وصف مدينة بيروت
مدينة بيروت
مدينة بيروت هي مدينة عربيّة إسلاميّة تقع في لبنان، وتُعتبَر عاصمتها، والمدينة الأكبر فيها، كما أنَّها تُمثِّل المركز الثقافيّ، والتجاريّ للبلاد، والميناء البحريّ، والجوِّي الأهمّ، بالإضافة إلى أنَّها الميناء العربيّ الأكبر ضمن المناطق الواقعة على ساحل البحر الأبيض المُتوسِّط، أمّا تاريخياً، فإنَّ مدينة بيروت تأسَّست على يَد الفينيقيِّين في عام 3000 قبل الميلاد، وعُرِفت حينها باسم (بيريتوت)، إلّا أنَّ المدينة تعرَّضت للتخريب، والدمار في عام 140 قبل الميلاد من قِبل الملك السوري (قرينون)، ثمّ أصبحت في عام 14 قبل الميلاد قاعدة للرومان في الشرق الأوسط بعد أن أعادوا بناءها، ووصلها العرب في عام 635م، ودخلها القائد صلاح الدين الأيوبيّ في عام 1187م، وفي عام 1516م خضعت المدينة للحكم العُثمانيّ، وأصبحت في القرن العشرين واحدة من أهمّ المراكز التجاريّة الماليّة في الشرق الأوسط.[1]
السكّان
تطوَّر عدد سُكّان مدينة بيروت تطوُّراً كبيراً منذ بداية نشأتها إلى الوقت الحالي، حيث حَظِيت بنُموٍّ سُكّاني كبير خلال العصر الحديث؛ ففي عام 1800م بلغ عدد سُكّان المدينة ما يُقارب 7,000 نسمة، وارتفع إلى الضعف تقريباً بحلول عام 1850م، ومع نهاية القرن التاسع عشر وصل عدد السكّان إلى نحو 126,000 نسمة، واستمرَّ هذا النُّموّ في عدد السكّان خلال القرن العشرين، حيث وصل العدد في عام 1930م إلى ما يُقارب 162,000 نسمة، وبحلول منتصف القرن العشرين بلغ عدد السكّان 201,000 نسمة، وخلال السبيعنيّات من القرن نفسه وصل عدد السكّان إلى 939,000 نسمة، وفي عام 1984م ارتفع عدد السكّان ليصل إلى نحو 1,300,000 نسمة، بنسبة نُموّ بلغت 13.2% مقارنة بعام 1950م، وفي الوقت الحالي وصل عدد سُكّان المدينة إلى 1.5 مليون نسمة، واحتلَّت بيروت بذلك المرتبة الثانية بعد العراق من حيث النسبة بين عدد سُكّان العاصمة إلى عدد سُكّان الدولة، كما أنَّها تحتلُّ المرتبة 37 في قائمة المُدن المليونيّة في العالَم الإسلاميّ.[2]
الجغرافيا والمناخ
تقع مدينة بيروت في الجمهوريّة العربيّة اللبنانيّة، وتحديداً في المنطقة الواقعة على الساحل الشرقيّ للبحر الأبيض المُتوسِّط، ويبلغ ارتفاع هذه المنطقة حوالي 34م فقط عن مستوى سطح البحر،[1] ويتميَّز المناخ في مدينة بيروت (بحُكم موقعها) بمناخ شبه استوائيّ بارد، ومعتدل خلال فصل الشتاء، ويسود المناخ الحارّ، والرطب خلال أشهر الصيف؛ ففي شهر كانون الثاني/ يناير يصل مُتوسِّط درجة الحرارة القُصوى عند الظهيرة إلى نحو 17 درجة مئويّة، ونحو 11 درجة مئويّة خلال الليل، أمّا في شهر تموز/يوليو فإنَّ الحرارة ترتفع بحدودها القُصوى خلال العام لتتراوح بين 31 درجة مئويّة خلال النهار، و23 درجة مئويّة خلال ساعات الليل، ووِفق الدراسات الجوِّية، فإنَّ المُتوسِّط العام لمستوى هطول الأمطار يبلغ 914ملم خلال العام، حيث يمتدُّ تساقُط الأمطار على فترات من منتصف فصل الخريف إلى بداية فصل الربيع.[3]
الجانب الاقتصاديّ
تُعتبَر مدينة بيروت من أهمّ المراكز الاقتصاديّة في لبنان، والشرق العربيّ بأكمله؛ فهي تضمُّ مختلف الأنشطة الاقتصاديّة، من صناعة، وتجارة، واتّصالات، ونَقل، وأعمال مصرفيّة، حيث يُعتبَر ميناء بيروت الشريان الاقتصاديّ للمنطقة؛ إذ يمرُّ من خلاله ما يُقارب 45 مليون طنٍّ من البضائع، والسِّلع من واردات، وصادرات سنويّاً، وتضمُّ المدينة على أرضها المطار المدنيّ الرئيسيّ في البلاد، والذي يُعَدُّ واحداً من أكثر المطارات العربيّة ازدحاماً، وهو مطار بيروت، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ بيروت تُعتبَر من المراكز الماليّة، والمصرفيّة المُهمّة؛ حيث تضمُّ في حدودها 80 مصرفاً تُودَع فيها مليارات الدولارات القادمة من مصادرها في مختلف البلاد العربيّة، ويُوجَد في مدينة بيروت ما نسبته 8% من المُؤسَّسات الصناعيّة في لبنان، بالإضافة إلى وجود منطقة صناعيّة حُرَّة، كما أنَّ بيروت تشتهر بوجود العديد من دور النشر الكبيرة، والمُتطوِّرة، ممّا يجعلها عاصمة الطباعة، والنَّشر في الوطن العربيّ.[2]
المعالِم البارزة
تشتمل مدينة بيروت على العديد من المعالِم البارزة التي تُعتبَر مركزاً مُهمّاً للجذب السياحيّ من داخل المدينة، وخارجها، ومن أهمّ هذه المعالِم:[1]
- المعالم الدينيّة: تضمُّ المدينة العديد من المعالِم الدينيّة التي تُعتبَر مكاناً لأداء العبادات، ومنها المسجد العُمريّ الكبير، ومسجد مُحمَّد الأمين؛ وهو المسجد الأكبر في المدينة، حيث بُنِي بأمر من رئيس الوزراء السابق (رفيق الحريري)، كما تضمُّ المدينة كاتدرائيّة القدِّيس نقولا للروم الأرثوذكس، وكاتدرائيّة مار جاورجيوس.
- المتاحف: تضمُّ المدينة العديد من المتاحف، مثل: متحف روبير معوض؛ وهو متحف خاصّ لرجل الأعمال اللبنانيّ، وتاجر المُجوهرات المعروف (روبير معوض)، ومتحف بيروت الوطنيّ، ومتحف بلانت ديسكفري العِلميّ.
- المعالِم الطبيعيّة: تضمُّ مدينة بيروت عدَّة مواقع طبيعيّة تُمثِّل مُتنفَّساً مُريحاً للسكّان، ومَقصداً للسيَّاح، والزائرين، ومنها حديقة رينيه معوض، وحديقة الصنائع، وصخرة الروشة التي تظهر في البحر بشكلٍ لافت، حيث نُحِتَت بواسطة العوامل الطبيعيّة المختلفة.
- المعالِم الأثريّة: ومن أهمّها قصر سرسق الذي يُعتبَر من القصور الأثريّة في المدينة؛ حيث تمّ إنشاؤه في عام 1910م على يَد نقولا سرسق الذي أهداه فيما بعد إلى صديقه اللبنانيّ من عائلة أرستقراطيّة، وأصبح في عام 1961م متحفاً يضمُّ العديد من القِطع، والأعمال الفنِّية الإسلاميّة، بالإضافة إلى أعمال أدبيّة لفنّانين محلِّيين، وعالَميِّين.
- المعاهد التعليميّة: تضمُّ بيروت عدداً كبيراً من المدارس، والعديد من الجامعات الكبيرة، والمُتطوِّرة، مثل: الجامعة اللبنانيّة، والجامعة الأمريكيّة، وجامعة القدِّيس يُوسف، وجامعة بيروت العربيّة.
- معالم أُخرى: ومنها: تمثال رياض الصلح؛ وهو رئيس الوزراء الأوّل بعد نَيل الاستقلال، وأبراج الواجهة البحريّة، وبُرج المارينا السكنيّ.
المراجع
- ^ أ ب ت "بيروت"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية )، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 424-428، جزء الخامس. بتصرّف.
- ↑ "Beirut", www.britannica.com, Retrieved 10-11-2018. Edited.