ما هي شروط الصيام في رمضان
تعريف الشرط لغةً واصطلاحاً
الشرط لغةً يعني العلامة، أما في الاصطلاح فمعناه ما لزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود أو عدم لذاته،[1] ومثال على ذلك الطهارة فإنّها شرط لصحة فرضية الصلاة، وبالتالي لا تصح الصلاة في حال عدم وجودها، بينما لا يستلزم وجود شرط الطهارة بطلان الصلاة، فقد تكون الصلاة باطلة لأسباب أخرى، كما لا يستلزم وجود شرط الطهارة صحة الصلاة أيضاً، فقد تصح بسبب توفر شروطها، وانتفاء موانعها.[2]
شروط الصيام في شهر رمضان
تنقسم شروط الصيام إلى شروط وجوب، وشروط صحة، وشروط أداء، وهي مفصلة بين المذاهب وفق الآتي:[3]
شروط الصيام عند الشافعية
تنقسم شروط الصيام عند المذهب الشافعي إلى شروط وجوب، وشروط صحة، فأما شروط الوجوب فهي أربعة عندهم، أحدها البلوغ، فالصبي الذي لم يبلغ لا يجب عليه الصيام، بينما يؤمر به عندما يبلغ سبع سنين، ويضرب عليه إذا بلغ عشر سنين، وقد وافقهم في ذلك الرأي الحنفية، بينما خالفهم في ذلك الرأي المالكية حيث رؤوا بأنّ الصبي لا يؤمر بالصيام حتى لو كان مراهقاً، ورأى الحنابلة أنّه يعول في هذه المسألة قدرة الصبي المراهق وإطاقته للصيام، فإذا كانت عنده قدره عليه أمر به وضرب عليه، وثاني شروط الصيام عند الشافعية الإسلام، فالكافر لا يجب عليه الصيام وجوب مطالبة، وإن عوقب على تركه في الدار الآخرة، بينما من ارتد عن الإسلام، فإنّ الصيام عليه يكون واجباً وجوب مطالبة بمعنى أنّه مطالب بالإتيان به بعد عودته للإسلام، وثالث هذه الشروط العقل، فلا يجب الصيام على المجنون أو السكران إذا لم يكونا متعديان في ذلك، بينما إذا كانا متعديا وجب عليهما الصيام بعد الإفاقة، ورابع هذه الشروط عند الشافعية الإطاقة شرعاً وحساً، فالمريض الذي لا يرجى برؤه لعجزه حساً والكبير لا يجب عليهما الصيام، وكذلك من كان عاجزاً عنه عجزاً شرعياً فلا يجب عليه الصيام مثل الحائض ونحوها، أما شروط الصحة عند الشافعية فهي أربعة أولها الإسلام حال الصيام، فلا يصح الصيام من الكافر، سواء كان هذا الكافر مرتداً أو أصلي، وثاني هذه الشروط التمييز فلا يصح الصيام من غير المميز، فإذا كان مجنوناً لم يصح صيامه، وإذا كان الجنون أو السكر أو الإغماء مستغرقاً لجميع النهار فلا يصح الصيام، أما إذا كان جزءاً منه فلا يصح، وثالث هذه الشروط الخلو من الحيض والنفاس، وكذلك الولادة وقت الصوم، ولو لم تستبين الأم من خروج الدم، ورابع هذه الشروط أن يكون الوقت قابلاً للصوم، فلا يصح صيام يوم الشك إلا لسبب كأن يكون في ذمته يوم يريد قضاؤه، أو يوم العيدين، وليست النية من شروط الصيام عند الشافعية ذلك أنّها ركن عندهم فلا بد عند صيام أيام رمضان تبييت النية للصيام على التعيين، كما يسن التلفظ بها.[3]
شروط الصيام عند الحنفية
الحنفية عندهم ثلاثة شروط وهي: وجوب، وشروط وجوب الأداء، وشروط صحة الأداء، وأما شروط الوجوب فأولها الإسلام فلا يجب الصيام على الكافر، لأنًه غير مخاطب بفروع الشرعية، وكذلك لأنًه لا يصح الصيام له لأنّ النية شرط لصحة الصيام، والنية لا تقبل إلا من المسلم، فالإسلام شرط وجوب وصحة، وثاني هذه الشروط عند الحنفية العقل فلا يجب على المجنون، وثالث الشروط البلوغ فلا يجب الصيام على الصبي ولو كان مميزاً، وإنّما يؤمر به عند بلوغه سبع سنين، ويضرب عليه عند بلوغه عشر سنين إذا كان مطيقاً للصيام، وأما شروط وجوب الأداء فاثنان وهما: الصحة فلا يجب على المريض، ويطالب بقضائه بعد أن يبرأ، والإقامة فلا يجب على المسافر، ويطالب بقائه في حال الإقامة، وأما شروط صحة الأداء عند الشافعية فهي اثنان الطهارة من الحيض والنفاس، فعلى الرغم من وجب الصيام على الحائض والنفساء فلا يصح منهما، وثاني هذه الشروط النية عند كل يوم من أيام رمضان، ويسن أن يتلفظ بها.[3]
شروط الصيام عند المالكية
المالكية عندهم ثلاثة شروط وهي شروط وجوب، وشروط صحة، وشروط وجوب وصحة معاً، وشروط الوجوب هي اثنان البلوغ فلا يجب على الصبي، ولو كان مراهقاً، وشرط القدرة فلا تجب على من يعجز عن الصيام، وشروط الصحة وهي ثلاث الإسلام فعلى الرغم من وجوبها على الكافر إلا أنّها لا تصح منه، ويعاقب على تركها، وثاني هذه الشروط أن يكون الوقت قابلاً للصيام فيه، فلا يصح صيام العيدين، وثالث هذه الشروط النية، أما شروط الوجوب والصحة معا فأولها العقل فلا يجب ولا يصح الصيام من المجنون أو المغمى عليه، وثانيها النقاء من الحيض والنفاس، فلا يصح الصيام ولا يجب على من كانت حائض أو نفساء، ويجب عليها عند زوال المانع قضاء الأيام التي أفطرتها، وثالث هذه الشروط دخول وقت شهر رمضان، فلا يجب ولا يصح الصيام قبل ذلك الوقت، وأما النية فهي شرط صحة للصيام على الراجح.[3]
شروط الصيام عند الحنابلة
وشروط الصيام عندهم شروط وجوب فقط، وشروط صحة فقط، وشروط وجوب وصحة معاً، وشروط الوجوب عندهم ثلاثة الإسلام، والقدرة على الصيام فلا يجب على الصبي ولو كان مراهقاً، ولا يجب كذلك على المريض العاجز الذي لا يرجى برؤه، ويجب عليه القضاء عند الشفاء من المرض، وشروط الصحة ثلاثة أولها النية، ووقتها من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، وتجب النية لكل يوم من أيام رمضان، وثاني هذه الشروط انقطاع دم الحيض، وثالثها انقطاع دم النفاس، فالصيام واجب عليهما ولكن لا يصح منهما، شروط الصحة والوجوب ثلاثة أولها الإسلام فلا يجب ولا يصح من الكافر سواء كان كفره اصلياً أو كان مرتداً، وثاني هذه الشروط العقل فلا يجب ولا يصح من المجنون، وثالث هذه الشروط التمييز فلا يجب ولا يصح من الصبي غير المميز، وكذلك المجنون والسكران.[3]
مفسدات الصيام
مفسدات الصيام هي المفطرات وهي:[4]
- الجماع.
- الأكل والشرب وما في حكمها مثل الإبر المغذية.
- إنزال المني بشهوة.
- القيء عمداً.
- خروج الدم للحائض والنفساء.
- خروج الدم عند الحجامة.
المراجع
- ↑ د. سعيد القحطاني (2010)، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة 2)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 82، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ "تعريف الشرط والركن والواجب/ فتوى رقم 2038"، إسلام ويب ، 1999-10-28، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-04. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج عبد الرحمن الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة 2)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 494-497، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ الشيخ عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري (2013-07-16)، "مفسدات الصيام المفطرات "، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-04. بتصرّف.