الفرق بين الطقس والمناخ
الطّقس والمناخ
كثيراََ ما يتم الخلط بين مصطلحيّ الطّقس والمناخ، ولا يعرف الكثير منا ما هو الفرق بينهما، وبالرّغم من أنّ كلا المصطلحيّن يعبران عن الحالة الجويّة، إلا أنّ هناك فرق كبير بينهما، ويهدف هذا المقال لتوضيح الفرق بين الطّقس والمناخ، ومعرفة متى نستخدم كل مصطلح، بالإضافة للتعرّف على عناصر الطّقس والمناخ.
الفرق بين الطّقس والمناخ
الطّقس (بالإنجليزيّة: Weather) هو الحالة الجوية لموقع معيّن خلال فترة قصيرة من الزّمن، أما المناخ (بالإنجليزيّة: Climate) فهو الظّروف الجويّة السّائدة في موقع معيّن على مدى عدة سنوات، ويشترك الطّقس والمناخ في العناصر الجويّة التي تؤثّر على كل منهما، وهي الإشعاع الشّمسي، ودرجة الحرارة، والرّطوبة، والهطول، والضّغط الجوي، والرّياح.[1]
عناصر الطّقس المناخ
تنتج الحالة الجويّة في مكان ما نتيجة تفاعل عدة عناصر، تُسمى عناصر الطّقس والمناخ.
الإشعاع الشّمسي
الإشعاع الشّمسي هو مقدار الطّاقة الشّمسيّة التي تصل إلى مساحة معينة من الأرض، ويختلف هذا المقدار باختلاف الموقع بالنّسبة لخطوط العرض، والوقت من العام، والوقت من النّهار، فعلى سبيل المثال تتلقى المناطق الجغرافيّة الواقعة على مدار السّرطان (23.5 درجة شمالاً). وقت الظّهيرة في يوم 22 حزيران تقريباََ أكبر مقدار من الطّاقة الشّمسيّة خلال العام، بينما تتلقى المنطقة ذاتها أقل مقدار من الطّاقة الشّمسيّة يوم 22 كانون الأول، والعكس تماماََ يحدث في نصف الكرة الجنوبي عند مدار الجدي (23.5 درجة جنوباََ).[2]
- الأشعة فوق البنفسجيّة: وهي أشعة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ويتراوح طولها الموجي ما بين 0.2 - 0.4 ميكرون تقريباََ، ويساعد هذا النّوع من الأشعة على نموّ الكائنات الحيّة، ولها دورٌ في علاج مرضيّ السّل، والكساح.
- الأشعة الضوئيّة: أشعة يتراوح طولها الموجي ما بين 0.4 ـ0.7 ميكرون، وتُعرف بضوء النّهار الأبيض المرئي، الذي ينتج عن اندماج إشعاعات ملونّة مثل الأشعة البنفسيجيّة، والزّرقاء، والخضراء، والصّفراء، والحمراء، وتؤثّر الأشعة الضّوئيّة على نمو النّباتات وأزهارها.
- الأشعة الحراريّة أو الأشعة تحت الحمراء: وهى أشعة غير مرئيّة، وهي أطول أنواع الإشعاع الشّمسي، إذ يتراوح طولها الموجي ما بين 0.7 - 0.8 ميكرون.
الرّياح
الرّياح هي حركة تيارات الهواء من مناطق الضّغط المرتفع إلى مناطق الضّغط المنخفض؛ ويكون ذلك لتحقيق التّوازن بين المناطق التي تختلف عن بعضها في الضّغط، أمّا العلاقة بين الرّياح والضّغط الجوي فتُعرَف بتأثير كوريوليس (بالإنجليزيّة: Coriolis Effect)، وينتج اختلاف الضّغط على سطح الأرض عن مقدار الأشعة الشّمسيّة التي تصل إلى مناطق الأرض المختلفة، مما ينتج عنه اختلاف في حرارة الهواء، واختلاف ضغطه،[4] ومن أنواع الرّياح:[3]
- الرّياح الدّائمة: وهي رياح تهب بانتظامٍ طوال العام، ومنها:
- الرّياح الموسميّة: وهي رياح تهب في فصول محددة من العام؛ إذ تهب صيفاََ من البحار باتجاه القارات وتكون ممطرة، وتهب شتاءََ من القارات باتجاه المحيطات، وتكون باردةً وجافة.
- الرّياح المحليّة: وهي رياح غير منتظمة تهب في مناطق محدودة المساحة، وتوجد في معظم مناطق العالم، ولكنها تختلف في شدتها وتأثيرها من منطقةٍ لأخرى، ومن الأمثلة عليها رياح السّموم التي تهب من جنوب الجزيرة العربيّة إلى شمالها، ورياح الخماسين الحارة التي تهب من الصّحراء الكبرى نحو الأقطار المجاورة.
- نسيم البر: هواء بارد ثقيل يهب أثناء اللّيل من جهة البر إلى جهة البحر في المناطق السّاحليّة.
- نسيم البحر: نسيم بارد عليل يهب نهارًا من جهة البحر إلى جهة البر في المناطق السّاحليّة.
- الرّياح التجّاريّة: وهي رياح جافة، وغير ممطرة، تهب من المناطق المداريّة نحو المناطق الاستوائيّة، وتكون شماليّة شرقيّة في نصف الكرة الشّمالي، وجنوبيّة شرقيّة في نصف الكرة الجنوبي.
- الرياح العكسيّة: وهي رياح دافئة، وممطرة تكون أحياناََ مصحوبة بأعاصير، وتهب عادةً من الشّمال الغربي في نصف الكرة الجنوبي، ومن الجنوب الغربي في نصف الكرة الشّمالي، حيث تهبّ من منطقة الضّغط المرتفع الموجودة حول دائرتي عرض 30 ْ شمالاً وجنوباً، وحتّى الدّائرتين القطبيتين.
- الرّياح القطبيّة: رياح باردة جافة تهب من القطب الشّمالي نحو الدّائرة القطبيّة الشّمالية، كما تهب من القطب الجنوبي نحو الدّائرة القطبيّة الجنوبيّة.
الحرارة
المصدر الرئيسي للحرارة على كوكب الأرض هو الشّمس، التي تسخن أشعتها سطح الأرض، ومن ثم تنعكس الحرارة إلى الغلاف الغازي المحيط بالأرض فترتفع حرارته، وتحتاج أشعة الشّمس إلى ثمان دقائق لتقطع المسافة التي تفصلنا عن الشّمس، والتي تبلغ 93 مليون ميل، وتختلف درجة حرارة سطح الأرض باختلاف زاوية سقوط أشعة الشّمس، فتكون درجة الحرارة مرتفعة في المناطق التي تسقط عليها أشعة الشّمس عامودياََ، وتكون الحرارة أقل في الأماكن التي تسقط عليها أشعة الشّمس بشكلِِ مائل، مما يترتّب عليه تقسيم سطح الأرض إلى عدة مناطق حراريّة، وهي:[3]
- المنطقة الحارّة أو المداريّة: وهي منطقّة تتميّز بارتفاع درجة حرارتها طوال العام تقريباََ، وتقع بين مدار السّرطان ومدار الجدي، ويمر في منتصفها خط الاستواء.
- المنطقتان المعتدلتان: وهما المنطقة المعتدلة الشّماليّة التي تنحصر بين مدار السّرطان والدّائرة القطبيّة الشّماليّة، والمنطقة المعتدلة الجنوبيّة التي تنحصر بين مدار الجدي والدّائرة القطبيّة الجنوبيّة، وتقل فيهما الحرارة كلما ابتعدنا عن المدارين، واقتربنا من الدّائرتين القطبيتين، وبالتّالي يمكن تقسيم كل منطقة منهما إلى منطقتين متميزتين وهما:
- المنطقتان القطبيتان: المنطقة القطبيّة الشماليّة التي تقع بين الدّائرة القطبيّة الشّماليّة والقطب الشّمالي، والمنطقة القطبيّة الجنوبيّة التي تقع بين الدّائرة القطبيّة الجنوبيّة، والقطب الجنوبي، وتتميزان بالبرودة القارصة، وتراكُم الثّلوج طوال العام تقريباً.
- المنطقة المعتدلة الدّافئة: وتتميّز بأنها حارة صيفًا، ودافئة شتاءً.
- المنطقة المعتدلة الباردة: وتتميّز بأنّها معتدلة صيفًا، وباردة شتاءً.
الضّغط الجوي
يُعرف الضّغط الجويّ بأنه وزن عمود الهواء الممتّد من مستوى سطح البحر حتى نهاية الغلاف الغازي على مساحة بوصة مربعة (0.00064516م2)، ويُقدّر في الأحوال العادية بمقدار 6,6 كيلوجرامًا، ويمكن قياس الضّغط الجوي باستخدام الباروميتر العادي، أو الباروميتر المعدني، أو الباروجراف. يتأثّر الضّغط الجوي بدرجة الحرارة والرّطوبة في الجو، ويمكن تقسيم سطح الأرض وفقاََ للضغط فيها إلى:[3]
- مناطق الضّغط المنخفض: وهي المنطقة التي تقع على جانبيّ خط الاستواء، والمنطقة المحيطة بخط عرض 60 ْشمالاََ، والمنطقة المحيطة بخط عرض 60 ْ جنوباََ.
- مناطق الضّغط المرتفع وهي: المنطقتان المحيطتان بخطي عرض 30 ْ شمالاً وجنوبًا، ومنطقة القطب الشّمالي، ومنطقة القطب الجنوبي.
الرّطوبة
تُعرف الرّطوبة بأنّها كمية بخار الماء الموجود في الهواء، فإذا زادت كمية بخار الماء يكون الهواء كثير الرّطوبة، وإذا قلّت يكون الهواء جافاََ. تؤثّر درجة الحرارة على كميّة الرّطوبة، فعندما تزداد درجة الحرارة تزداد قابليّة الهواء على التّشبّع بالبخار، أما عند انخفاض درجة الحرارة فيتحوّل بخار الماء إلى قطرات من الماء، وتُقاس درجة الرّطوبة باستخدام جهاز يعُرف باسم الهيجرومتر (بالإنجليزيّة: Hygromere).[3]
الهطول
يُعرف الهطول بأنّه نزول الماء المتكاثف من الغيوم إلى سطح الأرض، وله أشكال عدة، منها:[5]
- المطر: وهو ماء يتساقط على شكل قطرات كرويّة الشّكل.
- الحبيبات الجليديّة: وهو ماء سائل يسقط من الغيوم ويتجّمد قبل أن يصل إلى سطح الأرض.
- البَرَد: حبيبات صلبة من الماء المتجمّد قد يصل قطرها إلى 15 سنتمتراََ، ويمكن أن تزن أكثر من نصف كيلوغرام تقريباً.
- الثّلج: بلّورات تتكوّن في الغيوم تسقط إلى الارض على شكل صفائح جليديّة لينّة الملمس.
المراجع
- ↑ Roger Davies ,Howard Bluestein ،Neil Wells (15-1-2018)، "Climate"، www.britannica.com, Retrieved 28-2-2018. Edited.
- ↑ "Solar Radiation And Temperature", www.britannica.com, Retrieved 18-2-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج علي الجحيشي (21-3-2015)، "عناصر الطّقس والمناخ"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 28-2-2018. بتصرّف.
- ↑ "All About Wind and Rain", www.livescience.com,13-10-2005، Retrieved 3-1-2018. Edited.
- ↑ "precipitation", www.nationalgeographic.org, Retrieved 2-1-2018. Edited.