مشكلة نقص المياه وترشيد الاستهلاك
نقص المياه
يعرف نقص المياه بأنه نقص في الموارد المائية المتاحة والكافية لتبيلة احتياجات السكان داخل منطقة ما وذلك بفعل عوامل بشرية أو طبيعية،[1]وبحسب تقرير وورلد فيجن إن مشكلة نقص المياه هي أزمة حقيقية ولا تقتصر على وجود المياه بكميات قليلة لتلبية احتياجات البشر بل إنها تتثمل أيضاً في إدارة البشر للمياه بشكل سيء للغاية.[2]
على الرغم من أن الماء يشكل ما نسبته 70% من كوكب الأرض إلا أن نسبة المياه العذبة هي فقط 2.5% من المياه الموجودة على سطح الأرض، كما أنه لا يمكن الوصول إلّا إلى نسبة تقل عن 1% من هذه المياه وذلك عبر البحيرات والأنهار، وأما النسبة المتبقية منها فينحصر ثلثها كإمدادات للمياه الجوفية وثلثاها في الجبال الجليدية، وفي ضوء ارتفاع عدد سكان العالم إلى 7.6 مليار شخص والذين يتنافسون على نفس القدر من المياه فإن عدد الأشخاص الذين يواجهون مشكلة نقص المياه سيزداد في المستقبل.[3]
نتيجة لما سبق فإن 1.1 مليار شخص في هذا العالم لا يجدون المياه، بينما يجد 2.7 مليار شخص المياه بكميات شحيحة لمدة شهر على الأقل في العام، واعتماداً على معدل الاستهلاك الحالي فإنه يتوقع بحلول عام 2025م أن يعاني ثلثا سكان العالم من مشكلة نقص المياه.[4]
آثار و نتائج مشكلة نقص المياه
إن لمشكلة نقص المياه في العالم نتائج وآثاراً وخيمة تتعدى الأفراد والمؤسسات لتصل إلى جميع عناصر البيئة، ومن هذه النتائج:[5]
- الجوع : تتطلب زراعة المحاصيل الزراعية والعناية بالحيوانات وجود المياه،؛ لذا فإن نقص وندرة المياه يولد نتيجة حتمية تتمثل بانخفاض زراعة المحاصيل الزراعية وموت الماشية مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة الجوع .
- الفقر: إن حصول الأفراد على مياه جيدة هو الأساس الذي يمكن من خلاله الوصول لوضع اقتصادي جيد وتحسين مستوى المعيشة، فعند توفر المياه يستطيع الأفراد الذهاب للعمل وممارسة أنشطتهم، فتزدهر وتنمو المؤسسات، ولكن وجود هذه المشكلة يؤدي إلى انتشار مشكلة الفقر .
- تغيب الأطفال عن المدرسة: تتعدى آثار هذه المشكلة لتصل إلى التعليم، ففي العديد من الدول التي تعاني من مشكلة نقص المياه يضطر الأطفال فجراً إلى المشي لعدة أميال؛ للحصول على كميات من المياه، ولذلك فإن بعضهم يتغيب عن المدرسة بسبب التعب ومنهم من يضطر إلى تركها، وفي بعض الدول لا يُسمح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة على الإطلاق وذلك حتى يتمكنّ من جلب المياه والاهتمام باحتياجات العائلة الأخرى.
- انتشار الأمراض والأوبئة: إن عدم توفر المياه تؤدي بالأفراد إلى شرب مياه غير صحية غير آبهين لما تحمله هذه المياه من ملوثات، كما تخلق حاجة لدى الأفراد إلى تخزين المياه في بيوتهم، مما يُنشئ بيئة مناسبة لتكاثر البعوض والتي تساهم في نقل الأمراض؛[1]فبحسب الاحصائيات إن 2.4 مليون شخص يتعرضون لأمراض مثل الكوليرا، وحمى التيفوئيد، وغيرها من الأمراض التي تنقلها المياه، بينما يفقد 2 مليون شخص حياتهم سنوياً بسبب الإسهال الناتج عن تلوث المياه.[4]
- النزاعات : إن توفير المياه والوصول إليها يعتبر قضية اقتصادية عالمية يُحتمل أن تصبح أهم الأسباب الرئيسة للتوتر والنزاعات بين الدول، ويمكن أن يتضاعف هذا التوتر مستقبلاً مع تزايد عدد السكان في العالم.[1]
- فقدان التنوع البيولوجي: إن مشكلة نقص المياه تؤثر سلباً على الأنهار، والبحيرات، وموارد المياه العذبة الأخرى بعدة أوجه ومنها: زيادة الملوحة، وفقدان السهول الفيضية والأراضي الرطبة، وتهديد التنوع البيولوجي والأنظمة البيئية مثل أسماك المياه العذبة المهددة بفقدان موطنها.[1]
أسباب مشكلة نقص المياه
تعود أسباب مشكلة نقص المياه وندرتها إلى عدة أسباب من أهمها:[6]
- ازدياد أعداد السكان : شهدت السنوات الآخيرة ازدياداً كبيراً في أعداد السكان؛ وذلك بسبب التقدم العلمي والطبي مما أدى إلى تحسين الرعاية الصحية، والتقليل من أعداد الوفيات، حيث كان تعداد سكان العالم في عام 1800م نحو مليار شخص، ولكن يتوقع أن يصل عدد السكان بحلول عام 2023م إلى نحو 8 مليار شخص.
- تغير المناخ العالمي: يؤثر تغير المناخ العالمي على مصادر المياه العذبة؛ لأن ارتفاع درجة الحرارة يعمل على انخفاض تساقط الثلوج وذوبان الجبال الجليدية، وزيادة نسبة تبخر المياه العذبة من الأنهار والبحيرات، ونتيجة لذلك نقصان كميات المياه الموجوده في المستودعات المائية عما سبق.
- تلوث العديد من مصادر المياه: تتعرض مصادر المياه العذبه للتلوث بالمبيدات الحشرية، والأسمدة، ومياه الصرف الصحي، والتخلص من نفايات المصانع بإلقائها في مصادر المياه، وعلى الرغم من وجود المياه الجوفية على أعماق كبيرة في الأرض إلا أنها في خطر؛ حيث يمكن لبعض الملوثات الوصول إليها، وقد لا تظهر نتائج تلوث المياه مباشرة؛ لأن بعض النفايات تحتاج إلى وقت طويل للتراكم في البيئة والسلاسل الغذائية قبل تأثيرها على الإنسان.[4]
- اهدار كميات كبيرة من المياه في الزراعة: يستهلك العالم ما نسبته 70% من المياه العذبة التي يمكن الوصول إليها في عمليات الزراعة وإنتاج المحاصيل، إلا أن نحو 60% من هذه المياه لا يُستفاد منها وإنما تُهدر بسبب أنظمة الري وطرقها الغير فعالة، وزراعة محاصيل تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه في بيئات لا تناسبها وتسبب لها الجفاف،[4]ووفقاً لمعهد سياسة الأرض فإنه يتم إنتاج 160 مليون طن من الحبوب في العالم معتمدين في ذلك على الضح الزائد من مصادر المياه والتي لا يمكن أن تستمر إلى المالانهاية، فوفق المعدل يكفي ثلث طن من الحبوب لتغطية حاجة شخص واحد لمدة عام واحد، وبناء على ذلك فإن 160 مليون طن من الحبوب تكفي حاجة 480 مليون شخص لمدة عام وهذه الحبوب تنتج بالاستخدام غير المستدام للمياه، وبذلك فإن حاجة البشر الحالية من الطعام يتم سدها باستهلاك مياه الأجيال القادمة.[7]
حلول لترشيد استهلاك المياه
من الاجراءات التصحيحية التي يمكن القيام بها للحد من تفاقم هذه المشكلة ما يأتي:[8]
- التثقيف المسمتر وايجاد أنماط حياتية تغير من نمط الاستهلاك بدءاً من الأفراد وحتى المؤسسات الكبرى.
- ابتكار أنظمة لحفظ المياه في المناطق الجافة.
- إعادة تدوير مياه الصرف الصحي .
- تطويرأنظمة الري والزراعة .
- تطويرمحطات تحلية المياه الموفرة للطاقة.
- تحسين أنظمة تجميع مياه الأمطار.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Water Scarcity Solution", solarimpulse.com, Retrieved 17-5-2019. Edited.
- ↑ "water crisis", www.worldwatercouncil.org, Retrieved 20-5-2019. Edited.
- ↑ "water crisis", www.worldvision.org.hk, Retrieved 22-5-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Water Scarcity", www.worldwildlife.org, Retrieved 18-5-2019. Edited.
- ↑ "Effects of Water Shortage ", www.eschooltoday.com, Retrieved 17-5-2019. Edited.
- ↑ "Water Shortage causes and solutions", www.thewatergeeks.com, Retrieved 17-5-2019. Edited.
- ↑ "Water Problems", www.webofcreation.org, Retrieved 17-5-2019. Edited.
- ↑ "Solution to the Global Freshwater Crisis", www.circleofblue.org, Retrieved 23-5-2019. Edited.