ما هي الصفة التي ذكرها الله في وصف أصحاب الكهف
الصفة التي ذكرها الله في وصف أصحاب الكهف
أشار الله تعالى إلى صفة أصحاب الكهف بأنّهم فتية وأنّهم لجأوا إلى الكهف ودعوا الله عزّ وجلّ دعاءاً عظيماً، حيث جاء في القرآن الكريم: (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)،[1] فهم فتيان هربوا من قومهم خوفاً على دينهم وأرواحهم وتواروا عن الأنظار في كهف ودعوا الله عزّ وجلّ أن يرحمهم وأن يجعل نهاية أمرهم الرُشّد.[2]
قصّة أصحاب الكهف
ذكر الله تعالى قصّة أصحاب الكهف في القرآن الكريم، وسُمّيت سورة الكهف باسمهم وتحدّثت أغلب آياتها عنهم، فهم فتيان هدتهم فطرتهم إلى الإيمان بالله وحده وعدم الإشّراك به، فهربوا من قومهم الذين يعبدون الأصنام حتى لا يفتنوهم عن دينهم، ولجأوا إلى كهف، فأنامهم الله عزّ وجلّ ثلاثمئة وتسع سنوات، حتى أفاقوا وظنّوا أنّهم لم يناموا إلّا يوم أو جزءاً من يوم، حتى علموا أنّهم دخلوا في سباتٍ لمئات السّنين، ومن الجدير بالذكر أنّ قصّة أصّحاب الكهف ليس فيها ما هو غريب على قدرة الله -تعالى- فهو القادر على البعث بعد الموت، وهو الذي خلق السماوات والأرض وزيّنهما ولا يعجز عن إحياء الإنسان بعد الموت؛ حيث قال: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا).[3][4]
عدد أصحاب الكهف
ذكر الله تعالى عدد أصحاب الكهف؛ فقال: (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا)،[5] فبيّن الله -تعالى- الاختلاف في العدد فمنهم من قال إنّهم ثلاثة، وغيرهم قال خمسة، لكن قول الله تعالى: رجماً بالغيب؛ أي بلا علم أو معرفة، ثمّ ألحقه الله بالقول الثالث أنّهم سبعة، وسكت عليه ولم ينفيه؛ فدلّ على صحته، والأفضل إرجاع عددهم إلى علم الله تعالى.[6]
المراجع
- ↑ سورة الكهف، آية: 10.
- ↑ حكمت بشير ياسين (1999)، الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور (الطبعة الأولى)، المدينة المنورة: دار المآثر للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 298، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية: 9.
- ↑ وهبة الزحيلي (1418ه)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفكر المعاصر، صفحة 216-224، جزء 16. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية: 22.
- ↑ محمد علي الصابوني (1981)، مختصر تفسير ابن كثير (الطبعة السابعة)، بيروت: دار القرآن الكريم، صفحة 414، جزء 2. بتصرّف.