-

ما فوائد القرفة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

القرفة

تُعدّ القرفة (بالانجليزية:Cinnamon) عبارة عن نوعٍ من التوابل التي تُؤخذ من اللِحَاء الداخليّ لأشجار الدارسين (بالإنجليزيّة: Cinnamomum)، حيثُ يُستخرَج بعد قطع السيقان، وإزالة الأجزاء الخشبيّة منه، وتُعتبر مناطق الكاريبي، وأمريكا الجنوبيّة، وجنوب شرق آسيا هي المَوطن الأصليّ لهذا النبات، كما تحتلّ القرفة في الوقت الحالي المَرتبة الثانية في قائمة التوابِل الأكثر شعبيّة في الولايات المُتحدة وأوروبا بعد الفُلفل الأسود، و قد استُهلِكت مُنذُ عام 2000 قبل الميلادي في مِصر القديمة، إذ كان لها قيمة كبيرة، أمّا في العُصور الوُسطى فقد استُخدمت طبيّاً لعلاج بعض الحالات المَرضيّة؛ مثل: السُعال، والتهاب المَفاصل، والتهاب الحلق، ومن الجدير بالذِكر أنّه يُوجد نوعين رئيسييّن من القرفة؛ هُما: القرفة السيلانيّة التي تُعرف أيضًا باسم القرفة الحقيقيّة، وقِرفة كاسيا أو القِرفة الصينيّة؛ وهي النُوع الأكثر شُيوعًا.[1][2]

وتجدر الإشارة إلى أنّه عندما يَجفّ لحاء شجر القرفة، فإنّه يُشكّل شرائط على شكل لفائف تُسمّى أعواد القرفة، وعندما تُطحن هذه اللفائف يَنتُج منها مَسحوق القرفة، وتتميّز برائِحتها و نكهتها المُميّزة الناتجة عن الجزء الزيتيّ منه، والذي يحتوي على نسبة عالية من مُركّب السينامالدهيد (بالإنجليزيّة: Cinnamaldehyde)؛ حيث يُعتقد العُلماء أنّ هذا المُركّب هو المَسؤول عن مُعظم التأثيرات الفعّالة للقرفة على الصحّة، وعمليّات الأيض.[1]

فوائد القرفة

للقِرفة فوائد كثيرة لجسم الإنسان، وفيما يأتي أبرزها:[1]

  • تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب: التي تُعدّ السبب الأول للوفاة المُبكّرة، ويُمكن للقرفة أن تُحسّن بعض عوامل الخطر المُرتبطة بهذه الأمراض، مثل: مُستويات الكولِسترول، والدُهون الثُلاثيّة، وضغط الدم.
  • تحسين مرض ألزهايمر: حيث يُمكن أن تكون القرفة مُفيدة للأمراض التَنَكّسِيّة العَصَبِيّة التي تضُمّ مرض ألزهايمر، وباركنسون، وقد وُجِدَ أنّها تحتوي على مُركّبين يُقلّلان من تراكُم بروتين تاو (بالإنجليزيّة: Tau protein) داخل الدماغ؛ الذي يُعدّ من المُؤشّرات الأساسيّة لمرض ألزهايمر، كما أشارت دراسة أُجريَت على الفئران المُصابة بمرض باركنسون إلى أنّ هذا النوع من التوابل ساعد على حماية الخلايا العصبيّة، وتَحسين مُستويات النواقل العصبيّة، بالإضافة إلى تحسين الوظائف الحركيّة لديها، وما زالت هذه الفائدة بحاجة لدراسةٍ على الإنسان.
  • إمكانيّة الوقاية من السرطان: إذ أشارت بعض دراسات أنابيب الاختبار والدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أنّ مُستخلصات القرفة قد تحدّ من نموّ الخلايا السرطانيّة، ومن تكوين الأوعية الدمويّة في الأورام، كما يظهر أنّ له تأثير سامّ في هذه الخلايا، لكن ما زال هذا المجال بحاجةٍ للمزيد من الأبحاث الموثوقة لإثبات فعاليّتها على الإنسان.
  • المُساعدة على مُكافحة العدوى الفطريّة، والبكتيريّة: إذ تحتوي القرفة على السينامالدهيد الذي يُمكن أن يُساعد على مُكافحة الأنواع المُختلفة من العدوى، حيث يمتلك خصائص مُضادّة للبكتيريا، والفطريات، ممّا قد يُساعد على مُكافحة تسوّس الأسنان، والتخلّص من رائحة الفم الكريهة.
  • تقليل مُستويات السكّر في الدم: حيث أشارت بعض الأبحاث الى أنّ القرفة من نوع كاسيا قد تُخفّض مُستويات السُكّر في الدم لدى مرضى السكّري، إلّا أنّ دراسات أُخرى لم تُظهِر النتائج نفسها، كما أشارت إحدى الدراسات التي أُجريت على 60 شخصاً مُصاباً بمرض السكري من النمط الثاني إلى أنّ تناوُل كبسولات القرفة مُدّة 40 يوماً قلّل مُستويات سكر الصيام، والدُهون الثُلاثيّة، ومُستويات الكوليسترول الكُلّي، والضارّ لديهم.[3][4]
  • مصدرٌ لمُضادات الأكسدة: حيث تُعتبر القرفة من المَصادرالغنيّة جداً بمُضادّات الأكسدة، إذ يمكن لكميّة صغيرة منه مُضاعفة كميّات مُضادّات الأكسدة التي يحصُل عليها الجسم بشكلٍ كبيرٍ من الوجبات، وتُعتبر من أرخص المُضادّات ثمناً، وأكثرها توّفراً في الأسواق، حيث تتعدد أشكالها وطُرُق استخدامها في الطعام.[5]

القيمة الغذائيّة للقرفة

يُبيّن الجدول الآتي المُحتوى الغذائيّ في ملعقة صغيرة من القرفة أو ما يُعادل 2.6 غرام:[6]

المادة الغذائيّة
الكمية
السُعرات الحرارية
6 سعرات حرارية
الكربوهيدرايت
2.10 غرام
البروتين
0.10 غرام
الدهون
0.03 غرام
السكر
0.06 غرام
المغنيسيوم
2 مليغرام
الحديد
0.22 مليغرام
الكالسيوم
26 مليغراماً
فيتامين ك
0.8 ميكروغرام

أضرار القرفة

على الرغم من احتواء القرفة على العديد من الفوائد، لكنّه لم يُثبت أنّها بديلٌ للأدوية والعلاجات، كما أنّه لا يُوجد حتى الآن جُرعة علاجيّة دقيقة للقرفة، ويُوصي البعض باستخدام مقدار نصف ملعقة إلى ملعقة صغيرة، أو ما يُعادل 2 إلى 4 غرامات من مسحوقها يوميّاً، كما استخدمت بعض الدراسات مقدار غراماً إلى 6 غرمات منها، وقد تكون الجُرعات العالية سامّة،[3] كما أنّها قد ترتبط بعدّة أضرار، ومن أهمّها ما يأتي:[7][8][3]

  • ارتفاع نسبة الكومارين: (بالانجليزيّة: Coumarin)؛ وهو مُركّب كيميائيّ موجود في العديد من النباتات، ووِفقَ المعايير الألمانيّة، فإنّ الجُرعة اليوميّة المَقبولة من هذا المُركب لا تُزيد عن 0.1 مليغرام لكل كيلوغرامٍ من وزن الجسم، وأشارت إحدى الدراسات إلى وجود هذا المركب بنسب مُرتفعة في قرفة كاسيا تتراوح ما بين 6.9 إلى 18 مليغراماً في الملعقة الصغيرة الواحدة، الأمر الذي يعني أنّ هذه الكميّة يُمكن لها أن تُعرّض الكثير من الأشخاص لخطر تلف الكبد، وخاصّةً الذين عانوا مُسبقاً من أمراض الكبد، ومن الجدير بالذكر عدم وجود هذه الكميّات العالية من الكومارين في القرفة السيلانيّة، ونظراً لذلك، يُنصح بتجنُّب استهلاك القرفة من نوع كاسيا في أطعمة الأطفال بشكل مُستمر؛ لعدم قُدرة جسم الطفل الصغيرعلى تحمُّل هذه الكميّة من الكومارين.
  • الحساسيّة: إذ إنّ تناوُل جُرعات كبيرة من القرفة يُمكن أن يُسبّب الطفح الجلديّ، كما أنّ الأشخاص الذين يُعانون من الحساسيّة الشديدة تجاه لحاء القرفة أو بعض أنواع النبات؛ مثل نبات بلسم البيرو (بالانجليزيّة: Peru Balsam) يُنصحون بتجنّب تناول مكمّلات هذا النبات، وقد تُسبّب القرفة أيضاً حرقة الفؤاد، وعُسر الهضم.
  • المخاطر على الحامل والجنين: حيث إنّ الدراسات لم تُحدّد الجرعة الآمنة من القرفة على الأم الحامل، وبسبب عدم اكتمال أجهزة الجسم المسؤولة عن تنقية السُموم لدى الجنين، فإنّ جسمه يكون حسّاس لأيّ طعامٍ أو دواء يحتوي على السُموم، وقد تُسبّب القرفة حدوث تلف في أعضاء الجنين، بالإضافة للعُيوب الخِلقيّة، ونظراً لذلك فإنّه يُنصح بتجنّب تناوُل مُكمّلات هذا النبات خلال الحمل.
  • التداخُلات الدوائيّة: حيث إنّ القرفة يُمكن أن تًقلّل مُستويات السكر في الدم، فقد يحتاج مرضى السُكّري لتعديل جُرعات الأدوية الخاصّة بهم تحت إشراف الطبيب، كما يُمكن للقرفة أن تتداخل مع المُضادات الحيويّة، وأدوية القلب، ومُضادّات التخثّر، وغيرها.

المراجع

  1. ^ أ ب ت Joe Leech, (5-7-2018), "10 Evidence-Based Health Benefits of Cinnamon"، www.healthline.com, Retrieved 28-5-2019. Edited.
  2. ↑ Joseph Nordqvist (30-11-2017), "What are the health benefits of cinnamon?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-5-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Cinnamon", www.webmd.com,(22-5-2019)، Retrieved 28-5-2019. Edited.
  4. ↑ ALAM KHAN, MAHPARA SAFDAR, MOHAMMAD MUZAFFAR, etc (22-8-2003), "Cinnamon Improves Glucose and Lipids of People With Type 2 Diabetes", www.diabetesjournals.org, Issue 26, Folder 12, Page 3215–3218. Edited.
  5. ↑ "Cinnamon"، www.nutritionfacts.org, Retrieved 28-5-2019. Edited.
  6. ↑ "Basic Report: 02010, Spices, cinnamon, ground", www.ndb.nal.usda.gov,(13-6-2019)، Retrieved 29-5-2019. Edited.
  7. ↑ "Cinnamon: The Good, the Bad, and the Tasty", www.badgut.org, Retrieved 28-5-2019. Edited.
  8. ↑ JUNIPER RUSSO, "Cinnamon Bark & Pregnancy"، www.livestrong.com, Retrieved 28-5-2019. Edited.