-

من مؤلف كتاب البخلاء

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الجاحظ مؤلف كتاب البخلاء

الجاحظ هو أبو عثمان عمرو بن بحر، ولد في محافظة البصرة في سنة 160هـ، وكانت وفاته عام 255هـ، وقد كان عمره حينها 95 سنة، وبناءً على هذا فقد عاش الجاحظ سنوات طويلة، وقد امتازت سنون عمره بالنشاط والعمل الفكري العظيم، حيث أشير إلى أنّه قد أعدّ نفسه للعلم، والثقافة، والأدب منذ صغره، حيث جالس العلماء، والأدباء، وتعلّم منهم الأشياء الكثيرة، كما تعرّض للكثير من المشاكل والمضايقات أثناء عمله، ولكنه استمرّ في ذلك المنحى، وعمل بكل طاقته للحصول على كلّ ما هو مفيد، ويُشار إلى أن نشأة الجاحظ تزامنت مع نشأة الخلافة العباسية التي ساعدت على زيادة عبقريته وشهرته على مستويات وميادين مختلفة، حيث اهتمت الخلافة العباسية بأمور العلم، والثقافة، والأدب، والفكر، وفي ذلك اتساقاً مع النهج الإسلاميّ القائل بتحويل الاهتمام من النشاطات العسكرية إلى الأنشطة الحضارية والمدنية.[1]

كتاب البخلاء

يعدّ كتاب البخلاء من أكبر الآثار التي خلّفها الجاحظ وراءه، حيث يعرض هذا الكتاب الموروث الأدبيّ الكبير الذي تركه الجاحظ، وقد بدأ كتابه بالردّ على أحد الأصدقاء في الحديث عن البخل ونوادره، فاستهلّ كتابه بمقدمة طويلة؛ لإثارة اهتمام القراء وتشويقهم، ومن المقدمة انتقل ليثبت رسالة سهل بن هارون التي أرسل بها إلى بعض من أقربائه الذين اتهموه بالبخل والشح، وتميز الأسلوب التأليفي للكتاب بأسلوب النوادر والطرائف، إذ بنى الجاحظ كتابه على نوادر البخلاء، وعلى احتجاج الأشحاء، وكذلك باب الهزل، والجد، هذا فضلاً عن تذييل الكتاب بأحاديث للعرب وللأعراب، وبالتالي نرى أنّه قد اعتمد على أقوال البخلاء الذين عاصروه، أمثال: سهل بن هارون، والخزامى، والكندي، والثوري، والحارثي، والأصمعي، ويسوق أقوالهم مرة من باب الهزل والسخرية، ومرة أخرى من باب الجد، كما يسير في كتابه بين الإسهاب الطويل في قول النوادر والنكات، وبين الطرف القصيرة والنوادر المقتضبة، وهو بذلك قد أرضى رغبة القرّاء جميعهم.[2]

وفاة الجاحظ

أصيب الجاحظ قبل وفاته بعدة أمراض، وهي كالآتي:[3]

  • ألّف الجاحظ كتاب البخلاء وهو مصاب بمرض (الفالج).
  • كما عانى الجاحظ في أواخر حياته من النقرس، إذ يقول المبرد: (دخلت على الجاحظ في آخر أيامه، وقلت له: كيف حالك؟ فأجاب: كيف يكون من نصفه مفلوج، لو خُزّ بمنشار لم يشعر به، ونصفه الآخر مصاب بالنقرس لو اقترب حوله الذباب لاشتد ألمه).
  • ويقال: إنّ المتوكل طلب الجاحظ في سنة 247هـ ، فقال الجاحظ: وماذا يريد المتوكل بامرئ ليس بطائل، وله شق مائل، ولعاب سائل، وعقل زائر، ولون حائل.
  • وروي أنّ طبيباً زار الجاحظ، فقال الجاحظ للطبيب: تمكّنت الأضداد من جسدي، فإن تناولت شيئاً بارداً أخذ برجلي، وإن أكلت شيئاً حاراً أخذ برأسي.
  • توفي الجاحظ على إثر سقوط كتب المكتبة على رأسه، حيث كان جالساً يقرأ الكتب يوماً ما، فانهالت عليه كتب المكتبة، فكان صديقه الكتاب هو سبب وفاته.

المراجع

  1. ↑ موفق سالم نوري (15-1-2015)، "الجاحظ واتجاهاته السياسية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-3-2018. بتصرّف.
  2. ↑ عمرو بن بحر الجاحظ (1419هـ)، البخلاء (الطبعة الثانية)، بيروت: دار ومكتية الهلال، صفحة 9-14، جزء 1. بتصرّف.
  3. ↑ شوقي ضيف ، النثر ومذاهبه في الادب العربي، صفحة 154-160. بتصرّف.