أعراض مرض الجلطة الدماغية
الجلطة الدماغية
تحدث الإصابة بالجلطة الدماغيّة، أو السكتة الدماغيّة (بالإنجليزية: Stroke) نتيجة انقطاع التروية الدمويّة إلى أحد أجزاء الدماغ، ممّا يمنع وصول الدم المُحمّل بالأكسجين إلى خلايا الدم، والذي بدوره يؤدي إلى موت هذه الخلايا، ويُطلق على هذه الحالة مصطلح السكتة الدماغيّة الإقفاريّة (بالإنجليزية: Ischemic stroke)، كما يمكن للجلطة الدماغيّة أن تكون ناجمة عن النزيف في أحد الأوعية الدمويّة في الدماغ، إذ إنّ الضغط الناجم عن نزيف الدم قد يؤدي إلى إحداث ضرر في خلايا الدماغ المجاورة، ويُطلق على هذه الحالة مصطلح السكتة الدماغيّة النزفيّة (بالإنجليزية: Hemorrhagic stroke)، وتجدر الإشارة إلى أنّ الجلطة الدماغيّة تُعدّ من الحالات الصحيّة الطارئة التي تستوجب التدخّل الطبيّ الفوريّ لمنع حدوث المضاعفات الصحيّة، أو الوفاة، وتعتمد الأعراض المصاحبة للإصابة بالجلطة الدماغيّة بشكلٍ عام على المنطقة المتأثرة من الدماغ.[1]
أعراض الجلطة الدماغية
تظهر أعراض الجلطة الدماغيّة بشكلٍ مفاجئ وسريع في معظم الحالات، إلّا أنّ الأعراض قد تظهر بشكلٍ تدريجيّ خلال عدّة ساعات، أو حتى أيّام في بعض الحالات الأخرى، وتجدر الإشارة إلى أنّ الجلطة الدماغيّة فد تؤدي إلى بعض المشاكل الصحيّة، أو الإعاقة الدائمة، ويعتمد ذلك على سرعة تشخيص وعلاج الحالة، كما قد تختلف الأعراض وشدّتها من شخص إلى آخر، وفي ما يلي بيان لبعض هذه الأعراض:[1][2]
- المعاناة من الارتباك، أو التشوّش، والذي قد يكون مصحوباً بصعوبة التحدّث أو فهم كلام الآخرين.
- الإصابة ببعض مشاكل الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما.
- الشعور المفاجئ بالتعب.
- عدم القدرة على تحريك أجزاء محدّدة من الجسم، أو الإصابة بالخدران في الوجه، والساقين، والذراعين، خصوصاً في حال المعاناة من هذه المشكلة في جانب واحد من الجسم.
- المعاناة من صداع شديد ومفاجئ، والذي قد يكون مصحوباً بالتقيؤ واضطراب الوعي.
- اضطراب القدرة على المشي، مثل اضطراب التنسيق بين حركات الجسم، والمعاناة من الدوخة.
- المعاناة من مشاكل في التنفّس.
- اضطراب القدرة على التحكّم في التبوّل أو التغوّط.
- الشعور بألم في اليدين والقدمين، ويزداد سوءاً عند الحركة والتغيّر في درجات الحرارة.
- الإصابة بالاكتئاب.
تجدر الإشارة إلى وجود عدد من العلامات التي قد تساعد على اكتشاف الإصابة بالجلطة الدماغيّة، وبالتالي ضرورة طلب المساعدة الطبيّة في وقت أسرع، مثل تدلي أحد جوانب الوجه عند الابتسامة، وتدليّ أحد الذراعين عند رفعهما معاً، وعدم قدرة الشخص على ترديد جملة معيّنة، أو التحدّث بشكلٍ غريب.[2]
مضاعفات الجلطة الدماغية
قد يصاحب الإصابة بالجلطة الدماغيّة ظهور عدد من المضاعفات الصحيّة المؤقتة أو الدائمة، نذكر منها الآتي:[3]
- الألم: قد يعاني بعض الأشخاص ممّا يُعرف بمتلازمة الألم المركزيّة (بالإنجليزية: Central pain syndrome) بعد عدّة أسابيع من حدوث الجلطة الدماغيّة، والمتمثلة بزيادة الحساسيّة للتغيّرات الجويّة خصوصاً الأجواء شديدة البرودة، وقد تتحسّن الأعراض المصاحبة لهذه الحالة مع الزمن، كما قد يعاني الشخص المصاب من ألم، وخدران في أحد أجزاء الجسم التي يتمّ التحكّم بها من قبل الجزء المتأثر بالجلطة الدماغيّة في الدماغ.
- الشلل: قد يفقد الشخص المصاب القدرة على التحكّم بجزء معيّن من الجسم نتيجة الإصابة بالجلطة الدماغيّة، وقد يستعيد الشخص قدرته على التحكّم بهذا الجزء من الجسم من خلال الخضوع للعلاج الفيزيائيّ.
- صعوبة البلع أو الكلام: قد تؤثر الجلطة الدماغيّة في القدرة على التحكّم في عضلات الحلق، ممّا يؤدي ذلك إلى صعوبة القدرة على التحدث أو البلع، كما قد تكون هذه الحالة مصحوبة بعدد من الاضطرابات الأخرى، مثل صعوبة الكتابة والقراءة.
- الاضطرابات العاطفيّة: قد يعاني بعض الأشخاص من عدم القدرة على التحكّم بالمشاعر، أو الإصابة ببعض الاضطرابات العاطفيّة مثل الشعور بالاكتئاب، نتيجة الإصابة بالجلطة الدماغيّة.
- اضطرابات الذاكرة والتفكير: يعاني العديد من الأشخاص من اضطرابات الذاكرة، وصعوبة التفكير، واستيعاب المفاهيم وبعض الحجج المنطقيّة بعد التعرّض للجلطة الدماغيّة.
علاج الجلطة الدماغية
يعتمد علاج الجلطة الدماغيّة على نوع الجلطة التي يعاني منها الشخص المصاب، ومن الطرق العلاجيّة المتّبعة نذكر الآتي.[4]
السكتة الدماغية الإقفارية
يمكن اللجوء إلى عدد من الطرق العلاجيّة المختلفة لعلاج السكتة الدماغيّة الإقفاريّة، وفي ما يلي بيان لبعض منها:[4]
- مضادّات التخثّر: تُعدّ الأدوية المضادّة للتخثّر (بالإنجليزية: Anticoagulants)، أو الأدوية المضادّة لتكدّس الصفائح الدمويّة (بالإنجليزية: Antiplatelet)، إحدى الطرق العلاجيّة المهمّة لمنع حدوث ضرر في أنسجة الدماغ.
- الأدوية الحالّة للخثرة الدمويّة: تعمل الأدوية الحالّة للخثرة الدمويّة (بالإنجليزية: Thrombolytic drugs) على تفتيت أو حلّ الخثرة الدمويّة ممّا يساعد على إعادة تدفّق الدم إلى الدماغ، وإيقاف الضرر الحاصل على الأنسجة.
- استئصال الخثرة: يمكن استئصال الخثرة الدمويّة من خلال إدخال قسطرة خاصّة عبر أحد الأوعية الدمويّة الكبيرة في الرأس وصولاً إلى الخثرة الدمويّة، حيثُ تتمّ إزالتها لاستعادة التدفّق الطبيعيّ للدم.
- الجراحة: في حال عدم نجاح الطرق الأخرى في التخلّص من الخثرة الدمويّة، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء عمل جراحيّ لإزالة الخثرة.
السكتة الدماغية النزفية
يحتاج هذا النوع من الجلطة الدماغيّة إلى طرق علاجيّة أخرى، نذكر منها ما يأتي:[4]
- الأدوية: يتمّ التركيز على وصف أدوية تعمل على زيادة تخثّر الدم لإيقاف النزيف، كما قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تُخفّض ضغط الدم، لتقليل خطر التعرّض للنوبات العصبيّة، ومنع انقباض الأوعية الدمويّة.
- الربط: يقوم الطبيب في هذه الحالة بإدخال أنبوب طويل وصولاً إلى منطقة النزيف، واستخدام جهاز يربط الشريان الضعيف لإيقاف النزيف.
- الجراحة: في حال كان النزيف ناجماً عن تمزّق أحد الأوعية الدمويّة المتمدّدة ضمن الحالة المعروفة بأم الدم (بالإنجليزية: Aneurysm)، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء عمل جراحيّ لاستئصال التمدّد في الأوعية الدمويّة لإيقاف النزيف.
المراجع
- ^ أ ب "Stroke", www.nhlbi.nih.gov, Retrieved 14-12-2018. Edited.
- ^ أ ب James McIntosh (23-11-2017), "Everything you need to know about stroke"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14-12-2018. Edited.
- ↑ "Stroke Symptoms & causes", www.mayoclinic.org, Retrieved 26-10-2018. Edited.
- ^ أ ب ت Kimberly Holland, "Everything You Need to Know About Stroke"، www.healthline.com, Retrieved 14-12-2018. Edited.