-

ما ثواب الاضحية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الأضحية

يرجع سبب تسمية الأضحية بهذا الاسم إلى أنّها تُؤدّى في وقت الضحى؛ أي عندما ترتفع الشمس، وتعرّف الأضحية شرعاً بأنّها: ما يُتقرب به إلى الله تعالى من ذبح الإبل والبقر والغنم في يوم النحر وأيام التشريق، وقد شرع الله تعالى الأضحية بعد أن أمر نبيّه إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل عليهما السّلام، فلمّا همّ إبراهيم -عليه السّلام- بذبح ابنه؛ طاعةً لله تعالى، أنزل الله تعالى له الفداء من السماء، كما جاء في قوله تعالى:(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ* فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)،[1] ومن بعد ذلك الموقف العظيم، سرت بين الناس سنّة نحر الأنعام وإراقة الدماء؛ تقرباً لله تعالى، ومن الجدير بالذكر أنّ جمهور العلماء قالوا بكراهة ترك الأضحية مع القدرة عليها؛ فهي سنّةٌ مؤكّدةٌ، واستدلوا بقول الله تعالى:(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[2] وقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم:(مَن0 كان ذَبَح قبل الصلاةِ فليعِد)،[3] وللأضحية كثيرٌ من الفوائد التي تعمّ الناس؛ كإدخال السعادة على الفقراء حين يتصدّق عليهم منها، والتوسعة على العيال في العيد، علاوةً على التقرّب إلى الله تعالى، وتطبيق سنّة إبراهيم عليه السّلام، كما قال تعالى:(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).[4][5]

ثواب الأضحية

إنّ الأضحية شعيرةٌ من شعائر الإسلام الواجب تعظيمها، إضافةً إلى أنّ ثوابها عظيمٌ عند الله تعالى، وممّا جاء في ثوابها وفضلها ما يأتي:[6]

  • أنّ الله تعالى يحب أن تراق دماء الذبائح؛ ابتغاء وجهه ومرضاته، حيث روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:(ما من نفقَةٍ بعدَ صلةِ الرَّحمِ أعظمُ عندَ اللَّهِ من إِهْراقِ الدَّمِ)[7]
  • أنّ الأضحية تعتبر من إطعام الطعام الذي هو من صفات عباد الرحمن، وثوابه دخول الجنّة، وممّا يدلّ على فضل إطعام الطعام؛ ما رواه عبد الله بن سلام رضي الله عنه، حيث كان من الذين استقبلوا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنوّرة، وسمعه يقول: (يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ)،[8]
  • أنّ الأضحية صلةٌ للرحم، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:(مَن سرَّهُ أن يُبسطَ لَه في رزقِهِ، وأن يُنسَأَ لَه في أثرِهِ، فليَصِلْ رَحِمَهُ).[9]
  • أنّ الأضحية أفضل أعمال الحج، فقد روى ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّ رجلاً سأل النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قائلاً:(أيّ الحج أفضل يا رسول؟ فقال:العجُّ والثَّجُّ)،[10] والعجّ هو رفع الصوت بالتلبية، والثجّ هو نحر البدن.

شروط الأضحية

إنّ للأضحية شروطاً لا بُد أن تتوفّر فيها، وفي ما يأتي بيانها:[11]

  • أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام؛ وهي الغنم سواءً كانت معز أم ضأن، أو من البقر، أو من الإبل، والدليل قوله تعالى:(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ).[12]
  • أن تكون خاليةً من العيوب ومن العيوب: العرج الواضح الذي يؤثّر في مشيها، والعور البيّن الذي تبيضّ به العين بشكلٍ واضحٍ يدلّ على عورها، أو تظهر كالزر، والمرض البيّن مثل الجرب الذي يؤثر في لحمها، أو الحُمّة التي تقعدها عن المرعى، أو الجرح العميق المؤثّر على صحتها، أو الهزال المزيل للمخ، ودليل ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى)،[13] كما ويجب أنّ تكون الأضحية خاليةً ممّا هو أشدّ من العيوب التي ذُكرت، كالمقطوعة أحد أرجلها أو أيديها، أو العاجزة عن المشي؛ لعلّةٍ فيها، أو العمياء التي لا تبصر، أو كانت الأضحية معرّضةً لخطر الموت؛ كأن تتعسّر ولادتها مثلاً، حتى يزول ذلك الخطر.
  • أن تكون الأضحية ملكاً للمضحي، أو مأذوناً له بأنّ يتصرّف فيها من قِبل مالكها، ولا يجوز التضحية بما لا يملك؛ كالمأخوذة بدعوى باطلةٍ، أو المسروقة، كما ويجوز لوليّ اليتيم أن يضحي له من ماله إذا كان قد اعتاد على ذلك ومن الممكن أن يحزنه عدم التضحية.
  • أن تبلغ الأضحية السنّ المحدّد شرعاً، فيجب أن يبلغ سن الأضحية إن كانت من الضأن ستة أشهر كحدٍ أدنى، وإنّ كانت من الغنم فسنةٌ كحدٍّ أدنى، وإن كانت من البقر فسنتين كحدٍ أدنى، وإن كانت من الإبل فخمس سنين.
  • أن تذبح الأضحية في الوقت المحدّد شرعاً، ويبدأ الوقت المحدّد للأضحية من بعد صلاة العيد في أول أيامه؛ وهو يوم النحر، إلى غروب شمس الثالث عشر من ذي الحجة، وهو آخر أيام التشريق، فلا تصحّ أضحية من ذبح قبل ذلك الوقت أو بعده، ودليل ذلك ما رواه البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصّلاة والسلّام- قال:(مَن ذَبَحَ قبلَ أنْ يُصلِّيَ فإنَّما هوَ لَحمٌ عَجَّله لِأَهلِه، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شَيءٍ)،[14] وتجدر الإشارة إلى أن أفضل الأوقات للأضحية، هو يوم العيد بعد الخطبتين، وكلّما عُجّل بذبح الأضحية كان ذلك أفضل، كما ويجوز الذبح في الليل والنهار، ويجوز الذبح بعد فوات الوقت في حال وجود عذرٍ؛ كهروب الأضحية من المضحي إلى أن يجدها، أو نسيان ذبح الأضحية حتى انقضاء الوق؛ وذلك قياساً على من نام عن الصلاة أو نسيها.

المراجع

  1. ↑ سورة الصافات، آية: 102-107.
  2. ↑ سورة الكوثر، آية: 2.
  3. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5549، صحيح.
  4. ↑ سورة الأنعام، آية: 162.
  5. ↑ "الأضحية وأحكامها"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2018. بتصرّف.
  6. ↑ "الأضحية معانٍ وأحكام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2018. بتصرّف.
  7. ↑ رواه ابن عبد البر، في التمهيد، عن ابن عباس ، الصفحة أو الرقم: 23/192، حسن.
  8. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن سلام، الصفحة أو الرقم: 2648 ، صحيح.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5985 ، صحيح.
  10. ↑ رواه المنذري، في صحيح الترغيب، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2/180، إسناده حسن.
  11. ↑ "شروط الأضحية"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2018. بتصرّف.
  12. ↑ سورة الحج، آية: 34.
  13. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عبيد بن فيروز الديلمي، الصفحة أو الرقم: 2802 ، صحيح.
  14. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 968 ، صحيح.