الفرق بين الجن والشيطان وإبليس
عالم الجنّ والشّياطين
كثيرًا ما يتحدّث النّاس عن عالم الجنّ والشّياطين كعالمٍ خفيّ تحاك حوله الكثير من القصص العجيية والأخبار المثيرة، فمن رحمة الله تعالى بعباده أن جعل هذا العالم غير مرئيّ أو محسوس بالنّسبة لنا، وربّما لو اطّلع النّاس على عالم الجنّ والشّياطين وعاينوا ما هم عليه من الخلقة والعادات لما هنئ لهم العيش في هذه الحياة الدّنيا.
الفرق بين الجنّ والشّيطان وإبليس
وعندما أرسل الله سبحانه وتعالى نبيّه محمّد عليهم الصّلاة والسّلام بالرّسالة الخالدة استمع نفرٌ من الجنّ إلى القرآن الكريم، فتعجبّوا من نسق آياته، وبديع نظم سوره، وجمال تعبيرها، وبلاغة كلماتها، فقال هذا النّفر حينما رجعوا إلى قومهم: ( إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً ) [الجن:1]، ولقد آمن هؤلاء النّفر بالرّسالة المحمّديّة فصاروا جنًّا مؤمنين لا يطلق عليه لفظ الشّياطين، وبالتّالي فإنّ هناك فرقًا بين مصطلح الجنّ والشّياطين وإبليس، فما هي أبرز تلك الفروق:
الفرق في المصطلح
أنّ الجنّ هو اسمٌ يدلّ على جنس جميع المخلوقات التي خلقها الله سبحانه من نار، وقد سمّيت كذلك لأنّها تجنّ أي تستتر عن الأعين، قال تعالى: (فلما جنّ عليه اللّيل) [الأنعام:76]، وكما يقال الإنس الذي هو مصطلح يعبّر عن جنس المخلوقات التي خلقها الله من طين وهم البشر من آدم عليه السّلام وذرّيّته، أمّا الشّيطان فهو مصطلحٌ لا يدلّ على الجنس، وإنّما يدلّ على صنفٍ من أصناف هذه المخلوقات اكتسبت تلك الصّفة بسبب أفعالها وضلالاتها وتمرّدها على خالقها جلّ وعلا، ورفضها الإيمان برسالة الإسلام، واتباعها لإبليس اللّعين في منهجه وغوايته للنّاس، ولغة الشيّطان من شطن أي بَعُدَ عن رحمة الله تعالى، أمّا إبليس فهو مصطلح يشير إلى زعيم الجنّ والشّياطين، فكلّ الشّياطين هي من ذريّة إبليس كما يقال إنّ كلّ البشر هم من ذرّيّة آدم عليه السّلام، وإبليس من أبلس أي يئس وتحيّر وسكت لانقطاع الحجّة عنه.
الفرق في الإيمان
أنّ الجنّ فيهم المؤمن وفيهم الكافر، بينما الشّيطان هو لفظٌ يطلق على كافر الجنّ، فيصحّ أن يقال إنّ كلّ شيطانٍ جنّي، ولا يصحّ أن يقال إن كلّ جنّي شيطان، والجنّ المؤمن لا يوسوس للبشر ولا يغويهم، بينما ينفذ مردة الشّياطين المهام التي يوكلها لهم إبليس اللّعين، فقد صحّ في الحديث الشّريف عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ إبليس يضع عرشه على الماء، ثمّ يرسل سراياه من الشّياطين ليقوموا بمهمّة غواية بني آدم وإضلالهم.