-

فضل العمل الصالح

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

العمل الصالح

إنّ العبد المسلم بحاجةٍ شديدةٍ إلى العمل الصّالح والإيمان بالله تعالى، ومن الجدير بالذّكر أنّ الإيمان والعمل الصّالح أمران متلازمان، فلا يصحّ الإيمان بلا عملٍ صالحٍ، فهو البرهان الذي يدلّ على صحة الإيمان، كما أن صلاح العمل من شروط قبوله عند الله تعالى، فربما لا ينقطع العبد عن العمل، إلا أنّ عمله لا يُقبل منه شيءٌ، حيث قال الله تعالى: (الَّذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا)،[1] لذلك يجب أن تكون الأعمال الصّادرة من العبد أعمالاً صالحةً، وممّا يدل على ذلك أن الله تعالى أقسم بخسران الإنسان، إلّا أنّه استثنى منهم البعض، فقال: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)،[2] ومن شروط العمل الصّالح؛ موافقته لشرع الله تعالى، مع الحرص على تحقيق الإخلاص بالعمل، بأن يكون خالصاً لوجه الله تعالى، وبذلك فإنّ كلّ عمل لا يوافق شرع الله، أو لم يكن الإخلاص متحققاً به لا يعدّ من الأعمال الصّالحة، فيجب أن يكون العمل مقترناً به موافقة الشّرع والإخلاص دون فقد أحدهما.[3]

فضل العمل الصّالح

العمل هو حصيلة الإنسان الذي يخرج به من هذه الدنيا، ويترتب عليه مصير العبد في الآخرة، فإن أحسن فقد فاز، وإن أساء فقد خسر، فقد بيّن ذلك النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع أهله وماله ويبقى عمله)،[4] وفيما يأتي بيان بعض أفضال العمل الصالح:[5]

  • يعدّ من الغايات والأهداف التي خُلقت لأجلها السّماوات والأرض، وما يدُل على ذلك قول الله تعالى: (وَهُوَ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أَيّامٍ وَكانَ عَرشُهُ عَلَى الماءِ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا)،[6] فأفضال الأعمال الصالحة متنوعة ومختلفة كما أنّها عظيمة جداً.
  • العبد الذي يؤدي الأعمال الصّالحة يعدّ من الفائزين، وإلّا فهو من الخاسرين في الدّنيا والآخرة؛ بسبب ما قام به من الكفر بالله تعالى، والفواحش والمنكرات والرذائل؛ أي أنّ العمل الصّالح له العديد من الحسنات، وعواقب الخير، والأجور العظيمة والكبيرة في الحياة الدّنيا والحياة الآخرة.
  • استخلاف الإنسان على الأرض، والتّمكين لدين الإسلام، وتحقيق الأمن للعباد بعد الخوف.
  • يورث الحياة الطيبة والهانئة، وتكفير الذّنوب والسيئات، والثّبات على دين الحقّ لآخر العمر.
  • الجزاء العظيم في الحياة الآخرة الذي يتحقق بدخول الجنة، والوصول إلى الدرجات العالية والرّفيعة فيها، حيث قال الله تعالى: (مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ).[7]
  • رفع درجات المسلم عند الله تعالى، فزيادة العبد من الأعمال الصّالحة هي في الحقيقة زيادةً له في درجاته عند الله تعالى، ومن ذلك فالنفقات الواجبة على العبد تحتسب له من الصّدقات التي ينال عليها الأجر من الله تعالى، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إذا أنفق المسلمُ نفقةً على أهلِه، وهو يحتسبُها، كانت له صدقةً).[8]
  • التّمتع بنعيم الجنة المطلق بمختلف النّعم التي وجدت لسعادة العبد؛ جزاءً لما قدّم من الأعمال الصّالحة، حيث قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)،[9]

أعمال صالحة تقرّب العبد من ربه

حثّت الشّريعة الإسلامية على القيام بالعديد من الأعمال الصّالحة التي تقرّب العبد من الله تعالى، وتزيد من حسناته وأجوره، وفيما يأتي بيان بعض الأمثلة عليها:[10][11]

  • الحرص على صلة الرّحم، حيث إنّها من الأعمال الصّالحة التي تقرّب من الله تعالى، ودليل ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مَن سرَّهُ أن يُبسطَ لَه في رزقِهِ ، وأن يُنسَأَ لَه في أثرِهِ ، فليَصِلْ رَحِمَهُ).[12]
  • التخلّق بالأخلاق الحسنة والكريمة، والمحافظة على أداء الصّلوات، وخاصّةً في الحرمين الشّريفين وأداء النّوافل من العبادات والطّاعات، ويفضلّ أن يكون أداء النّوافل في البيوت؛ لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ أفضلَ صلاةِ المرءِ في بيتِه إلا الصلاةَ المكتوبةَ).[13]
  • الحرص على أداء الصّلوات جماعةً، إلاّ أنّ الأفضل للنّساء الصّلاة في البيوت، وإن كانت الصّلاة في الحرم النبوي، لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم للصّحابية أم حميد رضي الله عنها: (قد علمت أنّك تحبين الصّلاة معي، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي).[14]
  • الإيمان بالله تعالى، ويشمل ذلك الإيمان بالله، والملائكة، والكتب، والرّسل، واليوم الآخر، وخير القدر وشره.
  • التقرّب إلى الله تعالى بالحج المبرور، وهو الحج بالمال الحلال، الخالي من الفسق والفجور والجدال والآثام، والقيام بالحج بالأعمال التي بيّنتها السنّة النّبوية، مع الحرص على إخلاص النّية في الحج لله تعالى، وترك المعاصي والآثام من بعده.
  • برّ الوالدين، وطاعتهما في الأمور التي لا تخالف أوامر الله تعالى، بأن لا تشتمل طاعتهما على معصية الله عزّ وجلّ؛ كعدم رفع الصّوت عليهما، أو التحدّث إليهما بالكلام القبيح، والإنفاق عليهما، وخدمتهما والقيام بمختلف أمورهما.
  • الجهاد في سبيل الله تعالى؛ لإقامة التّوحيد بالله، وعدم الشّرك به، والعمل على نشر رسالة الإسلام.
  • الحب في الله والبغض به؛ أي أن يحب المسلم غيره من المسلمين دون النّظر إلى اللون، أو الجنس، أو المال، فيكون الحب قائماً على طاعة الله تعالى، والقرب منه.
  • أداء الأمانات، وهي من الواجبات، والعفو عن الناس، والاستمرار على الطّاعات وقراءة القرآن الكريم.

المراجع

  1. ↑ سورة الكهف، آية: 104.
  2. ↑ سورة التين، آية: 6.
  3. ↑ "ما العمل الصالح؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-9-2018. بتصرّف.
  4. ↑ رواه أبو نعيم، في حلية الأولياء، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 7/361، صحيح.
  5. ↑ "فضل العمل الصالح وثمراته في العاجلة والآجلة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-9-2018. بتصرّف.
  6. ↑ سورة هود، آية: 7.
  7. ↑ سورة النحل، آية: 97.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 5351، صحيح.
  9. ↑ سورة العنكبوت، آية: 58.
  10. ↑ "الأعمال المضاعفة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-9-2018. بتصرّف.
  11. ↑ "الأعمال الصالحة"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 30-9-2018. بتصرّف.
  12. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5985، صحيح.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 7290، صحيح.
  14. ↑ رواه أحمد شاكر، في المحلّى، عن أم حميد السّاعدي، الصفحة أو الرقم: 3/133،صحيح.