-

مفهوم الاحتباس الحراري

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الاحتباس الحراري

يُعرّف الاحتباس الحراري (بالإنجليزيّة: Global warming) بأنه ارتفاع لمتوسط حرارة الهواء المحيط بالأرض والمحيطات، والذي يَنجُم عن انحسار الغازات طويلة الأمد في الغلاف الجوي مما يؤدي إلى منع انبعاث الحرارة إلى الفضاء،[1] إذ يُعود سبب الاحتباس الحراري إلى حرق الوقود الأحفوري النّاجم عن الأنشطة البشريّة، والذي يُطلق غازات تعمل على حبس الحرارة ومنع تسرُبها نحو الفضاء الخارجي، وتَشمل هذه الغازات ثاني أكسيد الكربون، ومركبات الكلوروفلوروكربون، وبُخار الماء، والميثان، وأكسيد النيتروز.[2]

شَهِدت الكرة الأرضية تغيرات عديدة في درجة الحرارة، و تم إجراء العديد من الأبحاث التي تَدرُس مخاطر التَّغيُر المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية من قِبل اللجنة الحكومية الدولية المَعنية بتغيُر المناخ (بالإنجليزيّة: IPCC)، والتي تَشكلت في عام 1988م من قِبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (بالإنجليزيّة: WMO) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (بالإنجليزيّة: UNEP)، وفي عام 2013م أشارت الأبحاث الصادرة عن اللجنة الحكومية الدولية المَعنية بتغير المناخ IPCC إلى زيادة متوسط درجة الحرارة بحوالي 0.9 درجة مئوية على سطح الأرض، وذلك ما بين الفترة 1880م و2012م، ومن الجدير بالذكر أنه منذ مُنتصف القرن العشرين قام علماء المُناخ بدراسة كافة حالات الطّقس، والظواهر المُختلفة بما في ذلك درجة الحرارة، والأمطار، والعواصف، والتّيارات البحرية، والتركيب الكيميائي للغلاف الجوي، وقد استنتجوا أن المناخ في كوكب الأرض مُتغير، حيث يتغير كل فترة زمنية معينة.[3]

كيفية حدوث الاحتباس الحراري

يَنجُم التزايُد في ارتفاع درجات الحرارة عن الأنشطة البشرية كحرق الوقود الأحفوري في مجال الصناعة، والنقل، والاستخدامات السَّكنية، التي تؤدي إلى انبعاث غازات الدفيئة، وازدياد نسبتها في الغلاف الجوي السُّفلي، بحيث تعمل بعض غازات الدفيئة وخاصة بُخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز على امتصاص بعض الأشعة تحت الحمراء (بالإنجليزيّة: IR) المُنعكسة من سطح الأرض بعد تسخينه من قِبل أشعة الشمس، حيث إن بعض الأشعة تَنفذ، وتَخرُج إلى الفضاء، أما المُتبقي فينعكس على سطح الأرض مرة أخرى، وذلك يؤدي إلى رفع حرارة سطح الأرض، والهواء المُلامس له، وتُشير الدراسات الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المَعنية بتغير المناخ في عام 2014م إلى تزايُد نسب ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز، في الغلاف الجوي.[3]

يَتصدر غاز ثاني أكسيد الكربون من حيث أهميته في الاستخدامات البشرية في الصناعة، وفي أثره الأكبر في الاحتباس الحراري، ويتوقع زيادة نسبته مُستقبلاً إذ قد تصل إلى 550 جُزءاً في المليون، وذلك يعود إلى سلسلة دراسات متوالية، إذ تُقدر نسبة وجوده في الغلاف الجوي في منتصف القرن الثامن عشر إلى ما يُقارب 280 جزءاً في المليون ppm، وأشارت النسبة في عام 2018م إلى ارتفاعها إلى 406 جزءاً في المليون.[3]

آثار ظاهرة الاحتباس الحراري

هناك عِدّة آثار للاحتباس الحراري والتي تُلحق الضرر بالبيئة، ومنها:[4]

  • ارتفاع البحار وزيادة الفيضانات: يؤدي الاحتباس الحراري إلى زيادة الفيضانات في الأراضي المُنخفضة، والمُنشآت القريبة من السواحل، وذلك بسبب ارتفاع مستوى المياه فيها، وزيادة سرعتها.
  • حرائق الغابات: أدى ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة جفاف الغابات في فصل الربيع والصيف إلى التَّسبُب بحدوث حرائق في الغابات، كما أدى إلى ذوبان الثلوج قبل أوانها.
  • ازدياد شِدّة الأعاصير المُدمرة: هناك العديد من الدراسات، والتوقعات التحليلية من قِبل اللجنة الحكومية الدولية المّعنية بتغيُر المناخ، ومن أهمها:[5]
  • ذوبان الجليد: أظهرت العديد من الدراسات تراجُع الغطاء الجليدي، إذ أشارت البُحوثات التابعة لمجلة (Current Climate Change Reports) في عام 2016م إلى تراجُع الغطاء الجليدي في أمريكا الشمالية، وأوروبا، وآسيا، وذلك خلال العامين 1960م، و2015م، كما ألحقت الضَّرر بنطاق التربة، وذلك من خلال ذوبان الصقيع الموجود عليها، حيث قد يؤدي ذلك إلى حدوث انهيارات بشكل مُفاجئ، وهذا ما أشارت له الأبحاث التابعة للمركز الوطني المُتعلقة ببيانات الثلوج والجليد، إذ تراجعت نسبة التَّجمُد الدائم في نصف الكرة الشمالي إلى ما يقل عن 10 في المائة.[6]
  • ارتفاع مستوى سطح البحر: يُشار إلى أن ارتفاع قوة الأعاصير المَدارية تعود إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، الذي قد يَنجُم بشكل كبير عن الأنشطة البشرية.
  • ازدياد شِدّة الأعاصير المَدارية: تُشير التوقعات إلى ازدياد حجم العاصفة، وشِدتها مستقبلاً، إذ إن شِدتها قد تزداد من 1 إلى 10٪، مع تَوقع لعدم انخفاض حجم الإعصار وبالتالي تدمير أكبر.

المراجع

  1. ↑ "A blanket around the Earth", climate.nasa.gov, Retrieved 18-4-2019. Edited.
  2. ↑ "Global warming", www.nationalgeographic.org, Retrieved 15-3-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Henrik Selin, Michael Mann (1-4-2019), "Global warming"، www.britannica.com, Retrieved 15-4-2019. Edited.
  4. ↑ "Global Warming Impacts", www.ucsusa.org, Retrieved 14-2-2019. Edited.
  5. ↑ "Global Warming and Hurricanes", www.gfdl.noaa.gov,8-2-2019، Retrieved 15-3-2019. Edited.
  6. ↑ Alina Bradford, Stephanie Pappas (12-8-2017), "Effects of Global Warming"، www.livescience.com, Retrieved 15-3-2019. Edited.