-

أسباب ضعف الإيمان

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ضعف الإيمان

يعتبر ضعف الإيمان من الأمور غير المحمودة التي يُبتلى بها الإنسان؛ وهي ممّا انتشر بين المسلمين؛ فإنّ من المسلمين من يشتكي قسوة القلب، ومنهم من تظهر عليه علامات ضعف الإيمان جليةً، من خلال ما يقوم به من أعمالٍ؛ ويُعتبر ذلك ابتلاءً من الله -تعالى- للعبد، إن كان سيؤمن أم يكفر، وذلك الابتلاء والمرض سببٌ في كلّ مصيبةٍ تُصيب العبد؛ وإنّ ذلك متعلقٌ بالقلب، والقلب هو أساس الاختبار؛ لتقلّبه من حالٍ إلى حالٍ، ودليل ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مثَلُ القَلبِ كمَثَلِ ريشةٍ بأرضِ فَلاةٍ تقلِّبُها الرِّيحُ ظَهْراً لبطنٍ).[1]

المقصود بضعف الإيمان

ضعف الإيمان هو مرضٌ واسع الانتشار، يصيب كلّ مسلمٍ موحّدٍ بالله، حيث يصيبه بين فترةٍ وأخرى، ومن علامات ضعف الإيمان؛ الإحساس بقسوة القلب، ووجود وحشةٍ بين العبد وبين الله عزّ وجلّ، فيصبح العبد يستثقل العبادات وفعلها، والقيام بها حتى يفوت وقتها، ويتهاون في أداء الطاعات، كما أنّ الذي يُصيبه ضعف الإيمان، يجد وحشةً بينه وبين الناس، ويكون قليل الصبر عليهم، وسريع الغضب منهم والانفعال، حتى لأبسط الأسباب، فضعف الإيمان عبارةٌ عن فتورٍ يعرض للعبد بين فترةٍ وأخرى، فالإيمان يزيد وينقص، كما قال العلماء، فإنّه يزيد بالطاعات، وفعل المأمورات، والالتزام بأمر الله، وترك ما نهى عنه، وينقص بارتكاب المعاصي والآثام، وترك القيام بالطاعات.[2]

أسباب ضعف الإيمان

الإيمان في قلب العبد غير ثابتٍ على حالٍ واحدٍ، وإنّ ذلك من سُنن الله -تعالى- في خلقه؛ فالإيمان يزيد وينقص؛ يزداد بالطاعة والعبادة، والتقرّب من الله تعالى، ويضعُف لعدّة أسبابٍ، وفيما يأتي بيان بعض الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الإيمان:[3]

  • ابتعاد العبد عن الأجواء الإيمانية فترةً طويلةً؛ فإنّ ذلك البعد مدعاةٌ لحصول ضعف الإيمان في نفس العبد، ودليل ذلك قول الله -تعالى- في القرآن الكريم: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ).[4]
  • ابتعاد العبد عن وجود قدوةٍ صالحةٍ له.
  • ابتعاد العبد عن العلم الشرعي.
  • الاشتغال بأمور الدنيا، وشؤونها، والإغراق فيها.
  • وجود الإنسان في وسطٍ وبيئةٍ مليئةٍ بالمعاصي.
  • الانشغال بالأهل، والزوجة، والأولاد، عن فعل الطاعات والمأمورات، والمستحبّات من الأعمال الصالحة.
  • الإفراط في الأكل، والسهر، والخُلطة، والكلام.
  • طول الأمل؛ ودليل ذلك قول الله تعالى: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖفَسَوْفَ يَعْلَمُونَ).[5]

مظاهر ضعف الإيمان

إنّ لمرض ضعف الإيمان أعراضٌ وظواهرٌ متعددةٌ تظهر على العبد، وفيما يأتي بيان بعضها:[6]

  • الوقوع في المعاصي، وارتكاب المحرّمات ، فإنّ من العصاة من يرتكب الذنوب والمعاصي، فيصرّ على فعلها، حتى يعتادها قلبه، فتطبع فيه، ثمّ يصبح يجاهر في القيام بها.
  • الشعور بقسوةٍ وخشونةٍ في القلب، وعدم التأثّر بالمواعظ ولا بالموت، ودليل ذلك قول الله تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً).[7]
  • عدم إتقان العبادات؛ فيكون الشخص شارد الذهن وهو في الصلاة، وفي تلاوة القرآن الكريم، وعدم تدبر العبد لما فيه من المعاني، وعدم تفكّره في معاني الأذكار.
  • التكاسل عن القيام بالطاعات، والعبادات، وعد الاكتراث والاهتمام لمواسم الخير، وأوقات القيام بالعبادات.
  • ضيقٌ في الصدر، وتغييرٌ في المزاج؛ فيصبح الإنسان سريع الغضب، والتضجّر، والتأفّف من أدنى الأمور وأبسطها.
  • عدم التأثّر بالآيات القرآنية، ولا بالوعد والوعيد، ولا بالأوامر والنواهي.
  • الغفلة عن ذكر الله تعالى، والغفلة عن دعائه، ودليل ذلك قول الله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا).[8]
  • الفزع والخوف عند نزول المصائب، أو حدوث المشاكل.
  • الشحّ والبخل؛ فالإيمان والشحّ لا يجتمان في قلبٍ واحدٍ.
  • التعلّق بأمور الدنيا، إلى درجة التألّم عند فوات شيءٍ من حظوظها؛ كالمال، أو الجاه، والمنصب، أو المسكن.
  • عدم الاهتمام بقضايا المسلمين وشؤونهم، ولا الدعاء لهم، ولا التفاعل معهم، ولا التصدّق عليهم.

علاج ضعف الإيمان

يستطيع العبد علاج ضعف الإيمان الذي أصابه، والفتور الذي ألمّ به، بعد الاستعانة بالله تعالى، بعددٍ من الأمور، وفيما يأتي بيان بعضها:[6]

  • تدبّر القرآن الكريم، الذي أنزله الله -تعالى- نوراً وتبياناً لكلّ شيءٍ، وعلاجاً ودواءً للأمراض، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙوَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا).[9]
  • استشعار عظمة الله تعالى، ومعرفة ما له من الأسماء والصفات، والتدبّر في معانيها، وفهم معاني الآيات وتفسيرها.
  • ملازمة حلقات الذكر التي تُعين على الاستمرار في فعل الطاعات، وتزيد قرب العبد من الله، فإنّها سببٌ في زيادة الإيمان في النفوس.
  • الاستكثار من القيام بالأعمال الصالحة، وملئ أوقات الفراغ بها.
  • القيام بالعبادات وتنوّعها؛ ما بين صلاة نافلةٍ، وصيام غير الفريضة، وأداء الزكاة، وذكر الله، والدعاء، والصدقة، ونحو ذلك من الطاعات.
  • الخوف من سوء الخاتمة، فإنّ ذلك يدفع العبد إلى القيام بالطاعات، وترك ما نهى الله عنه من المنكرات.
  • ذكر الله تعالى، والمداومة على ذلك في جميع الأحوال والأوقات، فهو جلاءٌ للقلوب، وشفاءٌ لها، ويجعل العبد أشدّ تعلّقاً بالله، وقُرباً منه.
  • الولاء والبراء؛ أيّ موالاة المؤمنين وفق ما أمر الله، ومعاداة الكافرين الذين يُعادون الله ورسوله.
  • التواضع في الكلام، والأفعال، والمظهر.
  • محاسبة النفس بين الفترة والأخرى، ممّا يُعين على معرفة تقصير النفس، والبعد عن الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الإيمان والفتور.

المراجع

  1. ↑ رواه الألباني، في تخريج كتاب السنة، عن أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 227، صحيح.
  2. ↑ "الفتور مظاهره، وأسبابه، وعلاجه"، WWW.islamweb.net، 28-9-2005، اطّلع عليه بتاريخ 10-10-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "ملخص لظاهرة ضعف الإيمان"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-10-2018. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الحديد، آية: 16.
  5. ↑ سورة الحجر، آية: 3.
  6. ^ أ ب "ظاهرة ضعف الإيمان أعراضها أسبابها علاجها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-10-2018. بتصرّف.
  7. ↑ سورة البقرة، آية: 74.
  8. ↑ سورة النساء، آية: 142.
  9. ↑ سورة الاسراء، آية: 82.