-

ما هي صفات الرسول محمد

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

صفات الرسول

إنّ لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم صفات حميدة وعظيمة حباه إياها المولى عز وجل، فمنها ما ظهرت على جسده الطاهر، وتُسمى الصفات الخَلْقية، ومنها ما ظهرت على سلوكه وتصرفاته، وتُسمى الصفات الخُلُقية،[1] وكان صلوات الله عليه وسلامه من أحسن الناس خلقاً بل وكان أكرمهم وأتقاهم أيضاً،[2] فعن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحسنُ الناسِ خُلُقاً).[3]

صفات الرسول الخَلْقيّة

وصف الصحابي الجليل جابر بن سمرة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضليعَ الفمِ. أشكلَ العينِ. منهوسَ العقِبَينِ. قال قلتُ لسماك: ما ضليعُ الفمِ؟ قال: عظيمُ الفمِ. قال قلتُ: ما أشكلُ العَينِ؟ قال: طويلُ شَقِّ العَينِ. قال قلتُ: ما منهوسُ العقِبِ؟ قال: قليلُ لحمِ العَقِبِ)،[4] وكان وجهه صلى الله عليه وسلم مستديراً جميلاً أجمل من القمر، ولا سيما عندما يكون مسروراً، وكان عليه الصلاة والسلام ذو لحية كثيفة، وشعره جميل، أما قامته فليست طويلة ولا قصيرة بل ما بينهما، ولونه أبيض، وكفه لينه، وبصاقه طاهراً، ويداه ضخمتان، ويفوح من جسده الطاهر رائحة زكية، ويوجد بين كتفيه خاتم النبوة وهو بارز كالشامة، وكان يتمتع نبينا الكريم بقوة أكثر من غيره كقوته في الحروب، وكانت أم سُليم رضي الله عنها وأرضاها، تجمع عرقه،[1] فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (دخل علينا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال عندنا. فعرقَ. وجاءت أمي بقارورةٍ. فجعلت تَسْلُتُ العرقَ فيها. فاستيقظ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال "يا أم سليمٍ! ما هذا الذي تصنعين؟" قالت: هذا عرقُكَ نجعلُه في طِيبنا وهو من أطيبِ الطيبِ).[5]

صفات الرسول الخُلُقيّة

كان الرسول صلى الله عليه وسلم صادق في كلّ أحواله، صادق مع ربه، وصادق مع كلّ الناس حتى مع عدوه، بل عصمه الله سبحانه وتعالى عن الكذب، فهو الصادق المصدوق، كلامه صدق وعدل، وليس فيه كذب سواء أكان مازحاً أم جاداً، وقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البرِّ. وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ. وما يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صِدِّيقًا)،[6] كيف لا يكون صادقاً وهو الذي أتى بالصدق من عند خالقه سبحانه وتعالى، وكان عليه الصلاة والسلام صابراً محتسباً على ما مرّ به من الشدائد والأزمات من جوع وفقر وحسد وشماتة وإخراجه من داره وبعده عن أهله وفقده لأحبابه وغير ذلك الكثير كما أنّه صبر على الدنيا بما فيها من زينة وذهب ومناصب طالباً بذلك رضاء خالقه سبحانه وتعالى عليه فكان مضرب المثل في صبره وثبات قلبه، فقد زهد في الدنيا راغباً بالآخرة ونعيمها ومُقبلاً عليها ويعيش في الدنيا بقدر ما يسد رمقه حيث كان بيته من طين وينام على الحصير ويربط الحجر على بطنه من شدة جوعه، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما لي وللدنيا، مَثَلي ومَثَلُ الدنيا كمَثَلِ راكبٍ قال: في ظِلِّ شجرةٍ في يومٍ صائفٍ ثمّ راحَ وتركَها)،[7] ومن صفاته أيضاً عطاؤه وسخاؤه فكان لا يردّ سائلاً بل يُؤثر المحتاج على نفسه فقد جاد على أصحابه وأحبابه وحتّى على عدوه، قال النبي الكريم: (ما نقصت صدقة من مال)،[8] وكان يتحلّى بالشجاعة لا يتزعزع ولا تُؤثّر به الحوادث والأزمات حيث كان متوكلاً على ربه يقود المعارك بنفسه بل هو من سنّ الجهاد وشجّع عليه.[9]

فوائد معرفة صفات الرسول

عند معرفة المسلم بصفات النبي صلى الله عليه وسلم الجسدية، فإنّه يكون على معرفة بشكله، وبالتالي يكون من السهل عليه معرفته في حال لو تفضل الله عز وجل عليه أن يراه في منامه، أما الفائدة من معرفة صفاته الخُلُقية بأن يتأسّى به المسلم بصفاته وخُلُقه الحسن، وسلوكه وتصرفاته، حيث قال الله سبحانه وتعالى في نبيه الكريم: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)،[10] وكان الصحابة رضوان الله عليهم، شديدي الحرص على اتباع النبي الكريم في كافة تصرفاته، حتّى في أكله ولبسه.[11]

المراجع

  1. ^ أ ب "صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخَلْقية"، articles.islamweb.net، 2003-11-18، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-29. بتصرّف.
  2. ↑ "من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-10. بتصرّف.
  3. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6203، خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
  4. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 2339 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2331 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2607، خلاصة حكم المحدث: صحيح .
  7. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 438، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح.
  8. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 5809، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
  9. ↑ الشيخ عائض القرني (2010-2-18)، "صفات محمد صلى الله عليه وسلم (1)"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-29. بتصرّف.
  10. ↑ سورة القلم، آية: 4.
  11. ↑ "فوائد معرفة صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخُلُقية والجسمانية"، fatwa.islamweb.net، 2004-7-5، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-10. بتصرّف.