-

بحث عن الشاعر معروف الرصافي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

معروف الرصافيّ

الرصافيّ شاعرٌ وأكاديميّ كبير، عراقيّ الأصل، تنقّل في حياته بين بعض الدول العربيّة، وشغل الكثير من المناصب التعليميّة المختلفة، وله الكثير من المؤلّفات والآثار الشعريّة التي تميزّت برصانة الأسلوب، ومتانة اللّغة، وسنقف في هذا المقال على حياته من حيثُ ميلاده ونشأته، وحياته ومسيرته الشعريّة، وعلى وفاته.

المولد والنشأة

وُلد معروف الرصافيّ ونشأ في بغداد عام ألفٍ وثمانمئة وخمسة وسبعين، واسمه الكامل هو معروف بن عبد الغنيّ بن محمود الجباري، أبوه كرديّ النسب، وأمه تركمانيّة، وأكمل دراسته في الكتاتيب، وانتقل للدراسة في المدارس الدينيّة في بغداد، ودرس على يد مجموعة من شيوخها المرموقين كالشيخ قاسم القيسيّ، والشيخ عباس حلمي القصاب، ثم اتّصل بالشيخ العلاّمة محمود شكري الألوسيّ ورافقه اثنتي عشرة سنة، وهو من أطلق عليه معروف الرصافيّ ليكون مقابلاً لمعروف الكرخيّ في الصلاح، والشهرة، والسمعة الحسنة.

عُيّن معروف معلماً في مدرسة الراشديّة شمال الأعظميّة، ثم عُيّن مدرّساً للأدب العربيّ في الإعداديّة في بغداد، وبقي فيها حتى إعلان الدستور عام ألفٍ وتسعمئة وثمانية، ثمّ سافر إلى إسطنبول فلم يحظَ هناك بالرّعاية، وعاد إلى بغداد سنة ألفٍ وتسعمئة وإحدى وعشرين بعد تنقّلٍ بين عدة مناطق منها القدس، إلى جانب تنصّبه الكثير من الأعمال كمدرس في العديد من المدارس والجامعات.

حياة الرصافي

لقد استأثرت حياة الشاعر الرصافيّ باهتمام الدارسين، والباحثين، حيثُ إنّهم لم يتركوا شيئاً متعلّقاً به إلاّ درسوه، ذلك بسبب الحياة الطويلة الحافلة التي عاشها دون تقيّد، مُتناسياً الكثير من المحظورات، حيثُ اهتمّ الكاتب والباحث العراقيّ الدكتور يوسف عزّ الدين ببعض أقوال وأحاديث الرصافيّ وحقّقها ونشرها، وذلك في عام ألفين وأربعة في كتابه "الرصافيّ يروي سيرة حياته".

أمّا شعر الرصافيّ، فيتميّز كما ذكرنا سابقاً برصانة الأسلوب، ومتانة اللّغة، وله الكثير من القصائد والمؤلّفات الشعريّة، وجاءت الكثير من قصائده حول العروبة والوحدة بين الشعوب العربيّة، حتى لُقّب بشاعر القوميّة العربيّة، كما دعا إلى تحرّر المرأة من العبوديّة والظلم الذي يحلّق بها في المجتمعات العربيّة.

وفاة الرصافي

تُوفّي معروف الرصافيّ ليلة الجمعة من ربيع الثاني في داره في مكان سكنه، في منطقة محلة السفينة في الأعظميّة من سنة ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسٍ وأربعين، وقد شُيّع بموكبٍ يليق بتلك الشحصيّة الشاعرة الفذّة، حيثُ ضمّت جمعاً غفيراً من الأدباء، والشعراء، ورجال الدين، والصّحافة، وصلّى عليه الشيخ حمدي الأعظميّ، ودُفن في مقبرة الخيزران، وقد قيل في الكثير من المرثيّات والقصائد.