الفرق بين الحال والصفة
التوابع
يوجد في قواعد اللغة العربية ما يسمى بالتّوابع في علم النّحو، والتّوابع هي التي تتبع ما يسبقها في الحالة الإعرابية سواء في النّصب والرّفع والجّر، وتشمل هذه التوابع النّعت (الصّفة)، والتّوكيد، والعطف، والبدل، ولكن يختلط على الكثير من الأشخاص وخصوصاً طلاب العلم الفرق بين الحال والصفة، وهنا سنتعرف معاً على كيفية التفريق بينهما.
مفهوم الحال
الحال هو اسم نكرة يأتي منصوباً دائماً ولا يجوز له أن يأتي معرّفاً، ويأتي دائماً مفسراً لهيئة ما قبله، وعادة يأتي جواباً لأداة الاستفهام كيف، ونوضح ذلك بالمثال الآتي:
"دخلتُ المنزلَ سعيداً"
سعيداً هي حال منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح، ولو أدخلنا كيف على الجملة نقول، كيف دخلتَ المنزلَ؟ الجواب سعيداً.
مفهوم النّعت
وهو تابع يتبع ما قبله ويكمل وصفه ويأتي منصوباً أو مجروراً أو مرفوعاً حسب حركة إعراب المتبوع، ويأتي نكرة ومعرفة ولا يجوز أن يتقدم على المنعوت فهذا مخالف للغة العربية، ويدخل في حالة إعرابية أخرى.
الفرق ما بين الحال والصّفة
- كما سبق ذكره الحال يأتي نكرة دائماً وصاحب الحال يأتي معرفة، بينما الصفة تأتي نكرة ومعرّفة حسب المنعوت، وتتشابه معه في النّوع والعدد( مثنى، مفرد، جمع)، ومثال على هذه الحالة:
"جاءَ مصطفى مذهولاً" ( مصطفى اسم علم معرفة ومذهولاً هي حال لمصطفى).
"جاءَ الولدُ النّظيفُ" ( الولدُ هنا منعوت وجاء مرفوع واسم معرفة، والنظيفُ نعت مرفوع وجاء معرفة أي تبع تماماً المنعوت وأوضح وأكمل صفة الولد).
- يأتي الحال جملة وشبه جملة، وكذلك النعت أيضاً ولكن في هذه الحالة يمكن التمييز بينهما عند الانتباه جيداً للاسم الذي يأتي بعد الجملة، فإذا كان نكرة يكون محل الجملة في الإعراب هو نعت (صفة)، وإذا كان الاسم معرفة يكون محل إعراب الجملة في محل نصب حال، فالقاعدة واضحة، حيث إن الجمل بعد النكرة نعت والجمل بعد المعرفة حال، ومثال على ذلك:
"هذه الكتبُ منظرُها قديمٌ"
منظرها قديم (جملة اسمية منظرها مبتدأ مرفوع وقديم خبر مرفوع)، والجملة الاسمية في محل نصب حال للكتب.
"هذه كتبٌ قرأْتُها جميعها"
(قرأْتُها فعل ماضٍ والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل)، والجملة الفعلية في محل رفع نعت، لأن كتب خبر مرفوع لاسم الاشارة هذا الذي جاء مبتدأ)
كما نشاهد أمثلة أخرى على ذلك منها:
"أقبلت الفرس تجري بسرعة"، ( تمشي جملة فعلية في نصب حال فحالة الفرس هي التي تمشي ).
"أقبلت فرس تجري بسرعة"، ( تمشي جملة فعلية في رفع نعت).
ملاحظة: في الحالة الأولى الفرس هي معروفة للمتحدث والمستمع، فالجملة التي بعدها توضح حالتها، وأما في الجملة الثانية فالفرس نكرة غير معروفة للمتحدث والمستمع، فالجملة تصف الفرس التي أقبلت.