ما هو رسم المصحف
تعريف رسم المصحف
يعرف رسم المصحف بأنّه الوضع الذي رضي به أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في كتابة ألفاظ وكلمات القرآن الكريم، وأتت هذه الكتابة مخالفة للأصل الذي تعارف عيله في الكتابة، والأصل أن يكون المكتوب يماثل المنطوق بدون أي حذف أو زيادة، ولا تغيير ولا تبديل في الحروف.[1] والرسم في اللغة يعني الأثر، وكما قال الشاعر جميل بن معمر العذري:[2]
رسم دار وقفت في طلله
كدت أقضي الله من جلله
يأتي رسم المصحف أيضاً بمعنى أثر الكتابة في اللفظ، أما اصطلاحاً فإنّ الرسم يعني تصوير الكلمة باستخدام حروف هجائها وذلك بتقدير الكاتب الابتداء بها وتقديره الوقوف عليها، وبذلك يتحول اللغة المنطوقة بالرسم إلى أثر مرئي.[2]
قواعد رسم المصحف
يقوم رسم المصحف الشريف على عدد من القواعد التي استنبطها علماء الأمة من رسم القرآن أيام الصحابة، وهي:[3]
- الحذف: كأن تحذف الألف في الكثير من كلمات القرآن الكريم، كحذف الألف بعد الياء في كلمة (يأيها).
- الزيادة: مثل زيادة ألف في عدد من الكلمات، ومن ذلك زيادة ألف في كلمة (مائة)، وفي كلمة (مائتين).
- الهمزة: تعتبر من أوسع وأشكل أبواب الضبط، ومن ذلك (يؤمنون، سأل، بئس).
- البدل: مثال ذلك أن تبدل الألف في (الصلاة) بواو فتصبح (الصلوة).
- الوصل والفصل: كأن تأتي كلمة في القرآن تارة موصولة وتارة مفصولة، مثل لفظ إنما، كتب مرة مفصولًا ففي قوله تعالى: (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآَتٍ)،[4] وموصولة في قوله: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ).[5]
- وجود قراءتين لنفس اللفظ: بحيث يكون كتب على إحداهما، ومثال ذلك قراءة كلمة سكارى بالألف ودونها، فهي تحتمل وجود الألف وعدمها، وذلك في قوله تعالى: (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى).[6]
رسم المصحف توقيفي أم اجتهادي
إن رسم المصحف هو فعل توقيفي، وذلك بإجماع الصحابة الكرام في عهد الخلفاء الراشدين ومن جاء بعدهم، ثمّ إجماع الأمة الإسلامية، ويمنع تغيير في هذا الرسم حتى يبقى كما قرء وكتب حين نزل، ولا يجوز تغيرره أو تبديله، والدليل بأنّه كتب بهذا الرسم أنّه كتب وأقر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، واستمر على ذلك الخلفاء الراشدون وأجمعوا عليه، والإجماع هو المصدر الثالث للتشريع بعد الكتاب والسنة،[7] ودليله قول الله تعالى: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا).[8]
المراجع
- ↑ الدكتور عبد العزيز عزت الخياط، "رسم المصحف والكتابة بغير الخط العثماني"، دار الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب "رسم المصحف العثماني"، المكتبة الشاملة، صفحة 166، جزء 1، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2018. بتصرّف.
- ↑ "نبذة عن رسم المصحف."، الإسلام سؤال وجواب، 10-4-2017، اطّلع عليه بتاريخ 6-1-2018.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 134.
- ↑ سورة الذاريات، آية: 5.
- ↑ سورة الحج، آية: 2.
- ↑ "الأدلة على أن رسم القرآن توقيفي"، إسلام ويب، 11-9-2007، اطّلع عليه بتاريخ 6-1-2018.
- ↑ سورة النساء، آية: 115.