أعراض مرض التوحد وعلاجه
مرض التوحد
يُعبّر مصطلح التوّحد، أو اضطراب طيف التوحّد (بالإنجليزية:Autism spectrum disorder) عن عددٍ من الاضطرابات العقليّة الناتجة عن وجود مشكلة في تطوّر الدماغ، ممّا يؤثر في قدرة الشخص على الاندماج في المجتمع والتفاعل معه، وضعف القدرة على التواصل مع الآخرين، وأثبتت بعض الدراسات أنّ ما يُقدّر بطفل واحد من بين كل 59 طفل يعاني من مرض التوحّد، كما أنّ نسبة الأطفال الذكور الذين يعانون من المرض تصل إلى أربعة أضعاف نسبة الإناث، وفي الحقيقة تبدأ أعراض الإصابة بمرض التوحّد بالظهور منذ مرحلة الطفولة المبكّرة، وترافق الشخص بقيّة حياته ممّا يؤثر في قدرته على التواصل الاجتماعيّ في المدرسة وفي العمل، وعلى الرغم من عدم وجود علاج فعّال لهذه المشكلة إلى الآن، إلّا أنّ الحصول على رعاية صحيّة مكثّفة في المراحل الأولى من المرض يساهم في السيطرة عليه بشكلٍ كبير.[1][2]
أعراض مرض التوحد
كما ذكرنا سابقاً، غالباً ما تظهر أعراض الإصابة بمرض التوحّد خلال السنة الأول من عُمر الطفل، ولكن في بعض الحالات القليلة قد تظهر في الفترة بين الشهر 18-24،[1] وتجدر الإشارة إلى أنّ ما يقارب 10% من الأشخاص المصابين بمرض التوحّد تظهر عليهم أعراض وعلامات الإصابة بما يُعرَف بمتلازمة الموهوب (بالإنجليزية: Savant syndrome)، والمتمثّلة بامتلاك الشخص بعضَ المهارات المتقدّمة في بعض المجالات مثل العزف بمهارة على آلة موسيقية، وإجراء العمليّات الحسابيّة المعقّدة بسرعة، والقدرة على الحفظ والتذكّر بشكلٍ كبير، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض والعلامات التي قد تظهر على الشخص المصاب بمرض التوحّد:[3][4]
- صعوبة فهم واستخدام الكلمات، أو إجراء محادثة مع شخص آخر.
- عدم القدرة على فهم واستخدام الإيماءات، أو اتّباع الإرشادات.
- اتّباع طريقة غريبة بالكلام.
- تجنّب التواصل البصريّ المباشر مع الآخرين.
- عدم استجابة المصاب عند نداء الأشخاص باسمه.
- تأخر القدرة على الكلام.
- تكرار بعض الكلمات التي يسمعها المصاب خلال فترة سابقة، ويُطلق على هذه الحالة مصطلح اللفظ الصدويّ (بالإنجليزية: Echolalia).
- تعبير المصاب عن رغبته بشيء معيّن بنوبات غضب بدلاً من طلبه من أحد.
- القيام ببعض السلوكيّات المتكرّرة وغير الطبيعيّة.
- عدم اللعب مع الأطفال الآخرين، أو مشاركة الألعاب معهم.
- عدم القدرة على فهم مشاعر الآخرين.
- صعوبة تشكيل صداقات جديدة، أو المحافظة على الصداقات القديمة.
- الاهتمام بموضوع محدّد بشكلٍ مبالغ.
- ترتيب بعض الأشياء أو الألعاب بشكلٍ دقيق جداً.
- الشعور بالغضب والحزن عند تغيير الروتين.
- الانزعاج من بعض الأصوات المحدّدة.
- صعوبة تغيير ممارسة نشاط ما إلى آخر.
- الرغبة في تناول أنواع قليلة ومحدّدة من الطعام.
- المعاناة من بعض المشاكل الحركيّة، مثل القدرة على الكتابة، أو الركض
علاج مرض التوحد
كما ذكرنا سابقاً، لا يوجد علاج محدّد يمكن اتّباعه للتخلّص من مرض التوحّد بسبب الاختلاف الكبير في الأعراض المصاحبة لهذا المرض من شخص لآخر، وبشكلٍ عام يهدف العلاج إلى التخفيف من الأعراض المصاحبة للمرض، وزيادة قدرة الشخص المصاب على التفاعل الاجتماعيّ، والتخلّص من بعض المشاكل المصاحبة للمرض، مثل اضطرابات النوم، والاكتئاب، واضطراب الوسواس القهريّ (بالإنجليزية: Obsessive-compulsive disorder)، ومن الطرق العلاجيّة المتّبعة نذكر ما يأتي:[3][5]
- العلاج الاجتماعيّ: ويتمّ في هذا النوع من العلاج التركيز على إكساب الشخص المصاب بعض مهارات التواصل الاجتماعيّ، وتحسين مهارات اللغة، بالإضافة إلى تعلّم بعض المهارات الأخرى.
- العلاج التعليميّ: ويتضمّن هذا النوع من العلاج إعطاء الطفل المصاب بعض الدروس التعليميّة المكثّفة للمساعدة على تحسين سلوك الطفل، وقدرته على التفاعل الاجتماعيّ، والتواصل مع الآخرين، ويمكن البدء بهذا النوع من العلاج قبل دخول الطفل إلى المدرسة.
- تحليل السلوك التطبيقيّ: ويعتمد هذا النوع من العلاج على تحليل سلوك الشخص المصاب، وتأثير البيئة المحيطة فيه، ثمّ يركز المعالج على محاولة التخلّص من السلوكيّات غير المرغوبة، وتعزيز السلوكيّات المرغوبة لدى الشخص المصاب، ويساعد هذا النوع من العلاج على تحسين الذاكرة، والقدرة على التواصل، والتركيز، وزيادة التحصيل العلميّ لدى الشخص المصاب.
- علاج النطق: ويتضمّن هذا النوع من العلاج تعليم الشخص المصاب كيفية الإجابة على الأسئلة، وتفسير لغة الجسد، وفهم المشاعر بناءً على تعابير الوجه، بالإضافة إلى محاولة تعليم الشخص المصاب كيفيّة توضيح الكلام واستخدام نبرة الصوت المناسبة عند الكلام.
- علاج الاستجابة المحوريّة: (بالإنجليزية: Pivotal response treatment)؛ ويعتمد هذا العلاج على التعليم عن طريق اللعب، لزيادة تحفيز الطفل، فمثلاً قد يُطلب من الطفل أن يسأل بلطف أو بطريقة مناسبة في حال الرغبة باستخدام لعبة محدّدة، ومن ثمّ إعطاؤه اللعبة التي يريدها، وذلك يعزّز قدرته على التفاعل الاجتماعيّ.
- إرشادات الأهل: بالإضافة إلى العلاجات المختلفة التي تركّز على الشخص أو الطفل المصاب، يجدر بالأهل والأشخاص المحيطين به تعلّم بعض المهارات التي تنمّي قدرته على التفاعل الاجتماعيّ، وتطوّر ممارسته لبعض المهارات الحياتيّة.
- العلاج الوظيفيّ: ويساعد هذا النوع من العلاج على تطوير بعض المهارات الحياتيّة لدى الشخص المصاب، والقدرة على الاعتماد على نفسه، مثل القيام ببعض الحركات الدقيقة، والنظافة الشخصيّة، والقدرة على ارتداء الملابس دون مساعدة.
- العلاجات الدوائيّة: ويمكن في بعض الحالات وصف أحد أنواع الأدوية التي تساعد على التخفيف من بعض الأعراض المصاحبة لمرض التوحّد، مثل مضادّات الذهان (بالإنجليزية: Antipsychotics) للتخفيف من الاضطرابات السلوكيّة الشديدة، ومضادّات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressant) للتخلّص من مشكلة القلق.
المراجع
- ^ أ ب "Autism spectrum disorder", www.mayoclinic.org,6-1-2018، Retrieved 5-12-2018. Edited.
- ↑ "Autism Spectrum Disorder", www.cdc.gov, Retrieved 5-12-2018. Edited.
- ^ أ ب Rachell Nall, "What to know about autism"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 5-12-2018. Edited.
- ↑ "Autism", www.asha.org, Retrieved 5-12-2018. Edited.
- ↑ "Autism spectrum disorder Diagnosis & treatment", www.mayoclinic.org,6-1-2018، Retrieved 5-12-2018. Edited.