مفهوم العولمة الثقافية
أوجه العولمة
تختلفُ الرؤى حول الأوجه المُتعدّدة للعولمة، إلّا أنّها بوجهها العام تتفرّع إلى العديد من الأنواع التي تختلف تبعاً لاختلاف الميدان الذي أحدثت تغييراً معيناً فيه، فهناك العولمة الاقتصادية التي تُعدُّ الأكبر من حيث التأثير على البشر، والتي أنتجت أنماطاً جديدة للاقتصاد، وساهمت في اتّساع حجم الأسواق، وزيادة التّنافس بين الدُّول والمُنظّمات، ورفع مستوى التجارة العالميّة، وزيادة حجمها، وهناك العولمة الثقافيّة التي سنتحدث عنها في هذا المقال.
مفهوم العولمة الثقافية
هي واحدة من الاتجاهات التي انبثقت عن حركة العولمة، حيث طرحت جُملة من المفاهيم الحديثة، والتي بدورها أحدثت ثورة فكريّة وثقافيّة جديدة، ونتج عنها أنماط جديدة في التفكير، حيث أطلقت العنان للمواهب والإبداع والابتكار، وقضت على السُبل التقليديّة للتفكير، علماً أنّ لها جانب اجتماعيّ، كونها ألغت الحواجز بين الدول، وأدّت إلى نوع من التفاعل الحضاري بين البلدان المختلفة، والتي نتج عنها تغييراً واضحاً وجذرياً في أنماط التعاملات الإنسانية.
تهدف بصورة مباشرة إلى نقل الأفكار والقيم والعادات والثقافات المختلفة الخاصة بكل دولة من الدول إلى جميع أنحاء العالم، بهدف تعزيز العلاقات بين هذه الدول، وذلك عن طريق تبادل السلع والبضائع، وفتح المطاعم الخاصّة بالأكل الشعبيّ والعصريّ في بلدان خارج البلد الأصليّ لهذه المأكولات، ومن أبرز أوجه العولمة الثقافيّة انتشار المطاعم العالمية بعدد لا محدود من الفروع حول العالم، وانتشار المحال التجاريّة العالميّة.
أهداف العولمة الثقافية
تهدف العولمة بشكل رئيسي إلى تقديم خدمات معينة للبشرية، وذلك عن طريق تغيير المستوى المعيشيّ من وضع إلى وضع أفضل منه أو من واقع إلى واقع أكثر مرونة ويسر ورفاهيّة، من خلال القضاء على الحواجز الثقافية، وجعل العالم مزيجاً متداخلاً يعيش مع بعضه البعض، عن طريق طرح العديد من التقنيات وأنماط التفكير الحديثة التي جعلت الحياة أبسط، وقلّلت من الجهود المبذولة في كافّة الميادين، واختصرت المسافات، وعملت على تلاشي الحدود المكانية الفاصلة بين الناس، وقرّبت البلدان من بعضها البعض من حيث القدرة على الاتّصال والتواصل، ومن القدرة على تبادل البيانات والمعلومات وإنجاز الأعمال المختلفة بأقصر جهد ممكن وأقل وقت ممكن.
يجدر الإشارة إلى أنّ هناك جانب مظلم للعولمة الثقافية، يتمثّل في التعدي على الهويات الثقافية للبلدان، والتأثير بشكلٍ سلبيّ على عاداتها وموروثاتها الاجتماعية، وعلى الجانب اللغوي فيها، كما استغلت بعض الدول الكبرى هذا الجانب في السيطرة على الدول والأقاليم واستنزاف خيراتها وثرواتها.
مظاهر العولمة الثقافية
- حرية التعبير عن الأراء ووجهات النظر.
- الثورة الإعلامية التي رافقها الاستخدام اللامحدود لشبكة الإنترنت.
- انتشار أساليب الحياة الغربيّة في مناطق مختلفة حول العالم وتقليدها إلى حدّ كبير.
- التركيز على ثقافة الأسواق الواسعة.
- الاهتمام بجانب حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة وكذلك الطفل.