السلسلة الغذائية البحرية
السلسلة الغذائيّة البحريّة
تتشابه السلسلة الغذائية البحرية مع سلسلة الغذاء على اليابسة بابتدائهما بالمنتِجات، وهي النباتات فوق اليابسة والطحالب تحت الماء، إلا أنّ المنتجات المائية تتميز بانتشارها في الطبقات السطحية البحرية على امتداد المنطقة المضيئة بهدف امتصاص الطاقة الشمسية، وذلك لاحتواء أجسامها على مادة الكلوروفيل اللازمة لإتمام عملية التمثيل الضوئي الناتج عنها صنع الغذاء والأكسجين، وتكون على أشكال كائنات دقيقة تُسمَّى الهائمات أو العوالق (البلانكيتون)، وتُعرف بالحلقة الأولى فى سلاسل الغذاء البحريّة.
طبيعة السلاسل الغذائيّة البحريّة
بما أنّ الطحالب هي الحلقة الأولى في السلسلة فأحياناً توجد على الصخور الشاطئيّة، أو تتلاصق مع بعضها مكوّنة جسماً طافياً على وجه الأنهار والبرك، وبالرغم من اختلاف مكان وجودها إلّا أنّ وظيفتها هي تحضير الغذاء للحيوانات البحريّة باعتبارها غذاءً عُشبياً، وتُعدُّ الديدان، واليرقات، ومجموعة الأوليات الحيوانيّة الحلقة الثانية من السلسلة الغذائية البحرية، حيث تتغذّى جميعها على الهائمات النباتية، أما الحلقة الثالثة فتشمل الأسماك الصغيرة، والقشريات، والرخويات، وتشمل الحلقة الرابعة الأسماك الكبيرة التى تتغذى على الرخويات، والقشريات، والأسماك الصغيرة، ثمّ يأتي بعد ذلك دور الحلقة الأكبر كأمثال أسماك القرش، والثّدييات البحرية كالفقمات، والدلافين، وبعض الطيور البحريّة كالنوارس، والعُقاب، والبطاريق، أما نهاية هذه السلسلة فتكون على يد الحيتان المفترسة حيث تأكل ما تحصل عليه من الأصناف آنفة الذكر، وإذا حصل الإنسان على هذه اللحوم البحرية فسيكون على قمة هذا الهرم الغذائي.
مثال على سلسلة غذائيّة بحريّة
تُرتب هذه السلسلة الحلقات الغذائيّة من الأعلى إلى الأسفل مع مراعاة أنّ الحوت القاتل يُعدّ مستهلكاً علوياً حيث لا يستطيع أي كائن بحريّ التهامه، إلا أنّه عند موته في المياه تبدأ الحيوانات الرمّية بتحليل جثته لتُحيلها إلى مواد قابلة للامتصاص نظراً لبساطة تركيبة أجسامها، وتنتقل تلك العناصر الغذائيّة مع تيارات الماء الصاعدة والهابطة، حتى تصل إلى سطح الماء فتبدأ دورة تكوين الهوائم النباتيّة من جديد:
- المُستهلك العلوي، حيوان الأوركا أوكما يُسمّى بالحوت القاتل orca_killer whale.
- أسماك القد cod.
- الأصداف ذات الصمّامين bivalves، والتي تبلعها أسماك القد كاملة مع أصدافها.
- العوالق الحيوانيّة الدقيقة.
- العوالق النباتيّة الدقيقة، وهي القاعدة الأساسيّة في الهرم الغذائي البحري.
مخاطر تُهدّد السلاسل الغذائيّة البحريّة
تعيق زيادة حموضة مياه المحيطات نمو العديد من أصداف البحار وذلك ناجم عن تغير المناخ المؤدّي إلى اختلاف درجة حرارة المحيطات، أي أنّ هذه المحيطات وخاصّة الدافئة منها تُعدّ محفزاً لنمو العوالق النباتيّة phytoplankton أي المنتجات، وبالأخص البكتيريا الخضراء المُزرقّة Synechococcus، وقال المركز البريطاني للمسح القطبي في بيان له: (تُشير النتائج إلى أنّ زيادة الحموضة تؤثر في حجم ووزن الأصداف والهياكل العظميّة، وينتشر هذا الاتجاه في الأنواع البحريّة)، ممّا يؤثّر سلباً في طبيعة السلاسل الغذائيّة البحريّة، أما الخطر الثاني فهو انبعاث غازات الاحتباس الحراري ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج عن حرق الوقود الأحفوري، والذي ينتهي به المطاف ليذوب في البحار مكوّناً الأحماض الضارة، وتشير دراسة نشرت في دوريّة التغير البيولوجي العالمي إلى أنّ زيادة حموضة المحيطات يجعل من الصعب على المخلوقات استخلاص كربونات الكالسيوم، وهو مركب حيوي لنمو الهياكل العظميّة والأصداف وخاصة من المياه الباردة في المحيط المتجمد الشمالي وحول القارة القطبيّة الجنوبيّة.