كم عدد خزنة جهنم حسب ما ورد في القرآن الكريم
جهنم
النار عكس الجنة، وهي دار العذاب التي خصّصها الله تعالى لتعذيب الكافرين والمنافقين والمشركين به، فهي العذابُ الدائمُ لهم في الآخرة، وفيها ألوانٌ مختلفةٌ من العذاب، ومن أشهر أسماء النّار التي ذُكرت في القرآن الكريم: جهنم، والسّعير، والجحيم، والهاوية، والحُطَمة، وسقر، ولَظى، ودار البَوار، وكلها أسماءٌ تَدل على العذاب جزاءً وافياً لأصحابها، وتوجد النار تحت الأرض السفلى كما دَلّت عليها الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة.
جعل الله تعالى للنّار سبعة أبواب، وفي كل بابٍ جزءٌ مقسوم، وتندرج الأبواب تحت بعضها البعض؛ أي إنّ كلّ بابٍ أسفلَ الآخر، وكلّ بابٍ من جهنم هو من الأبواب المغلقة على أصاحبها، وفيها يذوق الكافر لهيب النّار الموقدة التي حَذرهم منها الله تعالى منها، وكلما أرادوا الخروج منها تتم إعادة الكفّار إليها. في هذا المقال سنتحدث عن خزنة جهنّم.
خَزَنَة جهنم في القرآن الكريم
ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أنَّ من يَحرس جهنّم هم ملائكةٌ غلاظٌ شِداد، يفعلون ما يأمرهم به الله تعالى ولا يعصونه، قال تعالى: (عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) سورة التحريم {6}، ويقال في وصف حرّاس جهنم أنّ رؤوسهم في السماء وأرجلهم في الأرض وفي أيديهم مقامعٌ من حديدٍ كالشعبة التي لها رأسان، فكلما حاول أحدهم أنْ يَهرب من جهنم أُعيد بالمقامع إليها، ليستمر في عذابها.
يبلغ عدد خزنة جهنم كما ورد في القرآن الكريم تسعةَ عشر خازناً، ورئيسهم هو مالك، وورد في سورة المدثر: (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ،لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ، لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ، عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) سورة المدثر{26-30}، ففي هذه الآية الكريمة تصريحٌ واضحٌ بعددِ الملائكة التي تحرس جهنم، وفي هذا الامر استهان الكفار بقلةِ عددِ الملائكة، وظنوا أنّ بقدورهم التغلب عليهم، ولكنهم نسوا أنّ ملكاً من الملائكة يَغلب كل البشر مجتمعين، فصفة ملك النار هي الغِلظة والشدة، قال تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا) سورة المدثر{31}.
أشارت الآيةُ الكريمةُ أنّ هذا العدد الصريح لخزنة جهنم هو فتنة للكافرين فاستمرّ الكفار في كفرهم ومعصية الخالق، ولا يعلمون أنّه كما تقدم في وصف خازن جهنّم أنّ المسافة ما بين المنكبين هي سنة واحدة، والسنة ليس كسنةِ الدنيا، ويُقال إنَّ هؤلاء التسعة عشرة كل واحدٍ منهم يكون معه أربعةُ آلافِ ملك.