنيا في الصفات والمناقب، وأفضلهم في الآخرة في الدرجات والمراتب.
- إقسام الله تعالى بحياته: حيث إنّ الله -تعالى- خصّ رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- بالقسم بحياته، حيث قال: (لَعَمرُكَ إِنَّهُم لَفي سَكرَتِهِم يَعمَهونَ)،[8] وممّا يدلّ على شرف حياته، وعزّتها عند ربه جلّ وعلا؛ البركة العامة والخاصة التي تحقّقت في حياته.
- خلود معجزته: فقد كان لكلّ نبيٍ من أنبياء الله -تعالى- معجزةً خاصةً تنتهي بموته، إلّا النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم؛ فقد خصّه الله -تعالى- بمعجزةٍ خالدةٍ إلى يوم القيامة، وهي القرآن الكريم.
- حنين الجماد إليه وسلامه عليه: إذ إنّ جذع النخلة حنّ إليه، وسلّم عليه الحجر، وذلك ممّا اختُص به دون غير من الأنبياء.
- عموم رسالته: فقد بعث الله -تعالى- كلّ نبيٍ من الأنبياء -عليهم السلام- إلى قومٍ، وجعل أجره على تبليغ رسالته، ولكنّه اختصّ محمداً -صلّى الله عليه وسلّم- بأن بعثه للعالمين جميعاً الأنس والجن، وجعل الأجر والثواب على كلّ من وصلته الرسالة.
- تكليم الله تعالى له: فكما كلم الله -تعالى- موسى -عليه السلام- في الطور، وبالوادي المقدّس، فقد كلّم محمداً -صلّى الله عليه وسلّم- عند سدرة المُنتهى.
- تخصيصه لعلوّ مرتبته: فقد خصّه الله -تعالى- بأن أُحلت له الغنائم على الرغم من تحريمها على من قبله، وجعلت له الأرض مسجداً وطهوراً، وجعلت صفوف المصّلين من أمته كصفوف الملائكة.
خصائص النبي في الآخرة
هناك العديد من الخصائص التي تميّز بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الآخرة، ومنها:[9]
- سيادة البشرية وحمل لوائها يوم القيامة؛ فقد اختصّ الله -تعالى- نبيه محمداً بمنحه السيادة على العالمين، وجعله قائداً لهم، وحاملاً لوائهم في الآخرة، مصداقاً لما رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (أَنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ، ولا فَخرَ وبيدي لواءُ الحمدِ، ولا فخرَ وما من نبيٍّ يومئذٍ آدمَ فمن سواهُ إلَّا تحتَ لوائي).[10]
- أول من تنشقّ عنه الأرض يوم االقيامة؛ فقد روى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أنا أوَّلُ من تنشقُّ عنْهُ الأرضُ ولا فخرَ).[11]
- تكريمه بالمقام المحمود؛ حيث إنّ الله -تعالى- خصّ نبيه بالمقام المحمود، وهي شفاعته لأمته عند بدء الحساب يوم القيامة.
- أول من يعبر الصراط المستقيم مع أمته يوم القيامة.
- إعطاءه نهر الكوثر؛ فقد وعد الله -تعالى- نبيه محمداً -صلّى الله عليه وسلّم- بنهرٍ عظيمٍ في الجنة، واسمه نهر الكوثر، يسقي منه أمته وأتباعه دون الأمم، حيث رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (بينما أنا أسيرُ في الجنةِ، إذا أنا بنهرٍ، حافَّتاهُ قِبابُ الدُّرِّ المجوَّفِ، قلتُ: ما هذا يا جبريلُ؟ قال: هذا الكوثرُ، الذي أعطاك ربُّكَ).[12]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جبير بن المطعم، الصفحة أو الرقم: 2354 ، صحيح.
- ↑ سورة العلق، آية: 1-4.
- ↑ "اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 253.
- ^ أ ب "خصائص النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 81.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 3496، صحيح.
- ↑ سورة الحجر، آية: 72.
- ↑ "خصائص النبي صلى الله عليه وسلم الأخروية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 3148، حسن صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 3615، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6581، صحيح.