-

كيفية المحافظة على البيئة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

البيئة

تُعَدُّ كلمة البيئة مُصطلحاً شائعَ الاستخدام يدلّ على علاقة بينها وبين من يستخدمها، كالبيئة الصحيّة، والبيئة الاجتماعيّة، والبيئة السياسيّة، وهكذا، وقد وضع العالم الألمانيّ إرنست هيكل مُصطلَح علم البيئة (بالإنجليزيّة: Ecology)، وهو ناتج عن اتّحاد الكلمة اليونانيّة (Oikes) أي المسكن، مع الكلمة اليونانيّة (Logos) أي العِلم، ومِن هنا عُرِفَ عِلم البيئة بأنّه العِلم الذي يدرس العوامل الحيّة، كسلوك الكائنات الحية وعلاقتها بالمكان الذي تعيش فيه، كما أنّ هذا العِلم يَهتمّ أيضاً بتغذية هذه الكائنات، وكيفيّة حياتها، ودراسة العوامل غير الحيَّة، كخصائص المناخ، مِن حرارة، وغازات، وإشعاعات، وكذلك الميِّزات الفيزيائيّة، والكيميائيّة للماء، والهواء، والأرض.[1]

وقد اجتمع العُلماء على رأي واحد تُعرَّف مِن خلاله البيئة على أنّها كلّ العوامل والظروف الخارجيّة، التي تَعيش فيها الكائنات الحيّة، بحيث تُؤثِّر في العمليات التي تَقوم بها، أمّا البيئة بالنسبة للإنسان فتعني المكان الذي يعيش فيه الإنسان، حيث يَتضمّن الهواء، والماء، والتربة، بما في كلٍّ منها من مُكوِّنات جامدة، وكائنات دقيقة، والعوامل الطبيعيّة التي تحيط بهذا المكان، من طقس، ورياح، وجاذبيّة، وغيرها.[1]

وبسبب دَور البيئة المُهمّ لحياة الكائنات على هذا الكَوكب، فإنّه لا بُدّ للإنسان من زِيادة مُستوى الوعي نحو السلوكيّات البيئيّة الصادرة منه؛ إذ يجب عليه أن يتعرَّف إلى واجباته تجاه البيئة التي يَعيش فيها، ولِكي يَحصل الإنسان على المُقوِّمات الحيّة التي تُمكِّنه مِن العيش على هذا الكوكب، فإنّ عليه تقديم العديد من الواجبات نَحو البيئة.[1]

كَيفيّة المحافظة على البيئة

مُعالَجة النفايات

هو عِبارة عن أسلوب مُبتكَر يتمُّ مِن خلاله التخلُّص من الفضلات غير المرغوب بها، وذلك عن طريق تَجميعها بشكل مُنتظَم، ودفنها، وقد وُجدت شبكات لسَحْب العُصارة، وفِلزِّ الميثان؛ للتقليل مِن تلوُّث المياه الجوفيّة، كما يُمكن التخلُّص مِن النفايات عن طَريق حَرْقها؛ وذلك لتقليص حَجمها، والحصول على الطاقة بطُرُق آمنة؛ إذ يتمّ حَرْق النفايات من خلال أجهزة خاصّة، وهذه الطريقة يَتمّ اتِّباعها في الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، ودُول أوروبا؛ حَيث تَعمل الطاقة الناتجة مِن الحَرْق على توليد طاقة كهربائيّة، ومن الجدير بالذِّكر أنّ هنالك مجموعة مِن العوامل التي يجب تَوفُّرها لتحقيق هذه الغاية، وهي: الأكسجين، والحرارة المُرتفعة، وأبعاد الرماد، وغيرها مِن العوامل الأخرى، إلّا أنّه لا بُدَّ من مراعاة بعض الأمور في هذه العمليّة، وهي نواتج الحَرْق، مِن رماد، وغازات مُلوِّثة للبيئة؛ إذ لا بُدَّ من التخلُّص مِن الرماد الناتج عن الحَرْق بطُرُق سليمة، وتصفية الغازات السامّة بِواسطة المصافي، والأجهزة التقنيّة المَوجودة في المحارق.[2]

كما أنّ هنالك أربعة طُرُق خاصّة يتمُّ مِن خلالها التخلُّص مِن النفايات ومعالجتها، هي:[2]

  • إعادة الاستخدام: حيث يتمُّ استخدام المُنتَجات لأكثر مِن مَرَّة، مِثل: العلب، والقوارير البلاستيكيّة.
  • إعادة التدوير: ويتمّ ذلك مِن خلال الاستفادة مِن الموادِّ التي تَتكوَّن منها النفايات، وذلك بمعالجتها واستخراج موادٍّ خامّ يمكن أن تُصنَّعَ مِن جديد.
  • التقليل: أي تقليل كميّة النفايات المُستخدَمة، وذلك عن طريق تقليل استعمالها، مثل صناديق الكرتون.
  • الحُصول على الطاقة: ويتمُّ ذلك مِن خلال حَرْق النفايات الصلبة، والاستفادة مِن الطاقة الناتجة من عمليّة الحَرْق لإنتاج الكهرباء.

مُعالَجة التلوُّث الناتج عن المُشتقَّات النفطيّة

يَتسبَّب النفط في العديد مِن الأضرار البيئيّة، وللحدِّ مِن هذه الأضرار، والتقليل منها، فإنّ هنالك مجموعة مِن الطُّرُق التي يمكن اتِّباعها، وهي:[3]

  • سَحْب النفط المُتسرِّب من الناقلات النفطيّة وأماكن التنقيب، عَبر مَضخّات إلى خزَّانات خاصّة موجودة على ظَهر السُّفُن، أو على الشاطئ؛ حيث يتمُّ فَصْلها فيما بَعد عن الماء.
  • رَشّ البُقع النفطيّة المُتسرِّبة بموادّ ماصّة، من خلال قوارب صغيرة، حيث يتمّ سَحْبها باستخدام شبكات بَعد أن تشفط هذه الموادّ النفط وتتشبَّع به، ثمّ تُحرَق في أفران خاصّة، ويُستخلَص منها النفط ليُستخدَم من جديد، ومن الأمثلة على هذه الموادّ، الصوف الزجاجيّ.
  • تَهجين العلماء والمُتخصِّصين لأنواع مُختلفة من البكتيريا؛ وذلك للخروج ببكتيريا قادرة على اتّخاذ النفط غذاءً لها.

مُكافَحة التلوُّث

تَعتمد مُحارَبة التلوُّث والحدّ مِنه على الجهود المبذولة مِن قِبَل جميع أفراد وطبقات المُجتمَع مِن علماء، ومُؤسَّسات، وحكومات، ومُنظَّمات بيئيّة، وأفراد، حيث قدَّمت الحكومات العديد من الأنشطة التي تَحدُّ من التلوُّث البيئيّ، وتحافظ على الموارد الأرضيّة، من خلال القوانين والأنظمة التي وضعتها في العديد من المجالات، كالتقليل من استخدام المُركَّبات الخاصّة، واستخدام وسائل المواصلات العامّة والجماعيّة، كما أنّها سنَّت مجموعة من القوانين التي تعمل على إعادة تدوير النفايات والفضلات بِهدف الاستفادة منها بدلاً من رميها، فمثلاً فرضت الحكومة على المواطنين في النمسا تصنيف نفاياتهم حسب نوع كلٍّ منها؛ حيث خصَّصت حاويات خاصّة بالمعادن، والألمنيوم، والبلاستيك، وفضلات الحدائق مِن أوراق الشَّجر وغيرها، والزجاج المُلوَّن والأبيض، وكذلك فضلات الطعام.

وتَعمل الحكومة الأمريكيّة، والحكومات في الدُّول الأوروبيّة على تَشجيع تكرار استعمال القوارير، وذلك مِن خِلال وَضْع تأمين مُرتجَع في حال استردادها، كما قامت بعض حكومات الدُّول بحَظر استخدام المُبيد الحشريّ (D.T.T) بشكل نهائيّ، والتعويض عنه بآخر أقلّ ضَرَراً بالبيئة، والتقليل من استخدام موادّ أخرى وقصر استخدامها على بعض الصناعات، وذلك بوَضْع مجموعة مِن القيود عليها، ومن الامثلة على هذه الموادّ الرَّصاص، إذ يُعَدّ فِلزّاً سامّاً يُسبِّب العديد من الأضرار الصحيّة، كتلف الدماغ، ومشاكل في الكلى، وغيرها مِن الأعضاء، ففي الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، يُسمَح باستخدام هذا الفِلزّ في الدهانات الصناعيّة، والبطاريّات، وموادّ البناء، إلّا أنّ بعض القيود تمّ فَرْضها على استخدامه، ممّا أدّى إلى الحدّ مِن مشاكله الصحيّة.[1]

ولم يَتوقَّف دَور الحكومات على وَضْع القوانين والرقابة، بل وضعت استراتيجيّات لمُكافَحة التلوُّث، وذلك من خلال فَرْض الغرامات والمُخالَفات على أرباب المصانع والشركات المُسبِّبة لأيّ تلوُّث بيئيّ، ففي أستراليا مثلاً، يتمّ فَرْض الغرامات على أيّ نشاط صناعيّ يُسبِّب تلوُّثَ مَجاري المياه؛ إذ تَلعب هذه الغرامات دوراً كبيراً في تنمية أفكار كلٍّ من أصحاب المصانع، والشركات؛ وذلك لتطوير أساليب تصنيع تكون صديقةً للبيئة.[1]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج بواسطة سحر أمين حسين، موسوعة التلوث البيئي، صفحة 87,88,89,5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب بواسطة علي عدنان الفيل، شرح التلوث البيئي في قوانين حماية البيئة العربية : دراسة مقارنة، صفحة 285-283-284. بتصرّف.
  3. ↑ بواسطة الشحات ناشي، الملوثات الكيميائية وآثارها على الصحة والبيئة: المشكلة والحل، صفحة 150. بتصرّف.

.