ما هو فيروس سي
فيروس سي
يُمكن تعريف فيروس سي، أو فيروس الالتهاب الكبدي ج (بالإنجليزيّة: Hepatitis C virus) بأنَّه أحد فيروسات الحمض النووي الريبوزي الصغيرة، التي تنتمي إلى عائلة الفيروسات المصفرة (بالإنجليزيّة: Flaviviridae)، والتي تتألَّف من سلسلة واحدة من المادَّة الوراثيّة مُغلَّفة بطبقة مُزدوجة من الدُّهون، والتي تحتوي على نوعين من البروتينات السكَّرية، وتبدأ دورة حياة الفيروس عند ارتباطه بالمستقبلات الخاصَّة به في خلايا الكبد، واندماجه فيها، وتتضمَّن العديد من الخطوات التي ينجم عنها إنتاج نسخ مهولة من الفيروس، وإطلاقها، ويُذكَر أنَّ الطُّرز الجينيّة المُكتشفة من فيروس الالتهاب الكبدي ج جميعها مُمرِضة للإنسان.[1]
الإصابة بفيروس سي
تُؤدِّي الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي ج إلى مرض التهاب الكبد الوبائي، وهي عدوى تُصيب الكبد[2] بعِدَّة مراحل يُمكن توضيحها فيما يأتي:[3]
- فترة الحضانة: وهي الفترة المُمتدَّة من وقت التعرُّض للفيروس إلى حين بدء المرض، وتُقدَّر بمُعدَّل 45 يوماً.
- الالتهاب الحادُّ: وهو التهاب قصير الأمد يحدث في الشهور الستَّة الأولى من دخول الفيروس إلى الجسم.
- الالتهاب المزمن: وينتج الالتهاب المزمن عن عدم تعافي المُصاب وشفائه من مرحلة الإصابة الحادَّة، ويمتدُّ لفترة طويلة من الزمن، وقد تنجم عنه أمراض ومشاكل صحِّية خطيرة.
- تشمُّع الكبد: وهي مرحلة مرضيّة تحتاج تقريباً من 20-30 سنة للظهور، ويتمّ فيها استبدال خلايا الكبد السليمة بأنسجة نُدبيّة.
- سرطان الكبد: حيث تزيد الإصابة بتشمُّع الكبد من احتماليّة حدوث سرطان الكبد.
أسباب وعوامل خطر الإصابة بفيروس سي
تحدث الإصابة بالمرض عند انتقال فيروس الالتهاب الكبدي ج إلى الجسم عبر الدم المُلوَّث، وهناك العديد من عوامل الخطر التي تُتيح فرصة دخول الفيروس إلى الجسم، ومنها:[4]
- العمل في مجال الرعاية الصحِّية، والتعامل المباشر مع الدم، والإبر المُلوَّثة.
- نقل الدم، وزراعة الأعضاء.
- وضع الأوشام والثقوب دون الالتزام بتعليمات التعقيم.
- انتقال الفيروس عبر الولادة من الأم المُصابة بفيروس الالتهاب الكبدي ج.
- تناول أو استنشاق العقاقير المحظورة قانونيّاً.
- تلقِّي وحدات مُركَّزة من عوامل التخثُّر.
- الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزيّة: Human immunodeficiency virus).
- غسل الكلى لفترات طويلة.
أعراض الإصابة بفيروس سي
يتفاوت ظهور الأعراض المرافقة للإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي ج باختلاف مرحلة الإصابة، ففي مرحلة الإصابة الحادَّة، والتي تُسمَّى مرحلة الوباء الصامت غالباً لا تظهر أيّة أعراض فيها، ولكنَّها قد تُؤدِّي إلى تطوُّر الحالة إلى المرحلة المزمنة، والتي يُمكن أن يُعاني خلالها المُصاب من آلام في منطقة البطن، والتعب المُستمرّ، بالإضافة إلى آلام في المفاصل، أمَّا بما يخصُّ أعراض الإصابة بالمرحلة الحادَّة للالتهاب الكبدي ج؛ فتُقدَّر الفترة الزمنيّة التي تظهر الأعراض فيها بين الأسبوعين الرابع والخامس عشر، وتتشابه هذه الأعراض مع أعراض الإصابة بأيِّ التهاب فيروسي، وفيما يأتي ذكر بعض الأعراض:[5]
- الشعور بالتعب، وعدم الارتياح في منطقة البطن.
- المعاناة من الغثيان، وارتفاع درجة الحرارة.
- الإصابة بآلام في المفاصل.
- الإصابة باليرقان (بالإنجليزيّة: Jaundice).
- تغيُّر لون البراز ليُصبح أشبه بالوحل.
فحوصات فيروس سي
تتضمن الخطَّة التشخيصيّة للكشف عن فيروس الالتهاب الكبدي ج على إجراء مجموعة من الفحوصات، والتي تهدف إلى تحرِّي الإصابة بالالتهاب، وتشخيص الحالة، ومتابعة فعاليّة العلاج، وفيما يأتي توضيح تفصيلي للفحوصات:[6]
- فحص الأجسام المُضادَّة لفيروس الالتهاب الكبدي ج: وهو تحليل مسحي يكشف عن الإصابة بالالتهاب الكبدي ج من خلال تحرِّي وجود الأجسام المُضادَّة في الجسم، والتي تدلُّ على دخول الفيروس إليه، ولكنَّه لا يُمكن تحديد فيما إذا كانت الإصابة بالالتهاب هي إصابة حاليّة، أو سابقة من خلال هذا الفحص، كما يوصى بإجراء هذا الفحص ضمن مجموعة فحوصات الالتهاب الكبدي.
- فحص الحمض النووي الريبوزي لفيروس الالتهاب الكبدي ج: بحسب توصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فيجب إجراء هذا الفحص لكلِّ من ظهرت لديه نتيجة إيجابيّة في فحص الأجسام المُضادَّة لفيروس الالتهاب الكبدي ج، حيث يكشف هذا الفحص عن وجود المادَّة الوراثيّة للفيروس، والتي تدلُّ على الإصابة الحاليّة بالالتهاب، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هناك نوعين لفحص الحمض النووي الريبوزي لفيروس الالتهاب الكبدي ج، وهما: الفحص النوعي الذي يُظهر نتيجة إيجابيّة أو سلبيّة فقط، والفحص الكمِّي الذي يُحدِّد عدد جزيئات المادَّة الوراثيّة من الفيروس في الدم.
- الفحص الجيني لفيروس الالتهاب الكبدي ج: يهدف إجراء الفحص الجيني لفيروس الالتهاب الكبدي ج إلى تحديد الخطَّة العلاجيّة المناسبة للحالة المرضيّة، حيث يتمّ التعرُّف على الطراز الجيني المُسبِّب للإصابة، إذ توجد هناك 5 طُرُز جينيّة رئيسيّة، وما يزيد عن 50 طرازاً فرعيّاً، ويُساهم تحديدها في علاج حالات الإصابة بالالتهاب.
- فحوصات أخرى: هناك بعض الفحوصات والتحاليل التي يُمكن إجراؤها لغايات متابعة المرض، ومنها:
- تحاليل الكبد، مثل: تحليل إنزيم ناقلة أمين الألانين (بالإنجليزيّة: Alanine transaminase)، وإنزيم ناقلة الأسبارتات (بالإنجليزيّة: Aspartate transaminase).
- تحليل الزلال، أو الألبيومين (بالإنجليزيّة: Albumin).
- تحليل زمن البروثرومبين (بالإنجليزيّة: Prothrombin time).
- تحليل البيليروبين (بالإنجليزيّة: Bilirubin).
- خزعة الكبد، ويتمّ أخذها لتحديد شِدَّة الضرر اللاحق بالكبد.
الوقاية من الإصابة بفيروس سي
لغاية الآن لم يتمّ اكتشاف لقاح مُخصَّص للوقاية من الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي ج، وبحسب توصيات منظَّمة الصحَّة العالميّة، فإنَّ هناك بعض الإجراءات الوقائيّة التي يجب الالتزام بها لتفادي انتقال الفيروس من شخص لآخر، خصوصاً في الفئات الأكثر عُرضةً للإصابة بالفيروس، كالعاملين في القطاع الصحِّي، وفيما يأتي أبرز التوصيات للحدِّ من الالتهاب الكبدي ج:[7]
- الحفاظ على نظافة وتعقيم اليدين، بما يشمل غسل اليدين، وارتداء القفَّازات.
- التعامل الحذر مع الأدوات الحادَّة والنفايات، والتخلُّص منها بطريقة صحيحة.
- إخضاع وحدات نقل الدم جميعها إلى الفحص لالتهاب الكبد ج.
- اتِّباع التعليمات المُتعلِّقة بالتعامل مع الحُقَن الطبِّية.
- تقديم الخدمات الشاملة للحدِّ من أضرار استخدام الحُقَن، وتعزيز الوعي الصحِّي بما يخصُّ استخدام وسائل الوقاية الجنسيّة.
- الحرص على الذهاب إلى مراكز التجميل التي تتَّبع إجراءات التعقيم اللازمة لإجراء الوشم.[4]
المراجع
- ↑ Hui-Chun Li, Shih-Yen Lo (8-6-2015), "Hepatitis C virus: Virology, diagnosis and treatment"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 3-6-2019. Edited.
- ↑ "Hepatitis C Questions and Answers for the Public", www.cdc.gov,، Retrieved 3-6-2019. Edited.
- ↑ , "Hepatitis C and the Hep C Virus"، www.webmd.com, Retrieved 3-6-2019. Edited.
- ^ أ ب "Hepatitis C", www.mayoclinic.org,29-5-2019، Retrieved 3-6-2019. Edited.
- ↑ Kathleen Davis FNP (28-9-2017), "Everything you need to know about hepatitis C"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 3-6-2019. Edited.
- ↑ "Hepatitis C Testing", labtestsonline.org,، Retrieved 3-6-2019. Edited.
- ↑ "Hepatitis C", www.who.int,، Retrieved 3-6-2019. Edited.