تعريف صلة الرحم
صلة الرحم
إن أسمى ما يسعى أن يصل إليه المسلم هو رضوان الله سبحانه وتعالى والاقتداء بالرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وإن أعظم ما يوصل الإنسان إلى ذلك صلة الرحم، وهي متعلقة بالعرش، إذ توصل العبد بالله وتوصل الله بالعبد، ولعظمتها وأهميتها فقد اشتقى الله اسمها من اسمه، فمن أسمائه تعالى الرحمن الرحيم.
إن صلة الرحم تعني الإحسان وتقديم الخير للأقربين وإبعاد الشر عنهم، وعكس صلة الرحم قطعه والإساءة للأقربين، ويعد ذلك من الكبائر التي تدخل صاحبها النار، وتشمل أقارب الوالدين من آبائهم وأمهاتهم وإن علَوْا، وأولادهم وأحفادهم وإن نزلوا، وكذلك الأعمام والأخوال وأولادهم وكل من له علاقة من الصهر والنسب، ولا تكون الصلة بالزيارة وردّ السلام فقط؛ وإنما تتسع لتشمل تقديم المساعدة وزيارة المرضى وتقديم كل ما يستطيع عليه الشخص اتجاه أقاربه وصلة رحمه، حتى وإن كان الشخص قاطعاً رحمَه ولا يزورهم.
صور صلة الرحم
- رجل غني ويوجد له أخ فقير وعاجز عن العمل، فمن الواجب عليه زيارة أخيه ومساعدته في توفير القوت والكسوة له ولأولاده، وتوفير كل ما يحتاج إليه، وهو بذلك يقوم بصلة الرحم والصدقة وله أجران على فعل ذلك، أما إذا لم يقمْ بتوفير كل ما يحتاج له أخوه مع استطاعته على ذلك فسوف يحاسبه الله سبجانه وتعالى على عمله.
- لا تكون صلة الرحم بين الإخوة فقط؛ وإنما إذا كان في عائلة ما شخصٌ فقير، وفيها من يستطيع مساعدته مثل عمّه أو خاله أو من له صلة به فوجب عليه مساعدته.
- إذا كان هناك أخٌ غنيّ وله أخ وعمّ فقير فالواجب عليه مساعدة أخيه قبل عمه؛ حيث إنّ الأقرباء من بعض أولى بذلك، وإن استطاع مساعدة عمه فهو مستحب وله الأجر، وإن لم يستطع فلا إثم عليه، حيث لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
- أما صلة المريض تكون بزيارته والسؤال عن أحواله وتقديم المساعدة له، وتوفير ما يحتاجه قدر استطاعة الشخص.
- وإذا كانت العائلة تتمتع بمستوى معيشي جيد ولا أحد بحاجة للمساعدة من أي جانب، تكون الصلة بالزيارة والسلام والسؤال عن الأحوال واجبة.
أهمية صلة الرحم
فمن أراد أن يكون له بركة في عمره ورزقه ومن أراد أن يدخل الجنة فليصل رحمه، وكذلك إن صلة الرحم سببٌ للمودة والرحمة والألفة بين الناس، تجعل المجتمع حصيناً وذا بناء اجتماعي متين، وبذلك تتمثل القيم الإسلامية في المجتمع.
لذلك لا بد من صلة الرحم والتقرب لمن لهم صلة ومساعدتهم قدر الاستطاعة؛ فإن صلة الرحم تيسّر سبل الخير لصاحبها، وتجعله محبوباً عند الله ومحبوباً في مجتمعه ويحب أن يقتدي به الغير، وكذلك لا بدّ من إرشاد الناس إلى أهمية هذه الصفة؛ حيث إن القيام بالعبادات والأعمال الصالحة من غير صلة الرحم لا فائدة منها.