-

مفهوم القيم الأخلاقية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

العلاقات في المجتمع الإنساني

يعيش الأفراد في ظلّ المجتمع الإنسانيّ القائمِ على تبادل العلاقات فيما بينهم، فكلُّ فردٍ يؤثر في الآخر بشكلٍ سلبيٍ أو إيجابيّ، اعتماداً على عدة عوامل، ويحتاج هذا المجتمع إلى التنظيم، وتحديد العلاقات والمقاييس، التي يتمُّ من خلالها قياسُ سلوكيات الفرد، وتُعدُّ القِيَمُ إحدى هذه المقاييس، فلها تاثيرٌ واضحٌ ومباشرٌ في سلوكيات الأفراد وانتماءاتهم، ومن أنواعها القِيَمُ الأخلاقية، فما هو تعريف القيم الأخلاقية؟ وما هي مصادرها؟

مفهوم القيم الأخلاقية

القيم عبارةٌ عن مجموعةٍ من الأحكام الانفعالية النابعة من العقل، والتي تقود الشخص نحو رغباته واتجاهاته، وتُكتسب هذه القيم من المجتمع المحيط فيتشرّبها الشخص وتُصبح هي المُحرِّكَ لسلوكياته العامة والخاصة، والقِيمُ الأخلاقية عبارةٌ عن نوعٍ من أنواع القيم، تختص بجوانب الشخصيّة التي يصدر الفرد من خلالها الأحكام الخُلُقيّة التي تتوافق مع طبيعة الأعراف، والعادات، والتقاليد، والقوانين السائدة في البيئة التي يعيش فيها، وتكون هذه الأحكام متوافقةً مع قناعات الشخص وضميره.

تُعرَّف القيم الأخلاقية في ظل الإسلام بأنّها مجموعةٌ من المبادىء والقواعد التي تنظِّم السلوك الإنساني، وتحدِّدُ علاقات الأفراد معاً لتحقيق الغاية من وجود الإنسان، والعمل من أجل النفس، والأسرة، والعقيدة، ومن الأمثلة على القيم الأخلاقية: الصدق، والأمانة، والإحسان للجار، وإكرام الضيف، ومساعدة المحتاجين.

مصادر القيم الأخلاقية في الإسلام

يستمدُّ المسلم قِيَمَهُ الأخلاقية من عدّة مصادر وهي:

  • القرآن الكريم: فهو كلام الله تعالى المُنزَّل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، وهو المصدر الأول الذي يستمد منه المسلم قيَمه، وسلوكياته، وتشريعاته في حياته، ويحتوي على كل ما يحتاج إليه الإنسان من قوانين ومبادىء تُصلِحُ حاله وأخلاقه من الداخل والخارج.
  • السُنّة النبوية الشريفة: وهي كل ما وَرَدَ عن النبيّ من قولٍ، أو فعلٍ، أو تقرير، فهو لا ينطِق عن الهوى، وإنما كل شيءٍ يوحى إليه من الله عز وجل، لذلك فكلُّ ما يصدر منه عبارة عن مصدرٍ من مصادر القِيَم الأخلاقية.
  • الإجماع: وهو اتفاق أئمة الدِّين وفقهائه على حكم شرعيٍّ لعصرٍ غير عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يشتركون معاً في القول أو الفعل، أو الاعتقاد، أو ما في معناهم، وعندما يجتمع هؤلاء الأئمة؛ فإنّ المسلم يمكن له الأخذُ برأيهم والالتزام به وعدم مخالفته إذا كان قطعيَّ الدلالة، ولا يجوز الاجتهاد فيه لأنه أصبح بذلك حكماً شرعياً.
  • القياس: هو ظهور مسألةٍ جديدةٍ بحاجةٍ إلى حكمٍ شرعيٍّ، فيتمُّ قياسها على مسألةٍ مشابهةٍ، لها حكمٌ شرعي من القرآن أو السنة النبوية الشريفة أو إجماع العلماء.