-

مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

المساواة بين الرجل والمرأة

يرفع كثيرٌ من النّاس شعار المساواة بين الرّجل والمرأة كمطلبٍ يحقّق العدالة بين الجنسين، ولا شكّ أنّ كثيراً من تلك الشّعارات هي شعارات جوفاء أو تخفي وراءها غاياتٍ سيئة تستهدف النّيل من استقرار المجتمعات بإحداث الخلافات بين الجنسين ضمن العائلة والأسرة الواحدة، وتشجيع النّساء على التّمرد على تقاليد مجتمعهنّ وتعاليم دينهنّ الحنيف، وعلى الرّغم من أنّ شعار المساواة بين الرّجل والمرأة يبدو جميلًا في ظاهره، إلاّ أنّ هذا المفهوم ينبغي أن يتمّ تحديده بشكلٍ واضح حتّى يتبيّن النّاس ما يراد منه على وجه التّحديد، فما هو مفهوم المساواة بين الرّجل والمرأة ؟ وهل يمكن تطبيق هذا المفهوم في جميع مناحي الحياة ؟.

مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة

يرغب كثيرٌ ممّن يتبنّون شعار المساواة بين الرّجل والمرأة أن يحصل كلا الجنسين على نفس الفرص في الحياة، وأن يتم التّعامل مع كليهما على قدم المساواة وبعيدًا عن التّمييز سواء كان ذلك في العمل أو تولّي المناصب أو الحياة العامة عموماً، وكذلك الحصول على نفس الحقوق وأداء نفس الواجبات.

مطالب رافعي شعار المساواة بين الرّجل والمرأة

إنّ الإيمان بمفهوم المساواة بين الرّجل والمرأة في جميع الأمور قد أدّى بأصحاب هذا الفكر إلى تبنّي مطالبات تخالف أعراف المجتمع وتقاليده، وتخالف تعاليم الأديان السّماويّة ومن هذه المطالب:

  • المطالب التي تدعو إلى تحرير المرأة بحيث تخرج من بيتها كما يخرج الرّجل بدون حجاب ساتر لمفاتن جسدها، وكذلك إعطائها الحرّية في الاختلاط بالرّجال الأجانب والعمل في أيّ مكان بدون ضوابط شرعيّة أو أخلاقيّة.
  • مساواة المرأة مع الرّجل في بعض الأحكام الشّرعيّة ومنها الآراء الشّاذة في جواز إمامة المرأة للمأمومين في الصّلاة .
  • تولّي المرأة وظائف وقيامها بمهام لا تتناسب مع طبيعتها وقد تؤدّي إلى إهدار كرامتها مثل الأعمال التي تتطلّب قوّة بدنيّة واحتمال.

الشّريعة الإسلاميّة والمساواة بين الرّجل والمرأة

أكّدت الشّريعة الإسلاميّة على دور المرأة وأعلت من شأنها، كما ردّت إليها جميع الحقوق التي نزعت منها أيّام الجاهليّة، وقد ساوت الشّريعة الإسلاميّة بين الرّجل والمرأة في كثيرٍ من الأمور، فالتّكاليف الشّرعيّة وما افترضه الله على المسلمين من صلاةٍ وصيامٍ تنطبق على كلّ من الرّجل والمرأة، وكذلك الحقوق المدنية التي تثبت للإنسان من حقّ في التّملك وحقّ في التّعبير عن الرّأي وغير ذلك، ولكن الشّريعة الإسلاميّة أكّدت على اختلاف المرأة عن الرجل في الأمور التي يكون سبب الاختلاف فيها جبلّة المرأة وبنيتها النّفسيّة والجسديّة، فالمرأة لا تعمل في مهّام شاقّة يعمل فيها الرّجل، ولم تكلفها الشريعة بمهمة النّفقة على البيت فتسعى لأجل ذلك في تحصيل العمل كما يفعل الرّجل، وإن كانت الشريعة لا تمنع عمل المرأة وفق ضوابط معيّنة، ولم تكلّف بالقتال والجهاد في سبيل الله، وبالتّالي لا يعني اختلاف الرّجل عن المرأة في بعض الأمور وجود الظّلم وعدم المساواة بل هو فهم حقيقيّ لطبيعة الحياة الإنسانيّة وخصائص وميّزات كل من الذّكر والأنثى فيها.