كيف تتخلص من البواسير بدون جراحة
البواسير
يمكن تعريف البواسير (بالإنجليزية: Hemorrhoids) على أنّها انتفاخ الأوردة التي تقع في محيط الشّرج، أو في الجزء السّفليّ من المستقيم، وتُعدّ مشكلة البواسير من المشاكل الصّحيّة الشّائعة؛ حيثُ يعاني منها حوالي 50% من الأشخاص البالغين قبل سنّ الخمسين، وهناك نوعان رئيسيّان من البواسير، وهما: البواسير الدّاخليّة التي تتشكّل داخل المستقيم، والبواسير الخارجيّة التي تتشكّل في الجزء الخارجيّ المحيط بفتحة الشّرج، ويُعدّ هذا النّوع أكثر شيوعاً، وإزعاجاً للمصاب، وتُسبّب الإصابةُ بالبواسير شعوراً بالألم، والحكّة، وصعوبةً في الجلوس، حيثُ يؤدّي تمدّد جدران الأوردة المصابة إلى تهيّجها. وفي الحقيقة، توجد العديد من الطّرق التي يمكن اللّجوء إليها لعلاج مشكلة البواسير والوقاية منها، وتجدر الإشارة إلى أنّ مشكلة البواسير تزداد سوءاً مع الوقت في معظم الحالات؛ لذلك يجب الحرص على علاج المشكلة فور ظهورها.[1][2]
علاج البواسير
العلاجات المنزلية
هناك العديد من العلاجات المنزليّة التي يمكن اللّجوء إليها للمساعدة على تخفيف أعراض البواسير، وتجدر الإشارة إلى أنّ اتبّاع هذه الطّرق لا يكفي للتخلّص من البواسير بشكلٍ نهائيٍّ، وفي ما يأتي بيان بعضٍ منها:[2][3]
- تطبيق الكمّادات الباردة: حيث إنّ تطبيق كمّادات باردة أو أكياس ثلجٍ على منطقة البواسير من شأنه أن يساعد على تقليل انتفاخ الأوردة.
- تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف: حيثُ تساعد الألياف على تليين البراز وبالتالي تجنّب الإجهاد والضغط أثناء إخراج البراز والذي بدوره يزيد الأعراض المصاحبة للبواسير سوءاً.
- عمل مغطس ماء دافئ: حيثُ يتمّ نقع منطقة الشرج بماءٍ دافئٍ باستخدام حمّام المقعدة (بالإنجليزية: Sitz bath) الذي يوضع على كرسيّ الحمّام، لتخفيف الحكّة والحرقة المصاحبة للبواسير.
- استخدام المناديل المبلّلة: حيثُ إنّ استخدام مناديل المرحاض الجافّة في تنظيف الشّرج بعد التّبرز تزيد مشكلة البواسير، لذلك يُنصح بالاستعاضة عنها بالمناديل الرّطبة أو المبلّلة، مع التأكّد من عدم احتوائها على الكحول أو العطور.
- الحفاظ على نظافة الشّرج: يجب الحرص على نظافة الشّرج من خلال الاستحمام أو غسل المنطقة يوميًّا بالماء الدّافئ، ثم تجفيفها بلطفٍ بالتّربيت عليها بالمنديل.
العلاجات الدّوائية
هناك عدد من العلاجات الدّوائيّة التي يمكن استخدامها لعلاج البواسير، ولا تحتاج معظم هذه الأدوية إلى وصفة طبيّة، حيثُ يمكن استخدام الكريمات، أو المراهم الموضعيّة، أو التّحاميل التي تحتوي على الهايدروكيرتيزون (بالإنجليزية: Hydrocortison)، أو مستخلص نبتة بندق السّاحرة، أو أحد أنواع أدوية التّخدير الموضعيّة، كما يمكن استخدام بعض أنواع الأدوية المسكّنة للألم (بالإنجليزية: Analgesics) مثل الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، للمساعدة على التخلّص من الألم المصاحب للبواسير.[2]
إجراءات طبية طفيفة التّوغل
في حال المعاناة من النّزيف المستمر، أو الألم الشديد المصاحب للبواسير يمكن اللّجوء إلى إحدى العمليّات طفيفة التوغّل، والتي لا تحتاج إلى تخدير المصاب في الغالب، ويمكن إجراؤها داخل عيادة الطّبيب دون الحاجة إلى دخول المستشفى، ونذكر من هذه العمليّات ما يلي:[3]
- الربط باستخدام شريطٍ مطاطيّ: يقوم مبدأ هذه الطريقة على استخدام شريطٍ مطاطيٍّ لربط قاعدة الباسور الداخليّ وذلك لقطع تدفّق الدّم إليها، ممّا يؤدي إلى انكماش الباسور وانفصاله عن الجسم خلال أسبوعٍ تقريباً، وتُعدّ هذه الطّريقة من الطّرق الفعّالة في التخلّص من مشكلة البواسير لدى العديد من الأشخاص، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الطريقة قد تؤدي إلى حدوث نزيفٍ خفيفٍ من البواسير، أو قد تؤدي إلى بعض المضاعفات والتي قد تكون حادة في بعض الحالات النّادرة.
- المعالجة بالتّصليب: يقوم الطّبيب خلال المعالجة بالتّصليب (بالإنجليزية: Sclerotherapy) بحقن الباسور بمادّة كيميائيّة تؤدي إلى تقلّصه، وعلى الرغم من أنّ هذه العمليّة قد لا تكون مصحوبة بالشعور بأيّ ألم إلّا أنّها تُعتبر أقلّ كفاءةً من عمليّة الرّبط باستخدام شريطٍ مطاطيّ.
- تقنيات التّخثر: يمكن استخدام عددٍ من تقنيات التّخثر (بالإنجليزية: Coagulation techniques) مثل الأشعّة تحت الحمراء، والليزر، والحرارة للمساعدة على تصلّب البواسير الداخليّة وذبولها، وتجدر الإشارة إلى أنّ فرصة عودة ظهور البواسير تكون أعلى عند استخدام هذه الطريقة مقارنةً باستخدام طريقة ربط الشّريط المطاطيّ.
الوقاية من البواسير
هناك العديد من النصائح التي يمكن اتّباعها للوقاية من مشكلة البواسير، أو الحدّ من تفاقمها، ومنها: شرب كميّاتٍ كافيةٍ من الماء يوميّاً، وممارسة التمارين الرّياضيّة، وتناول الأطعمة الغنيّة بالألياف؛ كالأرز البنيّ، والقمح الكامل، والجزر، والنخالة، والحنطة السوادء، ودقيق الشّوفان، وذلك لتسهيل حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك، وكذلك يجب عدم تجاهل الحاجة للذهاب إلى المرحاض، وتجنّب الضّغط أثناء التّبرز، وتجنّب الجلوس لفترات طويلة خصوصاً على الأسطح الصّلبة.[1]
مراجعة الطّبيب
تجدر مراجعة الطّبيب في حال ملاحظة خروج دمٍ مع البراز حيثُ يُعدّ النّزيف من أكثر أعراض الإصابة بالبواسير شيوعاً، وفي هذه الحالات يقوم الطّبيب بإجراء عدد من الاختبارات التّشخيصيّة بالإضافة إلى الفحص السّريريّ للتأكد من سبب حدوث النّزيف، وتجدر الإشارة إلى ضرورة عدم إهمال النّزيف الشرجيّ خصوصاً في حال تجاوز الأربعين من العُمر، حيثُ يُعدّ النّزيف الشّرجيّ إحدى علامات الإصابة ببعض أنواع السّرطان أيضاً، كسرطان القولون، وسرطان الشّرج، وعدد من الأمراض الأخرى، كما تجدر مراجعة الطّبيب في حال الشّعور بألمٍ شّديدٍ إضافةً إلى النّزيف، وعدم ملاحظة تحسّن في حالة المصاب بعد استخدام طرق العلاج المنزليّة والدّوائيّة، ومن الجدير بالذكر أيضاً ضرورة طلب الطّوارئ الطبيّة في حال المعاناة من النّزيف الشّديد من منطقة الشرج والمصحوب بالدّوخة، أو الدّوار، أو الإغماء.[4]
المراجع
- ^ أ ب April Kahn, Tim Jewell, "Hemorrhoids"، www.healthline.com, Retrieved 2-10-2018. Edited.
- ^ أ ب ت Christian Nordqvist (23-11-2017), "Hemorrhoids: Causes, treatments, and prevention"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2-10-2018. Edited.
- ^ أ ب "Hemorrhoids Diagnosis & treatment", www.mayoclinic.org,6-3-2018، Retrieved 2-10-2018.
- ↑ "Hemorrhoids Symptoms & causes", www.mayoclinic.org,6-3-2018، Retrieved 2-10-2018. Edited.