حكم من حلف بغير الله
حُكم الحلف بغير الله
حثّ الإسلام العبد على مُراقبة أقواله، والمُحافظة على لسانه من الخطأ، ومن الأمور الخاطئة التي تصدر من اللسان وتتعلق بالعقيدة؛ الحلف بغير الله، كقول الشخص: والنبي، والكعبة، وغير ذلك، وقد عدّ العلماء هذا النوع من الحلف من الشرك الأصغر؛ لأنّ فيه تعظيماً لغير الله، والحلف المقصود منه تعظيم المحلوف به، فالعظمة لله وحده، وقد نهى النبي عن الحلف بغير الله في أحاديث كثيرةٍ، منها قوله: (ألَا إنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أنْ تَحْلِفُوا بآبَائِكُمْ، فمَن كانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ باللَّهِ، وإلَّا فَلْيَصْمُتْ)،[1] وورد في كتاب فتح الباري للإمام البخاري، أنّ الحالف إذ اعتقد أنّ المحلوف به له من التعظيم ما لله؛ فقد كفر بذلك، وكفارة الحلف بغير الله قول: "لا إله إلّا الله".[2]
يمين اللغو
قسّم الفقهاء اليمين إلى ثلاثة أقسامٍ؛ يمين اللغو، واليمين الغموس، واليمين المُنعقدة، واختلف الفقهاء في تعريف يمين اللغو إلى قولين:[3]
- القول الأول:ما يجري على اللسان مجرى التأكيد أو التنبيه، من غير اعتقاد اليمين، كقول: لا والله، بلى والله، وذاك رأي عائشة والشافعي وأحمد.
- القول الثاني: أن يحلف الشخص على شيءٍ ويظنّه كما يعتقد، فيكون الأمر بخلافه، وهو قول ابن عباس وأبي حنيفة ومالك.
وأمّا حُكم هذه اليمين؛ فلا كفارة لها في الدُنيا، ولا يؤاخذ الله بها العبد يوم القيامة، لقول الله: (لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ).[4]
كفارة الحلف الكاذب
فصّل الفقهاء في كفارة اليمين الكاذب على النحو الآتي:[5]
- إذا كان الحالف مُتعمداً الكذب في الحلف، فيمينه تُسمى اليمين الغموس، وهي من كبائر الذنوب، ويجب فيها التوبة، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وهو قول جمهور الفقهاء، ويُستحبّ إخراج كفارة اليمين من باب الاحتياط.
- إذا كان الحالف غير مُتعمدٍ الكذب في اليمين، فتبيّن له أنّه كان كذباً؛ فلا كفارة عليه ولا إثم.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 6108، صحيح.
- ↑ ندا أبو أحمد (17/4/2016 )، "الحلف بغير الله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "اللغو في اليمين "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 225.
- ↑ "كفارة الحلف بالله كذبا"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2019. بتصرّف.