-

صفات خديجة زوجة الرسول

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

خديجة بنت خويلد

هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ، تلتقي مع الرسول عليه الصلاة والسلام في الجدّ الخامس قصيّ بن كلاب، كانت من الذؤابة في قريش من حيث النسب والشرف والبيت، قال عنها ابن هشام أنّها كانت من أوسط نساء قريش من حيث النسب، وأعظمهن شرفاً، وأكثرهن مالاً، تزوّجت مرتين قبل زواجها من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فتزوجت من عتيق بن عابد بن عبد الله، وأنجبت منه عبد الله وهند، وبعد وفاة عتيق تزوجت من أبي هالة بن النباش بن زرارة التميمي، وولدت منه فتيان؛ هند وهالة، وأسلما وصحبا النبي عليه الصلاة والسلام، وبعد وفاة زوجها أبي هالة خطبها العديد من رجال قريش وأشرافها، إلا أنها أولت تجارتها وأموالها الأهميّة الكبيرة، فكانت تستأجر الرجال في تنمية أموالها والتجارة بها، وكان من بين الرجال الذين استعانت بهم على التجارة محمد عليه الصلاة والسلام بعد أن سمعت بصدقه وأمانته، وكان ذلك سبباً في تعرّف خديجة على الرسول والزواج منه.[1]

صفات خديجة زوجة الرسول

تخلّقت واتّصفت وتحلّت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها بالعديد من الأخلاق الفاضلة الكريمة، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:[2]

  • كانت العفّة والطهارة من أبرز الصفات والأخلاق التي تميزت بها خديجة رضي الله عنها، رغم أنّ البيئة والمجتمع المحيط بها كان ملئياً غزيراً بالفواحش والمنكرات، فكانت البغايا من النساء يضعن العلامات الحمراء التي تدلّ على مكانهنّ، إلّا أنّ خديجة رغم ما أحاط بها لقّبت بالطاهرة.
  • عُرفت خديجة رضي الله عنها بالحكمة والعقلانية؛ حيث إنّها وُصفت بالحزم والتعقّل في العديد من المصادر التي تحدّثت عنها، ومن المواقف التي تدل على ذلك استعانتها بمحمد صلى الله عليه وسلم في أمور التجارة لمّا عرفت عنه من الصدق والأمانة، ثم تجلّت حكمتها في الزواج والارتباط به، عندما عُرض عليه الزواج منها بأسلوبٍ لا يُنقِص من قيمتها وكرامتها، ثمّ تجلّت حكمتها أيضاً في استقبالها للوحي الذي أُرسل إلى محمد عليه الصلاة والسلام، فلم تسند أمر الوحي إلى الخزعبلات والأوهام، وذهبت به إلى ورقة بن نوفل، وطمأنته بأن الله تعالى لن يخزيه أبداً.
  • تميّزت السيدة خديجة بنت خويلد بنصرتها للرسول عليه الصلاة والسلام، وتقديمها الغالي والنفيس في سبيل ذلك، فكانت أوّل من آمن وصدّق الرسول، كما أنّها نصرته في أصعب المواقف والظروف والأحوال، ثمّ عاشت مع الرسول في حياة الجهاد، والكفاح، والدعوة، والمجاهدة، والحصار، فخرجت مع الرسول عليه الصلاة والسلام مع بني هاشم وبني عبد المطلب إلى شعاب مكة عندما فُرض عليهم الحصار، واستمرّ ثلاث سنوات، رغم كبر سنّها.
  • فضّل الله تعالى السيدة خديجة بنت خويلد بالعديد من الفضائل التي تميزها عن غيرها، فهي من خير نساء الجنّة، أي أنّها ذاتُ مكانةٍ رفيعة، ومنزلةٍ مميزة؛ حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (حَسْبُكَ مِن نساءِ العالَمينَ مريمُ بنتُ عِمرانَ وخديجةُ بنتُ خُوَيلدٍ وفاطمةُ بنتُ مُحمَّدٍ وآسيةُ امرأةُ فِرعونَ)،[3] كما أنّ الله تعالى أرسل لها السلام من سبع سماوات، وبشّرها ببيتٍ في الجنة من القصب، ودليل ذلك ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (أتى جبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، هذه خديجةُ قد أَتَتْ، معها إناءٌ فيه إِدامٌ أو طعامٌ أو شرابٌ، فإذا هي أَتَتْكَ فاقَرِأْ عليها السلامَ مِن ربِّها ومنِّي، وبِشِّرْهَا ببيتٍ في الجنةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبٌ فيه ولا نصبٌ)،[4] ولذلك فقد كان لخديجة حبٌّ خاصٌّ من الرسول عليه الصلاة والسلام.

أمهات المؤمنين

يجب على كل مسلم الإيمان بأنّ أمهات المؤمنين زوجات النبي عليه الصلاة والسلام في الآخرة، والواجب على المسلمين احترامهنّ، وتوقيرهنّ، وإكرامهنّ، وإعظامهنّ، وذلك من المقرّر في عقيدة أهل السنة والجماعة؛ حيث قال الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)،[5] وفي ذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وقد أجمع المسلمون على تحريم نكاحهن بعد موته صلى الله عليه وسلم وعلى وجوب احترامهن، فهنّ أمّهات المؤمنين في الحرمة، والتحريم، ولسن أمّهات المؤمنين في المحرميّة)، ومن الواجب على المسلمين الدفاع وذبّ الأذى عنهنّ، والاعتفاد بأنهنّ أفضل الزوجات؛ لأنهنّ زوجات النبي محمد عليه الصلاة والسلام، واخترن الصبر على الحياة معه وعلى ضيق الحال على ما في الحياة الدنيا وما فيها من الزينة والمتاع، وفضّلن الله والرسول والحياة الآخرة على الحياة الدنيا وخيرها وحسنها، حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا*وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّـهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا)،[6] كما أنّ أجرهنّ مضاعفٌ مقابل تقوى الله المحقّقة في قلوبهن؛ حيث قال الله تعالى: (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا)،[7] وقال الزمخشري مفسّراً الآية السابقة: (وليس لأحدٍ من النساء مثلُ فضلِ نساءِ النبي صلى الله عليه وسلم، ولا على أحد منهنّ مثل ما لله عليهنّ من النعمة، والجزاء يتبع الفعل، وإنّما ضوعف أجرهنّ لطلبهنّ رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق، وطيب المعاشرة، والقناعة، وتوفرهنّ على عبادة الله، والتقوى).[8]

المراجع

  1. ↑ "أم المؤمنين خديجة بنت خويلد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2018. بتصرّف.
  2. ↑ "السيدة خديجة"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2018. بتصرّف.
  3. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 7003، أخرجه في صحيحه.
  4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3820، صحيح.
  5. ↑ سورة الأحزاب، آية: 6.
  6. ↑ سورة الأحزاب، آية: 28-29.
  7. ↑ سورة الأحزاب، آية: 31.
  8. ↑ "فضائل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2018. بتصرّف.