-

كم عدد تكبيرات عيد الفطر

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عدد تكبيرات عيد الفطر

شُرعت صلاة العيد في السنة الأولى من الهجرة وهي سنّة مؤكّدة واظب النبي عليها وأمر المسلمين بها رجالًا ونساءً،[1] وقد جاءت مشروعية التكبير في عيد الفطر للرجال والنساء من غروب شمس ليلة عيد الفطر إلى أن تُقضى خطبة صلاة العيد لقوله تعالى: (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)،[2] فهو مستحبٌ في كل وقتٍ وحال، أما عددُ التكبيرات في صلاة العيد فهي في الركعة الأولى ستُّ تكبيراتٍ بعد تكبيرة الإحرام وفي الركعة الثانية خمسُ تكبيرات بعد تكبيرة النقل،[3] والتكبير سنّة لا تبطل صلاة تاركه سواءٌ أتركه عمداً أو سهواً، فقد قال ابن قدامة: لا أعلم فيه خلافاً، ورجّح الشوكاني أنّه إذا تركه المُصلِّي سهوًا فلا يسجد للسهو،[1] أمّا في رفع اليدين في التكبير فقد جاء عن ابن عمر أنّه كان يرفع في التكبيرات كلّها وقد قال بعض أهل العلم أنّه تلقى الرفع عن النبي وأنّ فعله مبنيٌّ على التلقي وليس على الرأي، وبذلك يكون رفع اليدين في جميع التكبيرات أفضل من تركها.[3]

آراء العلماء في عدد تكبيرات العيد

اختلف العلماء في عدد تكبيرات العيد هل هي مضافةٌ إلى تكبيرة الأحرام أم لا. فقال بعضهم: إنّ تكبيرة الإحرام مضافة إليها وبذلك تكون تكبيرات العيد ستُّ تكبيرات وبإضافتها إلى تكبيرة الإحرام يكون مجموع التكبيرات سبع. في حين قال قسمٌ آخر أنّ تكبيرة الإحرام ليست منها؛ وعلى هذا تكون تكبيرات العيد سبع تكبيرات وتكون تكبيرة الإحرام هي الثامنة. لكن لم يأتِ في تكبيرة الركعة الثانية أيُّ خلاف؛ لأنّها تكبيرة قيام يكون فيها المُصلِّي في حال النهوض من السجود، وقد كان هذا الاختلاف مُتأتيًّا من اختلاف العلماء على صحّة الحديث المروي عن عبد الله بن عمرو أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التَّكبيرُ في الفِطرِ سَبْعٌ في الأُولى وخَمْسٌ في الآخِرةِ، والقِراءةُ بَعدَهُما كِلْتَيهِما)،[4] فمنهم من قال إنّ هذا الحديث ليس بصحيح، فقال الإمام أحمد: لا يثبت من هذا شيء مرفوع عن النبي إنّما هي آثار، وفي حين قال بعض أهل العلم: إنّ الحديث حسن، وعلى الرغم من هذا الاختلاف إلا أنّ القول الراجح وهو المعمول به أنّها ستُّ تكبيرات في الأولى وخمس في الثانية، وهذا ما دلّ عليه الحديث السابق وهو المشهور في مذهب الإمام أحمد فقد قال: رُوي في ذلك ألوان وكلٌّ جائز.[5]

يستحب في عيد الفطر ودونًا عن عيد الأضحى أن يأكل المسلم عدداً من التمرات وتراً قبل خروجه إلى صلاة العيد، فقد روى أنس بن مالك: (كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لا يغدو يومَ الفطرِ حتى يأكلَ تمراتٍ و[عن] أنسٍ :(ويأكلهنّ وِترا)،[6] وجاء في الموطأ عن سعيد بن المسيب: أنّ الناس كانوا يؤمرون بالأكل قبل الغدو يوم الفطر، وقال ابن القدامة: لا نعلم في استحباب تعجيل الأكل يوم الفطر خلافاً.[1]

المراجع

  1. ^ أ ب ت السيد سابق، فقه السنة، القاهرة: دار مصر للطباعة، صفحة 228، 230، الجزء الثاني. بتصرّف.
  2. ↑ سورة البقرة، آية: 185.
  3. ^ أ ب الشيخ عبد العزيز ابن باز (2009)، فتاوى نور على الدرب (الطبعة الأولى )، الرياض_المملكة العربية السعودية: الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، صفحة 356، 358_359، الجزء الثالث عشر. بتصرّف.
  4. ↑ رواه البخاري، في السنن الكبرى للبيهقي، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 3/285، صحيح.
  5. ↑ العلامة محمد بن صالح العثيمين (2006)، فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام (الطبعة الأولى )، القاهرة: المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع، صفحة 407_408. بتصرّف.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 953، صحيح.