-

أفضل العمل في رمضان

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

شهر رمضان

شهر رمضان هو تاسع الشهور الهجرية، حيث يأتي بعد شهر شعبان، وقبل شهر شوال، ويبلغ عدد أيامه إمّا تسعة وعشرين، أو ثلاثين يوماً،[1] وقد اختلف علماء اللغة في أصل تسمية شهر رمضان، حيث ذهب بعضهم إلى أن التسمية مُشتقة من الرمض بمعنى شدة الحر، وأن سبب تسمية رمضان بهذا الاسم ترجع إلى أنه يرمض الذنوب أي يحرقها بالأعمال الصالحة، أو لأن وقت مجيئه غالباً ما يصادف زمن الرمضاء وهو وقت اشتداد الحرارة في الجزيرة العربية، وذهب البعض الآخر إلى أن التسمية مشتقة من الرميض وهو المطر في آخر الصيف وأول الخريف، وأن سبب التسمية يرجع إلى أن رمضان يرمض الذنوب أي يغسلها بالأعمال الصالحة، وقيل إن سبب التسمية يرجع إلى أن العرب كانوا يرمضون أسلحتهم فيه أي يحشذونها استعداداً للحرب في شوال، وبغض النظر عن أصل التسمية فشهر رمضان من الشهور المعظّمة في الإسلام، فقد فرض الله -تعالى- صيامه على المسلمين في العام الثاني للهجرة، حيث قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).[2][3]

أفضل العمل في رمضان

يعدّ شهر رمضان من الأزمنة الفاضلة في الإسلام، ولذلك ينبغي استغلاله بالأعمال الصالحة، وفيما يأتي بيان أفضل الأعمال في رمضان:[4][5]

  • الصوم: يُعرّف الصوم لغةً على أنه مطلق الإمساك، أما شرعاً فيُعرّف على أنه عبادة الله -تعالى- بالإمساك عن سائر المفطّرات كالأكل، والشرب، والجماع، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ولا بُد من الإشارة إلى أن الصوم من أفضل الأعمال، وقد ورد العديد من الأحاديث النبوية التي تبيّن عظم فضل الصوم، حيث إن الصيام سببٌ لاستجابة الدعاء، مصداقاً لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الصَّائمُ حتَّى يُفطِرَ والإمامُ العَدلُ ودعوةُ المظلومِ).[6]
  • قراءة القرآن: تعدّ تلاوة القرآن الكريم من الأعمال الفاضلة في شهر رمضان، لا سيّما أنه شهر القرآن، وقد كان جبريل -عليه السلام- يدارس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن الكريم في كل يوم من أيام رمضان، وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يجتهدون في قراءة القرآن في رمضان، حيث رُوي عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أنه كان يختم القرآن الكريم في كل ليلةٍ من ليالي رمضان، وكان بعضهم يختم في كل ثلاث ليالي، وبعضهم كل ليلتين، وكذلك حال السلف الصالح -رحمهم الله- مع القرآن في رمضان، فقد رُوي أن الشافعي كان يختم القرآن ستين مرةً في رمضان، ورُوي عن مجاهد أنه كان يترك جميع العبادات ويُقبل على قراءة القرآن في رمضان.
  • العمرة: العمرة من الأعمال العظيمة، وتكون أعظم في رمضان، فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أوْ حَجَّةً مَعِي).[9]
  • صلة الرحم: تُعدّ صلة الرحم من محاسن الأخلاق، وأفضل الأعمال، فقد حثّ عليها الإسلام، وحذر من قطيعتها، وأمر الله -تعالى- عباده بصلة أرحامهم في تسع عشرة آية من القرآن الكريم، وحذّرهم من قطع أرحامهم في ثلاث آيات، وجعل جزاء القطيعة العذاب واللعنة، بالإضافة إلى أن صلة الرحم سببٌ للبركة في العمر والرزق، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).[10]
  • أعمال أخرى: ومن الأعمال الفاضة في رمضان، الصدقة من خلال إطعام الطعام، وتفطير الصائمين، والاعتكاف في المسجد خلال العشر الأواخر من رمضان، وترقّب ليلة القدر، والإكثار من ذكر الله -تعالى- والاستغفار، والجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر إلى أن تطلع الشمس، والمحافظة على قيام الليل وصلاة التراويح.

دخول شهر رمضان

يثبت دخول شهر رمضان بأحد أمرين، رؤية هلال رمضان، أو تمام شهر شعبان ثلاثين يوماً، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ)،[11] وتثبت رؤية هلال رمضان بشهادة مسلمٍ عدلٍ، عاقلٍ، بالغٍ، موثوقٍ بخبرته وأمانته، وفي حال تحرّي المسلمين للهلال وعدم رؤيته يثبت دخول رمضان بتمام عدة شعبان ثلاثين يوماً، حيث إن غاية الشهر الهجري ثلاثين يوماً ولا يزيد عن ذلك.[12]

خصائص شهر رمضان

ميّز الله -تعالى- شهر رمضان على سائر الأشهر بالعديد من الخصائص، ويمكن بيان بعضها فيما يأتي:[13][14]

  • شهر القرآن: حيث إن الله -تعالى- أنزل القرآن الكريم في شهر رمضان، مصداقاً لقوله عز وجل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ).[15]
  • صوم رمضان من أركان الإسلام: من أعظم خصائص شهر رمضان أن الله -تعالى- جعل صيامه ركناً من أركان الإسلام.
  • ليلة القدر: اصطفى الله -تعالى- شهر رمضان من سائر الشهور، وجعل فيه ليلة القدر التي تُعد خيراً من ألف شهر، حيث قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).[16]
  • فتح أبواب الجنان وحبس الشياطين: فقد اختصّ الله -تعالى- رمضان بأنه تفتح فيه أبواب الجنة، وتصفّد الشياطين، وهذا يحثّ المسلم على الإكثار من الأعمال الصالحة والطاعات الموصلة إلى الجنة.
  • الأجر والثواب العظيم: فقد جعل الله -تعالى- أجر الصيام عظيماً، فيؤتى الصائمون أجرهم بغير حساب.

المراجع

  1. ↑ "تعريف و معنى رمضان في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.
  2. ↑ سورة البقرة، آية: 183.
  3. ↑ محمد رفيق مؤمن الشوبكي (28-6-2015)، "سبب تسمية شهر رمضان وحكمه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.
  4. ↑ سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز آل الشيخ، "شهر رمضان فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.
  5. ↑ "خير الأعمال في رمضان"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.
  6. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3428، أخرجه في صحيحه.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1904، صحيح.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2014، صحيح.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1863، صحيح.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2067، صحيح.
  11. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1909، صحيح.
  12. ↑ "دخول شهر رمضان"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.
  13. ↑ "خصائص شهر رمضان"، www.islamqa.info، 2002-11-8، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.
  14. ↑ "خصائص شهر رمضان"، www.ar.islamway.net، 2015-1-9، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.
  15. ↑ سورة البقرة، آية: 185.
  16. ↑ سورة القدر، آية: 1-3.