أهمية الحجاب
الحجاب
تنتشر الكثير من الاعتقادات والأفكار التي تُظهر تخلّف المرأة المسلمة ورجّعيتها بسبب التزامها بالحجاب الشرعي، بالقول بأنّ الحجاب يُقيّد حرية المرأة ويمنعها من ممارسة حياتها دون أيّ مانع، مع الحثّ على التبرّج والسفور وخلع الحجاب، للتحضر والتحرّر، إلّا أنّ ذلك في الحقيقة لا يمتّ للتحرر والتحضّر بأيّ صلة، فذلك يصل بالفتاة إلى تدميرها والقضاء على مصلحتها في الحياة الدنيا والآخرة، فالحجاب في الحقيقة تشريفٌ وتكريم للمرأة للوصول بها إلى أعظم الدرجات وأرفعها، كم أنّه من العلامات والدلائل التي تظهر الإيمان والأدب والأخلاق الرفيعة، وتمييزاً للفتاة المسلمة عن غيرها.[1]
أهمية الحجاب
تكمن أهمية الحجاب في العديد من الأمور التي تتحقق للمرأة المسلمة في الدنيا والآخرة، وفيما يأتي بيان عدد منها بشكلٍ مفصّلٍ:[2]
- طاعة الله ورسوله؛ حيث إن الله تعالى أمر المسلمات بالحجاب فقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ)،[3] وقال في وجوب اتّباع أوامره: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)،[4] ومن الواجب على المسلمة الانقياد والانصياع لأوامر الله تعالى، وأوامر الشريعة الإسلامية مستشعرةً بذلك الثقة والأمان واليقين بتلك الأوامر.
- الدلالة على الإيمان، فالخطاب في الآية السابقة كان مُوجّهاً للمؤمنات، فالالتزام بالحجاب الذي فرضه الله تعالى يدل على الإيمان الحقيقيّ بالله تعالى، وطاعة الأوامر والأحكام التي نصّ عليها.
- تحقيق الطهارة كلّ من قلبي الرجل والمرأة على حدٍّ سواء؛ حيث قال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)،[5] فالله تعالى بأمر المؤمنين في الآية السابقة بالتحدّث إلى نساء النبي صلى الله عليه وسلم من وراء حجاب، تحقيقاً لطهارة القلوب، ونقاء النفوس، وتجنّب أحاديث النفوس وخواطرها، وذلك ينطبق أيضاً على نساء المؤمنين جميعاً، فالحكمة من ذلك الأمر عامةً يعني أنّ الحكم عامٌّ لجميع النساء، فجميع الرجال والنساء في جميع الأزمان والأماكن بحاجة ٍإلى طهارةٍ ونقاءٍ وعفة النفوس والقلوب.
- الدلالة على العفة، والبعد عن رذائل الأخلاق، والشكوك، والأقوال الباطلة الفاحشة، فالصلاح الظاهر من المرأة يدلّ على صلاح باطنها، كما أن الله تعالى حثّ جميع النساء على الستر والعفاف، وذلك إبعاداً للأذى والشرّ عنها.
- الدلالة على خلق الحياء، وتجدر الإشارة إلى أنّ الحياء مأخوذٌ من الحياة، مما يعني أنّ الحياء جزءٌ من الحياة، والحياء من الأخلاق الفاضلة التي تُكرّم النفوس به، وتؤدي بالعبد إلى القيام بالأفعال الحسنة الفاضلة، والابتعاد عن الأفعال القبيحة الشنيعة، كما أنّ الحياء من الأخلاق المفطور عليها الإنسان، كما أنّه خُلُق الإسلام، وشعبةٌ من شعب الإيمان، ومن وسائل حفظ الحياء وصيانته: الحجاب.
- الحجاب متوافقٌ مع الغيرة التي فُطر وجُبل الإنسان عليها، والغيرة من الآثار التي كرّم بها الإسلامُ الإنسانَ، والتي تدفع الرجل إلى صيانة المرأة من الفواحش، والمنكرات، والرذائل، وتجدر الإشارة إلى أنّ الغيرة من الفضائل التي كانت موجودةً لدى العرب زمن الجاهلية.
- الحجاب في حقيقته دعوةٌ إلى التخلّق بمكارم الأخلاق وأحسنها، ومنها: العفة، والحشمة، والحياء، والغيرة، والحماية من الوقوع في الفساد والرذيلة.
- الحجاب يقي المجتمع ويحميه من الخواطر والأفكار والأطماع الشيطانية الشنيعة، وأمراض القلوب الخطيرة.
شروط الحجاب الشرعي
يُشترط في الحجاب الشرعيّ الذي أمر به الله تعالى مجموعة من الشروط التي لا بدّ منها فيه، وفيما يأتي بيانها بشكلٍ مفصّلٍ:[6]
- أن يكون ساتراً لجميع البدن؛ حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)،[3] فالآية بيّنت عدم جواز إظهار المرأة زينتها، إلّا ما ظهر منها بغير قصد، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مفسّراً الآية السابقة: (كالرداء والثياب، يعني على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تُجلل ثيابها وما يبدو من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه لأن هذا لا يمكن إخفاؤه).
- ألّا يكون زينةً في نفسه، أي أنّه لا يلفت أنظار الرجال إلى المرأة، والشاهد على ذلك قول الله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)،[7] كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ثلاثةٌ لا تَسألُ عنهمْ : رجلٌ فارَقَ الجماعةَ وعَصَى إمامَهُ وماتَ عاصِيًا، وأمَةٌ أو عبد ٌآبِقٌ من سَيِّدِهِ فماتَ، وامْرأةٌ غابَ عنْها زوجُها وقدْ كفاها مُؤنةَ الدنيا فتبرَّجَتْ بَعدَهُ ؛ فلا تَسألْ عنْهمْ).[8]
- أن يكون الحجاب صفيقاً؛ إي أنه لا يشفّ ولا يُظهر ما تحته، فالستر لا يتحقّق باللباس الذي يُظهر ما تحته، كما أنّ اللباس الشفاف يزيد من الفتنة في المرأة، وفي ذلك روى أبو هريرة رضي الله عنه أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: (ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ، رؤوسُهنَّ كأسنِمَةِ البختِ المائلةِ، لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها، وإنّ ريحَها ليوجد من مسيرةِ كذا وكذا).[9]
- أن يكون فضفاضاً واسعاً لا يصف جسم المرأة، فاللباس الضيّق يصف جسد المرأة وإن ستر لونه.
- ألّا يكون مُطيّباً؛ حيث وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تنهى المرأة عن التطيّب خارج منزلها.
- ألّا يكون مشابهاً للباس الرجال، ولباس الكافرات، وألّا يكون لباس شهرة.
المراجع
- ↑ "الحجاب يا فتاة الإسلام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2018. بتصرّف.
- ↑ "فوائد الحجاب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة الأحزاب، آية: 59.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 36.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 53.
- ↑ "صفات الحجاب الصحيح"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 33.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن فضالة بن عبيد، الصفحة أو الرقم: 3058، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2128، صحيح.