فضل قيام رمضان
فضل قيام رمضان (التراويح)
قيامُ رمضان من العبادات العظيمةِ التي سنّها الرسولُ صلى الله عليه وسلم، وحثّ عليها، ومن قام بهذه العبادة نالَ الأجرَ الكبيرَ، والفضلَ العظيمَ من الله سبحانه وتعالى،[1] ويتميّز القيام في هذا الشهر الكريم، باجتماع حلاوة القيام والصيام مع بعضهما في قلب المسلم،[2] وحريّ بالمسلمين أن يحرصوا على أدائه،[1]فالصحابة رضوان الله عليهم حرصوا عليه، وتمسّكوا به، فهو أفضل الصلاة بعد الفرائض، والله عزّ وجلّ يستبشر بعباده الذين يُؤدّون هذه العبادة الجليلة، ويَمُنّ عليهم بمحبّته، ورضوانه، كما ويُعَدّ القيام جهاداً في ساعات الليل الهادئة، فقد قال ابن رجب: اعلم أنّ المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين، ووفّى بحقوقهما، وصبر عليهما، وفّى أجره بغير حساب.[2]
من فضائل القيام أيضاً أنّه يُطهّر العبد من ذنوبه، ومعاصيه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرغِّبُ في قيامِ رمضانَ من غيرِ أن يأمرَهم فيه بعزيمةٍ . فيقول : من قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا ، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه)،[3] ومن صلّى قيام رمضان خلفَ الإمام، وبَقيَ معه إلى أن ينصرفَ، كان كمن صلّى ليلة بأكملها.[4]
عدد ركعات قيام رمضان
لا يُوجَدُ هناك عدد مُحدّد من الركعات لا زيادة فيها أو نقصان لقيام الليل في رمضان أو غيره، والأفضل أن يكون هذا القيام إحدى عشرةَ ركعةً أسوةً برسول الله صلى الله عليه وسلم، واقتداءً به، حيث قالت السيدة عائشة رضوان الله عليها: (ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَزيدُ في رمضانَ ولا في غيرِهِ على إحدى عشرةَ ركعةً)،[5] ولا حرجَ على المسلم إن صلّى أكثر من هذا العدد، أو أقل.[6]
القراءة في قيام رمضان
لم يذكرِ الرسولُ صلى الله عليه وسلم حدّاً مُعيّناً للقراءة في قيام رمضان أو غيره، لا يزيد عليه المُصلّي أو ينقص، فكانت قراءته عليه الصلاة والسلام قصيرةً تارةً، وطويلةً تارةً أخرى، فكان يقرأ أحياناً في كل ركعة عشرين آيةً، وأحياناً أخرى خمسين آيةً، وفي ذات الليالي كان مريضاً صلى الله عليه وسلم، وقرأ السبع الطوال، وهي أوّلُ ستِّ سورٍ من القرآن الكريم، إضافة إلى سورة التوبة، وفي ليلة أخرى، قرأ في ركعةٍ واحدةٍ سورةَ البقرة، ثمّ النساء، ثمّ آل عمران، وعلى ضوء هذا كله؛ فليُكثر المسلم ما شاء من آيات الله عزّ وجلّ، وكلما أكثر من القراءة، كان هذا أفضلَ، ولكن دونَ مبالغةٍ في ذلك، حتى يُقيم الليل كاملاً إلا نادراً، أسوةً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان المُصلّي إماماً، فله أن يُكثرَ من القراءة، دون أن يَشُقَّ على المأمومين من خلفه، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أمَّ أحدُكمْ الناسَ فلْيُخفِّفْ، فإنَّ فيهمُ الصغيرَ، و الكبيرَ، والضَّعيفَ، والمريضَ وذا الحاجةِ، وإذا صلَّى لِنفسِهِ فلْيُطَوِّلْ ما شاءَ).[7][8]
المراجع
- ^ أ ب عبد الله بن صالح القصير (2005-10-28)، "فضل قيام رمضان "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-15. بتصرّف.
- ^ أ ب "رمضان وقيام الليل (التراويح) "، ar.islamway.net، 2013-7-31، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-15. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 759، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- ↑ "صلاة التراويح "، ar.islamway.net، 2013-7-30، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-15. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم: 1147، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ الشيخ عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري (2013-7-22)، "مشروعية قيام رمضان وفضله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-15. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 391، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ "فضل قيام رمضان"، islamqa.info، 2000-12-16، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-15. بتصرّف.