ما هي اركان الحج
فريضة الحج
الحج هو خامس ركن من أركان الأسلام الخمسة، وهو فرض عين على كل مسلم قادر، ماديّاً أو جسديّاً. وهي فريضة تؤدّى مرّة واحدة في العمر.
موعد الحج
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ) سورة البقرة، 197. يبدأ الحج في الثامن من ذي الحجة من كل عام هجري وحتى آخر أيام التشريق، أي في آخر يوم من أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يقوم الحاج فيه بتأدية عدد من المناسك التي تعلّمها المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أدائه لهذه الفريضة في حجة الوداع، ويعود هذا الركن العظيم إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام وأتباعه؛ فقد كانوا يقومون بتأدية شعائر الحج، إلا أنّه حدث العديد من التحريفات فيها حتى قدوم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فقام بتأدية الحجة وتعليم الناس مناسك الحج الصحيحة. (4)
أركان الحج
للحج أربعة أركان عند جمهور العلماء: (1)
- الإحرام: هو أول ركن من أركان الحج، وهو بمثابة النية للدخول في النسك، والحج يحتاج إلى نية لكون صحيحاً، ويجب أن تكون خالصة لوجه الله تعالى. يقوم الحاج بالإحرام من المواقيت التي حدّدها الرسول صلى الله عليه وسلم للقادمين إلى مكة، مرتدين اللباس الخاص بالرجال؛ وهو منشفة غير مخيطة، وللنساء لباس ساتر لكل جسمها عدا الكفّين والوجه.
- الوقوف بعرفة: لقول النبي عليه السلام: (إنّما الحج عرفة من جاء ليلة جَمْع قبل طلوع الفجر فقد أدرك) رواه أبو داود. يبدأ وقت عرفة من طلوع شمس اليوم التاسع من ذي الحجة وحتى زوال شمس يوم عرفة، فيقوم جميع الحجاج بالوقوف هناك في اليوم التاسع من ذي الحجة من طلوع الشمس حتى غروبها، ويحلّ له الوقوف بعرفة كلها وليس على جبل عرفة فقط. يُستحبّ عند الوقوف على عرفة الإكثار من الدعاء، وخاصة ما حثّ عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير.
- طواف الإفاضة: لقوله سبحانه وتعالى: (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق) سورة الحج،29 . بعد أن ينزل الحاج من جبل عرفة ويبيت بمزدلفة، يتوجه إلى بيت الله الحرام لتأدية ركن الطواف؛ وهو عبارة عن سبعة أشواط يُشترط فيها النية عند البداية، والطهارة من الحدث، وستر العورة كما المصلي، وتكون الكعبة على يساره، ويُردّد: (بسم اللّه واللّه أكبر، اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك واتباعاً لسنة نبيك -صلى الله عليه وسلم-)، ويكون هذا عند بدء الشوط الأول.
- السعي بين الصفا والمروة: لقول الرسول عليه السلام: (اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي) رواه أحمد . بعد أن يُنهي الحاج الطواف يتوجّه إلى السعي بين الصفا والمروة حتى يُتمّم أركان الحج جميعاً، وصفة السعي تبدأ بالصفا، إذ وقف عليه السلام حتى رأى البيت، فوحَّد اللهَ وكبَّره، وقال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلْك وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، لا إله إلا الله وحده، أَنْجَز وعدَه، ونصر عبدَه، وهَزَم الأحزاب وحدَه)، ثم دعا بين ذلك، فقال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة، حتى انصبَّت قدماه في بطن الوادي. وبهذا يكون الحاج تمّم أركان الحج الأربعة الواجبة عليه، ولا يصح حجّ المسلم دونه.
واجبات الحج
أمّا واجبات الحج فهي تختلف عن الأركان، إذ إنّه يصح له بترك بعض الواجبات مع شروط الأتيان بالفدية؛ وهي عبارة عن ذبح شاه في مكة المكرمة وتوزيعها على فقراء الحرم في حال تركه لواجب من واجبات الحج، ويعتبر حجّه صحيحاً، بذلك وهو الأمر الذي لا يجوز في الأركان، وواجبات الجح هي: (2)
- الإحرام من الميقات المعتبر شرعاً.
- الوقوف بعرفة.
- المبيت ليلة النحر بمزدلفة إلى بعد منتصف الليل، فهو واجب عند أكثر أهل العلم، حيث قال الرسول عليه السلام: (لتأخذ أمتي نسكها فإني لا أدري لعلي لا ألقاهم بعد عامي هذا) رواه ابن ماجه، ويجوز للضعفاء من النساء وغيرها من المرضى الذين يخشون زحام الناس أن يقوموا بالتوجّه لرمي الجمرات ليلتها، إذ أرسل الرسول عليه السلام أم سلمة بليلة النحر فرَمَت الجمرة ثم طافت.
- المبيت بمنى في ليالي التشريق: إذ يُستحبّ للحاج أن يبيت بمنى، إلا أن الرسول عليه السلام سمح لعمّه العباس أن يبت في مكة.
- رمي الجمار بالترتيب، فيبدأ الحاج الرمي يوم النحر بجمرة العقبة المكوّنة من سبع حصيات، تيمّناً بالرسول عليه السلام، وفي أيام التشريق يبدأ الحاج بالجمرةِ الصّغرى، ثمَ الوُسْطى، وينتهي بالجمرة الكبرى، وذلك لقولِ عائشةَ رضي اللهُ عنها: (ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مِنًى فَمَكَثَ بِهَا لَيَالِيَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ؛ يَرْمِى الْجَمْرَةَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ؛ كُلَّ جَمْرَةٍ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ؛ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ) رواه ابن داود ، فإن اختلف هذا الترتيب في الرمي بَطُلَ هذا الركن.
- الحلق أو التقصير: حيث أمر الرسول عليه السلام بالحلق أو التقصير، فقال:(فليقصرأو فاليحلل)، ودعا للمحلقين ثلاث، وللمقصّرين مرة واحدة.
- طواف الوداع: حيث قال الرسول عليه السلام: (لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت) رواه مسلم .
سنن الحاج
من السنن المحبب الالتزام بها في الحج ما يأتي: (2)
- المبيت بمنى في اليوم الثامن من ذي الحجة.
- الأضطباع عند طواف القدوم، أي يجعل وسط الرّداء تحت عاتقه الأيمن، وطرفيه على عاتِقهِ الأيسرِ.
- الرمل في الثلاثة الأشواط الأولى من طواف القدوم، و يكون للرجال؛ أي يمشي سريعاً.
- الاغتسال للإحرام.
- لبس إزار ورداء أبيضين نظيفين.
- التلبية من حين الإحرام بالحج إلى أن يرمي جمرة العقبة.
- استلام الحجر وتقبيله.
- الإتيان بالأذكار والأدعية المأثورة، وغير ذلك من السنن التي يُستحبّ للحاج أن يفعلها، وأن لا يفرط فيها اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وإن كان لا يلزمه شيء بتركها.
محظورات الأحرام
وهي الأعمال الممنوعة التي لو فعلها الحاج وجب عليه فيها فدية، أو صيام، أو إطعام. ومحظورات الإحرام هي: (3)
- حلق الشعر من أي جزءٍ من بدنه.
- تقليم الأظافر.
- تغطية الرأس، وتغطية الوجه من الأنثى، إلا إذا مرّ بها رجال أجانب.
- لبس الرجل للمخيط، وهو ما يخاط على حجم الجسد، كالثوب، والسروال ونحوهما.
- التطيّب بالعطور وغيرها.
- قتل الصيد البري.
- عقد النكاح.
- الجماع.
المراجع
(1) بتصرّف عن باب أركان الحج وواجباته وسننه، دار الأفتاء Islam.gov
(2) بتصرّف عن باب أركان الحج وواجباته وسننه، islamweb.net
(3) بتصرّف عن باب محظورات الأحرام، Mufti.org
(4) بتصرّف عن الفصل الأول: مواقيت الحج الزمانية، dorar.net