-

ابتلاء سيدنا أيوب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ابتلاء أيّوب عليه السلام

كان أيّوب -عليه السلام- يمتلك الكثير من المال والأنعام، إضافةً إلى الأراضي الواسعة، فجمع الله له زينة الحياة من المال والولد، إلّا أنّ الخالق له حكمته في كُلّ شيءٍ، حيث ابتلاه بخسران المال وهجران الأهل والأصدقاء، إلّا أنّه بقي حامداً لله تعالى، فزاد الابتلاء بالمرض حتى أصاب الجسد ما أصاب، ولم يبق شيئاً سليماً لديه إلّا قلبه ولسانه،[1] فاجتمع عليه عذاب الجسد وفقدان المال ومتعته، بالإضافة إلى العذاب النفسيّ الذي تمثّل في وساوس الشيطان بأنّ الله ترك نبيّه في ابتلاءٍ دون شفاءٍ، إلّا أنّ أيّوب استمرّ في صبره وحمده لله فأصبح إمام الصابرين، فمصيبته لم تُثنيه عن عبادة الله وطاعته، حتى رحمه جلّ في علاه، فأزال عنه البلاء وأعاد عليه نعمة الأهل والمال، قال تعالى: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)،[2][3] وتجدر الإشارة أنّ ابتلاء الله لنبيّه أيّوب لم يكن على عقوبةٍ أو ذنبٍ، بل لحكمةٍ لا يعلمها إلّا هو، وهذا حال الأنبياء في الصبر والثبات، فيرفع الله لهم الدرجات العالية والمقامات السامية.[4]

دروسٌ وعبرٌ من ابتلاء أيّوب عليه السلام

في قصص الأنبياء الكثير من العبر التي ثبّتت قلب الرسول وزادت من صبره، وكانت نبراساً في شدّ عزمه وعزم المؤمنين، ومن هذه القصص ابتلاء أيّوب، والتي تمتلك الكثير من الدروس والعِبر، منها:[5]

  • ابتلاء أيوب زاد في صبره وحمده وثنائه لله، فقد أصابته كُلّ أشكال البلاء حتى ذبل لحمه، إلّا أنّه بقي ثابتاً صابراً وعابداً، وهذا ما على أهل البلاء فعله، مع احتساب العوض والفرج من الله الذي يكون عوضه خيرٌ ممّا ذهب.
  • فرج الله ومخرجه أمرٌ لا شكّ فيه، فقد أقسم أيّوب على ضرب زوجته مئة سوطٍ، إلّا أنّ الله أمره أن يضربها بشمراخ النخل ضربةً واحدةً فتكون بمنزلة مئة سوطٍ، وبهذا أبرّ أيّوب بقسمه ولم يحنث.
  • صبر الزوجات المؤمنات على مرض الأزواج وفقرهم، فامرأة أيّوب صبرت مع زوجها حتى أذهب الله عنهما الغمّة.

سيرة أيوب عليه السلام

هو نبيّ الله أيّوب بن أموص بن رازح بن عيصو بن نبيّ الله إسحاق عليهما السلام، وقيل إنّ زوجته هي بنت أفرايم بن يوسف بن يعقوب، وأسمها إيليا، وتُذكر عند أهل الأثر باسم رحمة، أمّا والدته فهي بنت النبيّ لوط، وكان من بعده ابنه بشر والذي سُمّي بذي الكفل،[6] ومعنى اسم أيّوب هو العودة إلى الله -تعالى- في كُلّ الأحوال، إذ أصبح رمزاً للصبر والثبات، حتى وصل لدرجة أنّه لم يطلب من الله أن يرفع عنه البلاء إلّا شفقةً بزوجته، وكُلّ ذلك بهدف الحصول على رضى الله تعالى.[7]

المراجع

  1. ↑ أبو جعفر الطبري (1387 هـ)، تاريخ الرسل والملوك (الطبعة الثانية)، بيروت: دار التراث، صفحة 322-324، جزء 1. بتصرّف.
  2. ↑ سورة ص، آية: 42.
  3. ↑ جلال عبد الله المنوفي (1-2-2017)، "ابتلاءات بعض الأنبياء و الرسل .. في القرآن الكريم"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2019. بتصرّف.
  4. ↑ "لماذا ابتلى الله عز وجل أيوب عليه السلام ؟"، islamqa.info، 2011-8-19، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2019. بتصرّف.
  5. ↑ أمين بن عبد الله الشقاوي (10-11-2014)، "قصة نبي الله أيوب عليه السلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2019. بتصرّف.
  6. ↑ ابن الدَّوَاداري (1994)، كنز الدرر وجامع الغرر، مصر: عيسى البابي الحلبي، صفحة 225، جزء 2. بتصرّف.
  7. ↑ أحمد أحمد غلوش (2002)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 239. بتصرّف.