-

بحث عن الخط الكوفي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم الخط العربي

يشيرُ مفهومُ الخط العربي إلى العلم الذي يبحثُ في معرفة صورة الحروف، وأوضاعها، وكيفية تركيبها خطيّاً، وهو فنّ رسمِ صورة حروف اللغة العربية، والتعبير عنها بشكلها، ومضمونها بطريقة تشكيلية، وزخرفية، وهندسيّة.[1]

مرّ الخط العربي بعدّة مراحلَ منذ نشأته غير المعروفة على وجه الدقة والتحديد، حتى وصل ذروتَه، وقد بدأ الخطُّ العربي مرحلتَه الأولى فيما يُعرف بمرحلة التحسين، حيثُ كان العرب يهتمّون بالخطّ، وقالوا: "القلمُ أحدُ اللسانين" وتليها مرحلة التجويد التي بدأت، واستمرت مع الفتوحات الإسلامية، وازدهر الخطُّ العربي في هذه المرحلة بسبب نشاط حركة تعريب الدواوين، ونقل الكتب، والمؤلفات إلى اللغة العربية في مناطق، ودول الفتوحات الإسلامية، ثمّ مرحلة الابتكار، حيث كان السلاطين يهتمّون بشكل كبير بالخطوط العربية، والخطّاطين، وظهر في هذه المرحلة خطُّ الثلث، وخطّ النسخ، وخطّ الريحاني، وغيرها، والمرحلة الرابعة هي مرحلة الذروة في العصر الحديث الذي أدّى إلى استخدام الأتراك للحرف اللاتيني بدلَ الحرف العربي، ممّا أدّى إلى عودة الخط العربي إلى العراق، وبلاد الشام، ومصر، وبروز عدد كبير من الخطاطين المهرة في هذا المجال.[2]

مفهوم الخط الكوفي

الخطّ الكوفي هو من أقدمِ الخطوط العربية، وهو النوع اليابسُ من الخطوط العربية، والذي يتميّز بحدّة زوايا حروفه واستقامتها، حيثُ ظهر هذا الخط في مدينة الكوفة، ويعتبر امتداداً لخطّ الحيرى، والذي نشأ في مدينة الحيرة التي تقع بالقرب من مدينة الكوفة، واستُخدِم الخطُّ الكوفي في الأمور الرسمية في الدول العربية الإسلامية آنذاك، مثل التدوين، والمراسلات، وقد كُتِبت النُّسخ الأولى من القرآن الكريم بالخطّ الكوفي، وسُميّ بالخطّ الموزون، لاستقامة حروفه.[3]

نشأة الخط الكوفي

تعودُ نشأةُ الخطّ الكوفي إلى مدينة الكوفة الإسلامية، وهي ثاني المدن الإسلامية التي تأسّست في العراق خلال الفتوحات الإسلامية، وشيّدها سعدُ بن أبي وقاص بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب، وأُسِّست لتكونَ قاعدةً عسكرية، ومع تطوّر وازدهار مدينة الكوفة اهتمَّ الشعبُ آنذاك بالخط العربي، وأضاف عليه، وغلبت على تطوّره سمةُ الجفاف، والاستقامة في حروفه، وعُرف باسم الخطّ الكوفي نسبةً إلى مدينة الكوفة التي نشأ، وتطوّر فيها، وانتشر بعدها في البلاد الإسلامية جميعها.[4]

أنواع الخط الكوفي

فيما يلي أنواعُ الخط الكوفي:[5]

  • الخط الكوفيّ المُبَسّط: هو من أقدم أنواع الخطّ الكوفي الذي عُرف في القرن الهجري الأول، ويتميّز بعدم احتوائه على توريق، أو تزهير، أو تعقيد، وتُكتب حروف اللغة العربية فيه بعيداً عن الزخرفة، أو التصغير، وتُعتبر السّمة الغالبة للحروف في هذا النوع أنّها حروف يابسة، وجافّة، وتميل إلى التربيع، والتضليع، واستُخدِم بشكل كبير في القرن الثالث للهجرة، واستُخدِم الخطُّ الكوفي البسيط للكتابة على شواهد القبور، وتزيين الأبنية.
  • الخطّ الكوفي ذو المثلثات: هو نوع مطّور من الخط الكوفي البسيط، بسبب وجود تحوير بسيط في هامات بعض الحروف، والتي تشبه في رسمها المثلثاتِ، وسُميّ هذا الخطُّ بالخطّ الخشن، والخطّ الكوفي المُتقَن، إلّا أنّ أفضل تسمية واصفة له هي الخط الكوفي ذو المثلثات، وظهر هذا الخط على الكتابات التي زُيِّنت بها المنسوجات العربية، والإسلامية.
  • الخط الكوفي المُورق: يعتبر الخط الكوفي المُورق امتداداً، وتطوّراً للخط الكوفي ذي المثلثات، وهو النوع الذي يضيف إلى أطراف الحروف سيقاناً نباتية، مزخرفة، ودقيقة تعطي للحروف صفةً جمالية، واستُخدِم في أرجاء العالم الإسلامي آنذاك.
  • الخط الكوفي المزهر: هو أحدُ الخطوط التي ازدهرت في العصر العباسي، ويُعتبر هذا النوع من الخطوط بحسب آراء الخبراء، والمختصين أحدَ الخطوط المُبتكَرة، والمضافة للحضارة العربية، والإسلامية، ويتمثل الخطُّ المزهر بتعوير الورقة النباتية المستخدمة في الخط المورق إلى ورقتين ذواتي شحمات يحتضنها الغُصن النباتي، وتمتدّ من نهايات، وهامات الحروف إلى مكان أبعدَ من اتصاله بالحرف، حيثُ كثُر استخدامُ الأوراق، والأزهار، وعُرفت بعملية تزهير الحروف.
  • الخط الكوفي المضفور: يتميّز الخطُّ الكوفي المضفور عن غيره بترابط حروفه مع بعضها البعض مُشكّلة زخرفة فنية، وبدأ هذا النوع بسيطاً، ثمّ تدرّج نحو الترابط، والتشابك بين حروفه.
  • الخط الكوفي المربّع: يتميّز الخطُّ الكوفي المربع بالتدوير، والتربيع، والصفة الهندسية ظاهرة فيه من خلال مرونته، واستقامة زوايا الحروف، ويعود استخدامه إلى الزخرفة بالطابوق، وهو وضع الطابوق في أوضاع أفقية ورأسية، بحيثُ تتشكّل منها أشكال هندسيّة، وشاع استخدامُ الخط الكوفي المربع في العصر العباسي في تزيين الأبنية، والعمارات.
  • الخط الكوفي الصّوري: سُميّ بهذه التسمية بسبب تصويره للأشياء التي يُقصَد التعبيرُ عنها، وذلك في مراحله الأولى.

خصائص الخط الكوفي

في ما يلي خصائصُ، وسمات الخط الكوفي:[6]

  • اعتبار الخطّ الكوفي واحداً من الخطوط العربية السبعة الرئيسية، وهي الخطّ المحقق، والخط الريحاني، والثلث، والنسخ، والرّقاع، والإجازة، والكوفي.
  • الخطّ الكوفي بأنواعه هو خطّ هندسي، أو ذو طابَع هندسي، إضافةً إلى أنّه خطّ زخرفي، وهذا ما يُميّزه عن غيره من الخطوط العربية الأخرى.
  • الخط الكوفي ذو طابع مرن، فمن الممكن أن يُطوَّر عليه، وتُبتكَرُ أشكال، وأنواع أخرى منه.
  • الخط الكوفي له عدّة أنواع كما ذكرنا، وينفردُ كلّ نوع بشكله، ومظهره الخاصّ، بالرغم من تشابههم في القاعدة العامّة للخطّ الكوفي.
  • كتابة الخط الكوفي تتطلّب استخدامَ المسطرة، والأدوات الهندسية.
  • الخط الكوفي يأخذُ وقتاً طويلاً في التصميم، والتحبير، مقارنة مع الخطوط العربية الأخرى.
  • تمكّن أيّ شخص لديه المعارف الأساسية في الهندسة أن يتعلّمَ الخطَّ الكوفي.
  • وجوب أن يُصمَّم الخطُّ الكوفي بالمسطرة، وقلم الرصاص أولاً، فهو لا يُكتب بالقلم بشكل مباشر.

المراجع

  1. ↑ عطية عبود، أثر استخدام التقويم التكويني في تدريس مادة الخط العربي، العراق: الجامعة المستنصرية ، صفحة 4. بتصرّف.
  2. ↑ ابراهيم أبو عيشة (2017)، أثر وحدة مقترحة قائمة على الفصول المنعكسة في تنمية مهارات الخط العربي لدى طلاب الصف الحادي عشر في غزة، فلسطين-غزة: الجامعة الإسلامية-كلية التربية ، صفحة 37،38. بتصرّف.
  3. ↑ تايدي محمد (2015-2016)، القيم الفنية للخط الكوفي بين القاعدة والتطبيق، الجزائر: جامعة ابي بكر بلقايد-كلية الآداب قسم الفنون، صفحة 12. بتصرّف.
  4. ↑ تايدي محمد (2015-2016)، القيم القنية للخط الكوفي بين القاعدة والتطبيق، الجزائر: جامعة ابي بكر بلقايد-كلية الآداب قسم الفنون، صفحة 9-10. بتصرّف.
  5. ↑ نور عبد الحسين (2017)، الخط الكوفي نشأته وتطوره، العراق: جامعة القادسية-كلية الآداب قسم الآثار، صفحة 9-16. بتصرّف.
  6. ↑ تايدي محمد (2015-2016)، القيم الفنية للخط الكوفي بين القاعدة والتطبيق، الجزائر: جامعة ابي بكر بلقايد-كلية الآداب قسم الفنون، صفحة 23-25. بتصرّف.