-

الصبر على قضاء الله وقدره

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الصبر على قضاء الله وقدره

لا بدّ من المسلم الصبر والاحتساب على ما قدّر الله -سبحانه- وقضى به، فمن موجبات الإيمان العلم واليقين بأنّ ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه، وبأنّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وإن كانت المصيبة ثقيلةً على النفس، وكان يتمنّى المصاب بها عدم إصابتها له، فلا بدّ من الصبر والتحمّل وعدم التسخّط بالقلب أو الجوارح، أما قضاء الله -سبحانه- وتقديره ومشيئته وعلمه وكتابه فلا بدّ من الرضا بها جميعاً، فالرضا بها رضا بالله -سبحانه- ربّاً وملكاً وإلهاً، ولذلك أجمع العلماء على وجوب الصبر على ما قدّر الله، حيث أمر الله بذلك في عددٍ من الآيات القرآنية، والصبر لا يخالف البكاء أو الحزن في القلب دون تسخّطٍ.[1]

الفرق بين القضاء والقدر

اختلف العلماء في حقيقة الخلاف بين القضاء والقدر؛ فذهبت طائفةٌ من العلماء إلى القول بعدم وجود فرقٍ بينهما، وكل واحدٍ منهما يتضمّن معنى الآخر، وإطلاق الواحد منهما يشمل الآخر، كما لم يرد أي دليلٍ يفرّق بينهما، وذهب الجمهور من أهل السنة إلى التفريق بين القضاء والقدر بالقول إنّ القضاء هو إرادة الله -سبحانه- الأزلية المتعلّقة بالأشياء وفق ما تُوجد عليه، أمّا القدر فهو إيجاد الله -سبحانه- للأشياء وفق مقاديرها التي حدّدت لها بكلّ ما يتعلّق بها.[2]

أنواع الصبر

يتفرّع الصبر إلى ثلاثة أنواعٍ؛ فإما أن يكون على الطاعة أو عن المعصية أو على أقدار الله، وفيما يأتي بيان كلّ نوعٍ من الأنواع:[3]

  • الصبر على الطاعة: ويتفرّع إلى ثلاثة شعبٍ؛ أولها الصبر قبل الطاعة بالإخلاص في النية وتطهيرها من الرياء، وثانيها الصبر أثناء الطاعة بأدائها على أكمل وجهٍ، والثالثة بعد الطاعة بعدم العجب والفخر بما أدّى.
  • الصبر عن المعصية: ويكون بالصبر على الفتن في الحياة الدنيا وشهواتها وملذاتها.
  • الصبر على قدر الله.

المراجع

  1. ↑ الشيخ أحمد الزومان، "الصبر على أقدار الله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-3-2019. بتصرّف.
  2. ↑ "الفرق بين القضاء والقدر"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-3-2019. بتصرّف.
  3. ↑ د. سعيد القحطاني، أنواع الصبر ومجالاته (الطبعة الأولى)، الرياض: دار سفير، صفحة 20-32، جزء 1. بتصرّف.