هل نقص فيتامين د خطير
فيتامين د
يُعتبر فيتامين د من الفيتامينات الذائبة في الدهون، وتشمل عائلة فيتامين د كلاً من فيتامين: د1، ود2، ود3، ويُسمّى فيتامين د بفيتامين أشعة الشَّمس (بالإنجليزية: Sunshine vitamin)؛ وذلك لأنّه يُصنّع في الجسم عند تعرّض الجلد مباشرةً لأشعة الشمس، ويمكن الحصول عليه أيضاً من خلال تناول بعض مصادره الغذائية أو المكملات الغذائية، ويعتبر فيتامين د ضرورياً للحفاظ على صحة الجسم لما يقوم به من وظائف عديدة أهمّها تنظيم امتصاص عنصري الكالسيوم، والفسفور؛ لذلك يعدّ ضروريّاً لنمو العظام والأسنان، بالإضافة إلى دوره في تسهيل وظائف جهاز المناعة، ممّا يساهم في تحسين مقاومة الجسم ضد بعض الأمراض، لذلك فإنّ نقصه يسبب الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية.[1]
نقص فيتامين د
يُعتبر نقص فيتامين د أمراً شائعاً، وقد يصعب على الأشخاص إدراك أنّهم يعانون من نقص فيتامين د؛ وذلك لأنَّ أعراض نقصه تكون غالباً غير ظاهرة، ولا يمكن ملاحظتها بسهولة، ونذكر من الأعراض التي قد تصاحب نقص فيتامين د ما يأتي:[2]
- الإصابة بالمرض والعدوى بشكلٍ متكرر: حيث يساهم فيتامين د في الحفاظ على صحة وقوة الجهاز المناعي، إذ إنّه يتفاعل بشكلٍ مباشر مع خلايا الجسم المسؤولة عن مكافحة العدوى، وبالتالي يساهم في مكافحة الفيروسات والبكتيريا التي تسبب الأمراض، وقد أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقةٍ بين نقص فيتامين د، والإصابة بعدوى الجهاز التنفسي (بالإنجليزية: Respiratory tract infection) مثل؛ نزلات البرد، والتهاب الشعب الهوائية، والالتهاب الرئوي.
- الإعياء والتعب: إذ يُعد نقص فيتامين د أحدَ العوامل التي قد تسبب الشعور بالإعياء، إلاّ أنّه غالباً ما يتمّ تجاهله كسببٍ محتمل، حيث أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت لمعرفة تأثير فيتامين د، والتي شملت عدداً من الممرضات وجود صلةٍ قويةٍ بين انخفاض مستويات فيتامين د والشعور بالإعياء.
- آلام العظام والظهر: حيث يُعدّ الشعور بالآلام المزمنة في العظام وخاصةً أسفل الظهر، والتي قد تؤثر على القيام بالأنشطة اليومية إحدى علامات نقص فيتامين د؛ وذلك لأنّ فيتامين د يلعب دوراً مهمّاً في تعزيز عملية امتصاص الكالسيوم في الجسم؛ والذي يُعتبر ضرورياً للحفاظ على صحة العظام.
- الاكتئاب: حيث أشار الباحثون إلى وجود رابطٍ بين نقص فيتامين د والشعور بالاكتئاب، وأشارت بعض الدّراسات إلى أنّ استخدام المكملات الغذائية من فيتامين د قد تساعد على تحسين الحالة المزاجيّة، ومن جهةٍ أخرى لم تجد دراساتٌ أخرى هذا التأثير.
- صعوبة التئام الجروح: حيث قد يَدُّل بُطء عملية التئام الجروح بعد الخضوع لجراحةٍ أو التّعرض لإصابةٍ على المستويات المنخفضة جداً من فيتامين د؛ وقد يكون ذلك بسبب مساهمة فيتامين د في زيادة إنتاج المركبات المسؤولة عن إعادة تشكيل الجلد خلال عملية التئام الجروح، كما يساهم في السيطرة على الالتهابات ومكافحة العدوى التي قد يتعرض لها الجرح خلال فترة الشفاء.
- ضعف العظام: حيث لاحظ الباحثون وجود علاقةٍ قويةٍ بين انخفاض مستويات فيتامين د وانخفاض كثافة المعادن في العظام، وذلك في دراسةٍ شملت أكثر من 1,100 امرأةٍ في فترة انقطاع الطمث أو بعدها، وفي دراسةٍ أخرى لم يثبت أيّ تحسنّ في كثافة المعادن في العظام عند استخدام المكملات الغذائية من فيتامين د بجرعاتٍ عالية، بالرغم من ارتفاع مستويات فيتامين د في الدّم، وقد يؤدي هذا النقص إلى زيادة خطر التعرض إلى ضعف وكسور العظام، لذلك يجدر الحصول على كميةٍ كافيةٍ من فيتامين د والحفاظ على مستوياته في الدّم.
- تساقط الشعر: إذ إنّ تساقط الشعر قد يشير بشكلٍ كبير إلى وجود نقصٍ في أحد العناصر الغذائية، ومنها فيتامين د، ولكن الأبحاث لإثبات علاقة فيتامين د بسقوط الشعر قليلة، بالإضافة إلى ذلك يرتبط نقص فيتامين د بزيادة خطر الإصابة بمرض الثعلبة (بالإنجليزية: Alopecia Areata) الذي يُعدّ أحد أمراض المناعة الذاتية ويسبب تساقط الشعر بشكل حاد من الرأس، وأجزاءٍ أخرى في الجسم.
أسباب نقص فيتامين د
يُعزى نقص فيتامين د لعدّة أسباب، و توجد فئاتٌ معينةٌ من الأشخاص تُعدّ الأكثر عُرضةً لنقصه، ومن أهمّ العوامل التي قد تلعب دوراً في نقص فيتامين د الآتي:[3]
- البشرة الداكنة: حيث تساهم صبغة الميلانين (بالإنجليزيّة: Melanin) في التقليل من قدرة الجلد على إنتاج فيتامين د عند تعرُّضه لأشعة الشمس فوق البنفسجية، ولذلك يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى التعرُّض للمزيد من أشعة الشمس بشكلٍ مباشر أو الحصول على فيتامين د من المكملات الغذائية، وذلك للحصول على حاجتهم من فيتامين د.
- أمراض الكلى: حيث إنّ فيتامين د يتحول في الكلى إلى شكله النَشِط، ولذلك فإن تعطُّل وظائفها قد يجعل من الصعب استخدام فيتامين د في الجسم بالشكل الذي يحتاجه.
- مشاكل الجهاز الهضمي: وتشمل أمراض الأمعاء الالتهابية (بالإنجليزيّة: Inflammatory bowel diseases) التي تتضمّن التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزيّة: Ulcerative colitis)، أو مرض كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease)، بالإضافة إلى مرض السيلياك أو حساسية القمح (بالإنجليزيّة: Celiac disease)، وغيرها من التهابات الجهاز الهضمي المختلفة وسوء الامتصاص؛ حيث تساهم هذه الأمراض في الحدّ من قدرة الجسم على امتصاص فيتامين د من مصادره الغذائية.
- عدم التعرُّض الكافي لأشعة الشمس: إذ إنّ سكان بعض المناطق الجغرافية البعيدة عن خط الاستواء غالباً ما يعانون من محدودية تعرُّضهم لأشعة الشمس، ويؤثّر أيضاً التغيُّر الفصلي على مدار السنة على مستويات فيتامين د في الجسم خصوصاً في فصل الشتاء حيث يقل إنتاج الجسم من فيتامين د.
- السُمنة: حيث يساهم ارتفاع كمية الدهون في الجسم في حصر فيتامين د في الخلايا الدهنية بدلاً من إطلاقه في الدورة الدموية، ممّا قد يُسبّب انخفاض مستوياته في الدّم.
- الحوامل والمُرضِعات: حيث تشير بعض الدراسات إلى أنّ انخفاض مستويات فيتامين د خلال فترة الحمل قد يساهم في حدوث الولادة المبكرة، أو ارتفاع ضغط الدم الحملي (بالإنجليزيّة: Pre-eclampsia)؛ وذلك لأنّ المرأة في مرحلتيّ الحمل والرضاعة تُعدّ أكثر عُرضةً للإصابة بالكثير من المشاكل بسبب الإجهاد في الأيض الذي يحدث لتكوّن وتغذية الرضيع، لذلك ترتفع احتياجات الحامل والمرضع من فيتامين د.
- الحميات الغذائية: حيث يؤدي اتباع بعض أنواع الحميات سواءً الطبية أو التي يتمّ اتّبعُاها من التزام شخصيّ، والتي تتضمن الابتعاد عن مجموعاتٍ غذائيةٍ معيّنة، إلى زيادة خطر التعرض إلى نقص بعض العناصر الغذائية بما فيها فيتامين د.
- الحساسية من منتجات الألبان: حيث تُعدّ منتجات الألبان من أهمّ مصادر فيتامين د والكالسيوم، وقد يعاني الأشخاص المصابون بحساسيةٍ من منتجات الألبان من أعراضٍ مختلفةٍ تتراوح ما بين حدوث طفحٍ جلدي إلى أعراضٍ خطيرةٍ قد تُهدد الحياة، ولذلك يجب على هؤلاء الأشخاص تجنُّب منتجات الألبان، و تناول احتياجاتهم من فيتامين د من المكمّلات الغذائية أو استهلاك المشروبات الأخرى المُدعّمة بفيتامين د والكالسيوم.
مصادر فيتامين د
تُعدّ أفضل طريقةٍ للحصول على فيتامين د بعد التعرض لأشعة الشمس هي تناول الأطعمة الصحية من جميع المجموعات الغذائية والتي تحتوي على كمياتٍ جيدةٍ منه، والنقاط الآتية تُبيّن ذكر بعضها:[4]
- زيت كبد الحوت.
- الأسماك مثل: سمك أبو سيف (بالإنجليزية: Swordfish)، والسلمون، والتونة، والسردين.
- عصير البرتقال المُدعم بفيتامين د.
- الحليب المُدعم.
- لبن الزّبادي المُدعم.
- السَمن.
- كبد البقر.
- صفار البيض.
- الحبوب المُدعّمة بفيتامين د.
- الجبن السويسري.
الجرعات الموصى بها من فيتامين د
يقلّ غالباً التعرض لأشعة الشمس بشكلٍ منتظم مع التقدم في العمر، بالإضافة إلى حدوث مشاكل في عملية امتصاص فيتامين د، ولذلك فقد يُوصى استهلاك المكمّلات الغذائية التي تحتوي على فيتامين د لضمان الحفاظ على صحّة العظام، وقد حُدِّدت الجرعات اليومية الموصى بتناولها حسبَ المراحل العمرية المختلفة كما يأتي:[5]
المراجع
- ↑ "The Benefits of Vitamin D", www.healthline.com,13-11-2017، Retrieved 14-1-2019. Edited.
- ↑ Franziska Spritzler (23-7-2018), "8 Signs and Symptoms of Vitamin D Deficiency"، www.healthline.com, Retrieved 14-1-2019. Edited.
- ↑ Angela Lemond (29-1-2018), "Are You at Risk for Vitamin D Deficiency? Everything You Need to Know"، www.everydayhealth.com, Retrieved 14-1-2019. Edited.
- ↑ "Vitamin D & Vitamin D Deficiency", www.my.clevelandclinic.org, Retrieved 14-1-2019. Edited.
- ↑ "Vitamin D", www.mayoclinic.org,18-10-2017، Retrieved 14-1-2019. Edited.