-

الفرق بين الزوجة والمرأة في القرآن الكريم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

إعجاز القرآن البياني

أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم ليكون معجزة الإسلام إلى قيام السّاعة، وقد كانت وجوه الإعجاز في هذا الكتاب العظيم مُتعدّدة وأهمّها الإعجاز البيانيّ؛ حيث تحدّى الله تعالى الإنس والجنّ بأن يأتوا بسورةٍ من مثل نظم القرآن الكريم وبلاغته، كما أنّ من وجوه إعجاز هذا الكتاب العظيم أنّك لا تجد فيه اختلافًا أو تضادّاً، فلكلّ آيةٍ معناها وبلاغتها ودلالاتها، قال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)[النساء:82].

الفرق بين الزّوجة والمرأة في القرآن

أطلق الله سبحانه وتعالى لفظ الزّوجة على الحالات التي تكون فيها المرأة على توافقٍ مع زوجها من ناحية الدّين والعقيدة، أو من ناحية التّوافق النّفسي، بينما جاء لفظ المرأة في القرآن الكريم ليدل على جنس المرأة والأنثى عمومًا، وكذلك أطلق هذا اللّفظ على الزّوجة التي انقطعت صلتها بزوجها من ناحية العقيدة أو التّوافق النفسي، أو لعدم وجود الذّريّة.

أمثلة على الفرق بين الزوجة والمرأة

  • من الأمثلة على اختلاف المرأة عن زوجها من ناحية العقيدة حال امرأة فرعون، وكذلك امرأتي النّبي لوط ونوح عليهما السّلام، فامرأة فرعون وهي آسيا التي آمنت بنبي الله موسى عليه السّلام وصدّقت بدعوته فافترقت بذلك عن زوجها بإدراكها طريق الهداية واجتنباها طريق الضّلال، وكذلك الحال مع امرأتي نوح ولوط عليهما السّلام اللّتين افترقتا عن زوجيهما في العقيدة فلم يرد ذكرهما في القرآن الكريم كزوجتين بل كامرأتين.
  • من الأمثلة على ابتعاد المرأة عن تحقيق معنى الزّوجة امرأة سيّدنا زكريا عليه السّلام، حيث استخدم القرآن لفظ المرأة لها عندما كانت عقيمًا بلا ولد، وعندما رزقها الله تعالى بالولد والذّريّة قال الله عنها في كتابه العزيز: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) [الأنبياء:20].
  • من الأمثلة على التّوافق النّفسي الذي يحقّق معنى الزّوجيّة بين الذّكر والأنثى قول الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً )[الروم:21]، فحينما تتحقّق معاني الزّوجيّة بوجود المودّة والرّحمة والسّكينة يتحقّق معنى الزّواج الحقيقي فيصحّ أن يطلق على المرأة زوجة وعلى الرجل زوجاً، وهذا الأمر يؤكد معنى العلاقة الزّوجية في الإسلام وأنّها ليست بعلاقةٍ مجرّدة بين ذكرٍ وأنثى، وإنّما هي علاقة مبنيّة على معاني سامية، ومؤسّسة لتحقيق أهداف نبيلة في الحياة حيث يكون فيها استمرار العنصر البشري، وتلبية متطلّبات الإنسان وحاجاته النّفسيّة والعضويّة.