-

هل التطعيم يفطر الصائم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أثر التطعيم على الصائم

ذكر أهل العلم أنّ الدواء الذي يُحقن في الوريد، أو العضلات بواسطة الإبر الطبيّة لا يفطر به الصائم، وعلّلوا ذلك بأنّه لا يشبه الطعام أو الشراب، ولا يغني عنهما أيضاً،[1] وقرّر مجمع الفقه الإسلامي في دورته العاشرة أنّ الحُقَن العلاجية الجلدية، أو العضلية، أو الوريدية لا تدخل ضمن المفطرات، باستثناء السوائل والحقن المغذية، وللتوضيح فإنّ أخذ الإبر العلاجية المباحة؛ هي التي لا يُستعاض بها عن الأكل والشرب، مثل: البنسلين والأنسولين، أو إبر تنشيط الجسم، أو إبر التطعيم سواءً أخذها الصائم بالعضلات، أو عن طريق الوريد،[2] ومن هنا فقد أفتى أهل العلم على سبيل المثال لمن أخذ مطعوماً ضد الكبد الوبائي بجواز صيامه، حيث إنّ هذا النوع من التطعيم لا يدخل في صنف المغذيات،[3] وينبغي التنبيه إلى أنّ الحُقن المغذية، التي تقوم مقام الأكل والشرب، وكذلك المحاليل السكرية، أو الملحية التي تُعطى عن طريق الوريد تعدّ مغذيّةً، ويحصل بها الفطر.[2]

مفسدات الصيام

ذهب أهل العلم إلى أنّ مفسدات الصيام هي كلّ ما دخل من الأعيان، وإن كانت قليلةً بشكلٍ متعمّدٍ إلى جوف الصائم من منفذٍ مفتوحٍ، مثل: الأنف، والأذن، والفم، والقبل، والدبر، والقيء المتعمّد، والجِماع، واستجلاب الشهوة عن طريق الاستمناء، وحضور حيض المرأة أو نفاسها، والجنون، وحالة الإغماء شريطة أن تستغرق النهار كلّه، والرّدة عن الإسلام يُفسد بها الصيام بطبيعة الحال.[4]

شروط فساد الصيام

ذكر أهل العلم شروطاً لا يفسد صيام الصائم إلّا بها؛ وفيما يأتي ذكرها:[5]

  • ضرورة أنْ يكون المكلّف عالماً بالحكم الشرعي، لقول الله تعالى: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَـكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ).[6]
  • أنْ يكون ناسياً، لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيما أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: (إذا نسِي فأكَل وشرِب فليُتِمَّ صومَه، فإنّما أطعمَه اللهُ وسَقاه).[7]
  • أن يكون قاصداً مختاراً غير مكرهٍ على الفطر، حيث يقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ اللهَ تجاوَز عن أُمَّتي الخطأَ، والنِّسيان، وما استُكرِهوا عليه).[8]

المراجع

  1. ↑ نوح القضاة (23-7-2012)، "حكم استخدام المغذي في نهار رمضان"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد المنجد (24-5-2017)، "حكم الحقن والمحاليل للصائم وأثر النية في التفطير"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2019. بتصرّف.
  3. ↑ محمد المنجد (11-11-2004)، "حكم تطعيم الكبد الوبائي في نهار رمضان"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2019. بتصرّف.
  4. ↑ "مفسدات الصوم"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2019. بتصرّف.
  5. ↑ دار القاسم، "من مفسدات الصيام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2019. بتصرّف.
  6. ↑ سورة الأحزاب، آية: 5.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1933، صحيح.
  8. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 7219، أخرجه في صحيحه.