-

بحث حول تلوث الماء

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الماء

يعدّ الماء أحد أكثر المركبات الضرورية، والمتوفرة، والذي يتكون من عنصري الهيدروجين والماء، وهو سائل عديم الرائحة، واللون، والطعم في درجة حرارة الغرفة، والذي يعدّ مذيباً جيداً للعديد من المواد الأخرى، ومهماً للكائنات الحية المختلفة، والمحاليل التي تعتمد عليها كالدم والعصارة الهضمية، والعمليات البيولوجية المتنوعة، ويتواجد الماء في الحالة السائلة على سطح الأرض في الظروف الطبيعية، مما يجعله موطناً لعدد هائل من الحيوانات والنباتات، وذو أهمية بالغة في العديد من المجالات كالنقل، والترفيه.[1]

تلوث الماء

يُعرَّف تلوث الماء (بالإنجليزية: Water pollution) بأنه وصول أي مادة لمصادر المياه المختلفة كالمياه الجوفية، والأنهار، والجداول، والبحيرات، والمحيطات للحد الذي يجعلها تؤثر على الاستخدامات المفيدة للماء، أو الوظائف الطبيعية للنظم البيئية، كما قد يشمل هذا المفهوم تأثير الطاقة بأشكالها على هذه المصادر المائية.[2]

أسباب تلوث الماء وآثاره

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تلوث الماء، ومنها ما يأتي:[3][4]

  • النفايات الصناعية: توجد العديد من الصناعات بالقرب من مجاري المياه العذبة، أو الأنهار، وتشكّل النفايات الصناعية أحد أسباب تلوث الماء، حيث ينتج القطاع الصناعي كميات كبيرة من النفايات المحتوية على الملوثات المختلفة كالرصاص، والكبريت، والزئبق، والنترات، والكروم، وغيرها، بالإضافة إلى المواد الكيميائية السامة، والتي تؤدي إلى زيادة كمية المعادن، وتغيير لون الماء، ودرجة حرارته، والتأثير الخطير على الكائنات المائية، كما تشكّل النفايات العضوية وغير العضوية كالأحماض، والسيانيدات، والكلوريدات، والقلويات تأثيراً خطيراً على الماء.
  • التعدين: يُعرف التعدين بأنه الوسيلة التي تُستخدم لتكسير الصخور، واستخراج المعادن المختلفة، والفحم من باطن الأرض، والتي تحتوي خاماتها على مواد كيميائية ضارة قد تزيد من كمية المواد السامة عند اختلاطها بالماء، وبالتالي حدوث مشاكل صحية.
  • حرق الوقود الأحفوري: تؤدي عمليات حرق الوقود الأحفوري كالنفط والفحم إلى إطلاق كمية كبيرة من الرماد في الغلاف الجوي، حيث تختلط المواد الكيميائية السامة الموجودة في الجسيمات المُلوثة مع بخار الماء لإنتاج المطر الحمضي، كما يؤدي ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الأحفوري إلى ارتفاع درجة حراة الأرض.
  • الاحتباس الحراري: تؤدي ظاهرة الاحتباس الحراري إلى زيادة درجة حرارة الأرض، وبالتالي زيادة درجة حرارة الماء، مما يؤدي إلى موت الكائنات المائية والبحرية، والتسبب في تلوث الماء لاحقاً.
  • حوادث تسرب النفط: تشكل حوادث تسرب النفط وانسكابه مصدراً كبيراً لتلوث الماء بكمية كبيرة من النفط الذي لا يذوب فيه، ويسبب ذلك العديد من المشاكل للكائنات البحرية المختلفة كالأسماك.
  • المبيدات والأسمدة الكيميائية: تعدّ الأسمدة الكيميائية كالفوسفات، والنترات، والمبيدات الحشرية كالديلدرين والألدرين، والمالاثيون، والدي دي تي DDT مواد يستخدمها المزارعون لحماية المحاصيل من البكتيريا والحشرات، ومساعدتها على النمو، ويشكّل خلط هذه المواد مع الماء ضرراً على الحيوانات والنباتات، كما يشكل وصولها إلى مجاري المياه كالأنهار والقنوات المائية من خلال اختلاطها بمياه الأمطار خطراً على الحيوانات المائية، بالإضافة إلى ذلك فإنّ استهلاك الماء الغني بالنترات يشكّل ضرراً على صحة الإنسان، وخاصةً الأطفال، وقد تدخل بقايا المبيدات السامة إلى جسم الإنسان عن طريق شرب المياه الملوثة فيه، أو من خلال السلسلة الغذائية.
  • مدافن النفايات: تشكل مدافن القمامة سبباً في إنتاج الرائحة الكريهة، وتلوث الماء، فقد تتسرب إلى المياه الجوفية نتيجة الأمطار التي تجرفها إليها.
  • الملوثات الفيزيائية: تضم الملوثات الفيزيائية أنواعاً مختلفة كالنفايات المشعة والتي قد تنشأ في الماء من مصادر طبيعية، أو من خلال التسرب العرضي للنفايات المشعة كالتسرب من مناجم اليورانيوم، والثوريوم، ومحطات الطاقة النووية، وغيرها، وتشكل هذه النفايات خطراً كبيراً على الإنسان، إذ قد تتراكم في الدم وبعض الأعضاء الحيوية، وتتسبب في الأورام، والسرطان، كما تعدّ المصادر الحرارية من الملوثات الفيزيائية، والتي تنشأ من احتياج الصناعات المختلفة، ومحطات الطاقة النووية، والمحطات الحرارية للماء للتبريد، حيث يتم تصرف هذا الماء الساخن غالباً في الأنهار، أو البحيرات.
  • مياه الصرف الصحي المحلية: تعدّ مياه الصرف الصحي المحلية المصدر الأساسي لمسببات الأمراض المختلفة، والتي تشكّل تهديداً مباشراً على الصحة العامة، وجودة المياه، والكائنات المائية، وغير ذلك.[2]

نتائج تلوث الماء

لتلوث الماء العديد من النتائج، ومنها ما يأتي:[5]

  • التأثير على صحة الإنسان: يشكل التلوث المائي تهديداً مباشراً لحياة الإنسان، فقد بلغت نسبة الوفيات الناتجة عنه 1.8 مليون وفاة في العام 2015م وفقاً لإحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة The Lancet، كما قد يتسبب تلوث الماء في العديد من الأمراض، حيث يصل عدد المصابين بالأمراض كل سنة نتيجة تلوث الماء إلى بليون شخص، وتعتبر مسببات الأمراض المنقولة عبر المياه كالبكتيريا، والفيروسات الناتجة عن النفايات البشرية والحيوانية السبب الرئيسي للأمراض في المياه الملوثة، والتي تشمل العديد من الأنواع كالكوليرا والتيفوئيد، بالإضافة إلى ذلك فإنّ المواد الكيميائية والملوثات الصناعية الأخرى كالمعادن الثقيلة، والمبيدات الحشرية، والأسمدة قد تتسبب في مجموعة من الأمراض الصحية كالسرطان، والتغيرات الهرمونية، وتعطيل وظائف الدماغ.
  • التأثير على النظام البيئي: يتشكل النظام البيئي من شبكة معقدة من الكائنات الحية المختلفة كالنباتات، والحيوانات، وغيرها، والتي تتفاعل مع بعضها البعض بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بحيث يشكل أي ضرر في أحدها تأثيراً على السلسلة كاملةً، فمثلاً يتسبب تلوث الماء في تكون الطحالب، والتي تؤدي بدورها إلى التقليل من مستويات الأكسجين في الماء، كما تتعرض النظم البيئية البحرية للتأثير السلبي من الملوثات الصلبة المختلفة كالأكياس البلاستيكية، وعلب المشروبات الغازية، والتي تنجرف عبر المجاري المائية إلى البحار، والمحيطات لتكوين كم هائل من النفايات التي تضر الكائنات البحرية المختلفة.

الحد من تلوث الماء

يتطلب الحد من تلوث الماء مسؤولية جماعية، ويمكن اتخاذ العديد من الإجراءات الفردية البسيطة التي قد تساعد على ذلك، ومنها ما يأتي:[5]

  • التخلص من المنظفات الكيميائية، والمواد غير القابلة للتحلل، والزيوت بشكل صحيح.
  • التقليل من استهلاك المواد البلاستيكية، وإعادة استخدامها، وتدويرها.
  • الحد من تسرب زيت السيارات.
  • تجنُب إلقاء الأدوات المنزلية كقطع الألبسة، أو الأغلفة، أو خيوط تنظيف الأسنان في المراحيض بعد الانتهاء منها.[6]
  • تجنب استخدام المبيدات في الحدائق المنزلية، واستبدالها بمنتجات صديقة للبيئة.[6]
  • عدم إلقاء القمامة أو الأوساخ في الماء، أو حتى بالقرب منه.[6]
  • زراعة الأشجار بالقرب من مصادر الماء المختلفة كالأنهار والبحيرات، والتي تساعد على حماية المياه القريبة منها من الملوثات، كما تحدّ من كمية ثاني أكسيد الكربون في المياه، مما يؤدي إلى موازنة مستوى الحموضة فيها.[6]
  • الوعي البيئي والانضمام لمنظمات الحفاظ على الماء، أو التبرع لدعمها.[6]
  • الحد من بعض الممارسات الشائعة كإلقاء الرماد في الأنهار كما في الثقافة الهندوسية.[6]

المراجع

  1. ↑ Steven S. Zumdahl, "Water"، www.britannica.com, Retrieved 2018-12-8. Edited.
  2. ^ أ ب Jerry Nathanson (2018-11-29), "Water pollution"، www.britannica.com, Retrieved 2018-12-5. Edited.
  3. ↑ "What is Water Pollution?", www.conserve-energy-future.com, Retrieved 2018-12-5. Edited.
  4. ↑ "WATER POLLUTION", www.nios.ac.in, Retrieved 2018-12-30. Edited.
  5. ^ أ ب Melissa Denchak (2018-5-14), "Water Pollution: Everything You Need to Know"، www.nrdc.org, Retrieved 2018-12-7. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح "25 Simple and Easy Ways to Reduce Water Pollution Now!", www.conserve-energy-future.com, Retrieved 2018-12-8. Edited.