-

تعريف شعر النقائض

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

شعر النقائض

يضمّ الشعر العربي العديد من الفنون والألوان، ومن هذه الألوان شعر النقائض، ويعّد هذا اللون سجلاً تاريخياً ساعد على معرفة أيام العرب وأنسابهم، ومثالبهم، وأمدّ اللغة العربية بالعديد من الألفاظ اللغوية الجديدة والمهمة.

يُعرّف شعر النقائض لغةً كما يلي: النقائض جمع نقيضة، والنقض هو إفساد ما بني عليه عقد أو بناء، ونقض الحبل أي فكّه أو حله، ونقض البناء أو هدمه، والنقض ضد الإبرام، لذا قالوا نقائض الفرزدق والجرير، أما اصطلاحاً فهو أن ينظم شاعر قصيدة الغرض منها الهجاء أو الالتزام أو الافتخار، على غرار قصيدة لشاعر آخر، بحيث يلتزم بحركة الروي والبحر والقافية أيضاً، أي أن تكون القصيدة مطابقة للقصيدة المنظومة والأصلية بوحدة الموضوع والروي والقافية والبحر.

نشوء شعر النقائض

ونشأ هذا اللون الشعري في العصر الجاهلي أي أنه من الأشكال الفنية القديمة، فقد كانت القبائل والعشائر المتقاتلة تتراشق بالشعر، تماماً كما يلقون على بعضهم السهام، فقد كان الشاعر مثلاً يُلقي شعراً في مدح قومه، وفي المقابل يقوم شاعر من الجهة المعادية بنظم شعر رداً على الشعر الأول.

ومع ظهور الإسلام استمر شعر النقائض، وقد جرى عليه العديد من التغيرات، فأصبحت النقائض دفاعاً عن كل من مبادئ الدين الإسلامي وعقائده، أي أنها تحررت من غرضها وهو الدفاع عن أعراض القبيلة، فكان شعراء مكة المشركون يدافعون عن دينهم الوثني، بينما شعراء المدينة المسلمين يدافعون عن دينهم الإسلامي، كما أن شعر النقائض في العصر الإسلامي كان خالياً من جرح الأعراض والفواحش، وانتهاك الحرمات.

وازدهر هذا الشعر بشكل كبير وواسع مع بداية العصر الأموي، فأصبح شعراً مستقلاً بذاته، له أصوله وأساليبه الخاصة ومراميه وأبعاده الاجتماعية والسياسية، كما أنه احتل مكانة رفيعه وعزيزة في الشعر في هذه الفترة، والذي ساعده على بلوغ هذه المكانة الحياة اليومية التي كانت سائدة في العصر الأموي، والتي وفرت له مقومات الحياة التي كانت متوفرة في العصر الجاهلي.

أمثلة على شعر النقائض

ومن الأمثلة على هذا اللون الشعري ما قاله الأخطل في مدح عبد الملك بن مروان، وفي هجاء بني كليب بن يربوع رهط جرير،مفضلاً عليهم بني دارم عشيرة الفرزدق خصم جرير:أما كليب بن يربوع فليس لهم

مخلّفون ويقضي الناس أمرهم

فيرد عليه جرير:أرجو لتغلب إذا غبّت أمورهم

خابت بنو تغلبٍ إذ خلّ فارطهم

فهذه الأمثلة نظمت على بحر البسيط، وكانت ذات موضوع واحد كذلك وهو الهجاء، وركزت معانيها على الهوان والضّعة، كما أن قافيتها كانت مبنية على الراء المضمومة.