أفتى علماء الأمة الإسلامية بصحة صلاة المسلم في بيته منفرداً، وإن كانت الصلاة في البيت تفوّت على المسلم خيراً كثيراً وأجراً عظيمأ، كما أنّ كثيراً من علماء الأمة أفتى بوجوب صلاة الجماعة، وقد نصَّ الإمام أحمد على أنّ الجماعة ليست شرطاً لصحة الصلاة، وقد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم على صحة صلاة المسلم في بيته وأنّه ليس عليه إعادتها إلا ما روي عن الصحابيين أبي موسى وابن مسعود في عدم قبول صلاة من يسمع نداء الصلاة فيتخلف عنها بدون عذر.[1] وقد ذكر بعض علماء الأمة أنّ صلاة المنفرد في بيته تكون صحيحة، ولكنه يترتب عليه الإثم من جراء تخلفه عن أداء صلاة الجماعة.[2]
قد استدل من ذهب إلى صحة صلاة الفرد في بيته منفرداً بالحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة).[3]ففي هذا الحديث دلالة على صحة صلاة الفرد في بيته منفرداً وإلا لم تذكر المفاضلة بينها وبين صلاة الجماعة، وبالتالي يظهر ضعف رأي من قال باعتبار الجماعة شرط لصحة الصلاة.[2]
قد اختلف أصحاب المذاهب الأربعة في حكم صلاة الجماعة فذهب المالكية إلى القول بأنّها سنة مؤكدة وفي قول آخر إنّها فرض كفاية إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين، بينما ذهب الحنفية إلى القول بأنّ صلاة الجماعة سنة مؤكدة وهي بمثابة الواجب حيث يؤثم المسلم إذا تركها إثماً يقل عن إثم ترك الفريضة، وقد رجح الشافعية أنها فرض كفاية، وأمّا الحنابلة فقد ذهبوا إلى القول بفرضية صلاة الجماعة.[4]